بدأ غموض تحطمّ طائرة الركاب المصرية يتبدّد شيئاً فشيئاً، إذ أُعلن عن إطلاق الطائرة إنذاراً بوجود دخان منبعث من قمرة القيادة، وحدوث خلل في أجهزة التحليق، أمرٌ لم يمنع باريس من إبقاء كل الاحتمالات واردة، وفيما تنصب الجهود حالياً في محاولة العثور على الصندوقين الأسودين في مياه يصل عمقها إلى 3000 متر، نشرت مصر صوراً تظهر بعض متعلّقات الركاب من حقائب أطفال وسترات نجاة.
وأكّدت هيئة سلامة الطيران الفرنسية أنّ إنذاراً آلياً بوجود دخان صدر من طائرة مصر للطيران.
وأعلن ناطق أنّ مكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي يؤكد أنّ الطائرة أطلقت إنذاراً آلياً بوجود دخان على متنها قبيل انقطاع بث البيانات، مضيفاً: «الأمر لا يزال مبكراً جداً لتفسير وفهم ملابسات الحادث ما لم نعثر على الحطام والصندوقين الأسودين، وأولوية التحقيق هي للعثور على الحطام والصندوقين اللذين يسجلان بيانات الرحلة.
إلى ذلك، شدّدت فرنسا مجدداً على أنّ كل الاحتمالات لا تزال قيد الدراسة على الرغم من اكتشاف وجود دخان في مقدمة الطائرة قبيل سقوطها. وعلى الفور، نفى مسؤول بلجنة التحقيقات المصرية تقريراً بشأن رصد دخان على متن طائرة مصر للطيران قبل سقوطها.
وقال المسؤول شريطة عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالإدلاء بأية تصريحات صحافية، إنّ «آخر اتصال بين قائد الطائرة وبرج المراقبة وقبل سقوطه بخمس دقائق لم يتحدث عن أي شيء غير عادي، كما لم يبلغ عن حدوث حريق».
قال وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي للصحافيين، إن «هناك تحدياً إضافياً يواجه عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين هو عمق المياه في منطقة سقوط الطائرة»، مشيراً إلى أنه يعتقد أن عمق المياه في هذه المنطقة يصل إلى 3000 متر.
وأعلن ناطق باسم البحرية الفرنسية إرسال زورق استطلاع إلى أعالي البحار مزود بتجهيزات للبحث عن الصندوقين الأسودين وينتظر وصوله إلى موقع التحطّم اليوم أو غداً.
نفي مصري
وفيما نشرت بعض وسائل الإعلام خبراً عن العثور على الصندوقين الأسودين، نفت مصادر مطلعة من لجنة التحقيق الخبر، مشيرة إلى أنّ عمليات البحث ستستغرق وقتاً طويلاً باعتبارها تتم في مساحة تزيد عن 40 ميلاً بحرياً، فضلاً عن أنّ المنطقة التي سقطت فيها الطائرة عميقة جداً، ما تستلزم وقتاً وجهداً لالتقاط الإشارات الصادرة من الصندوق الأسود.
ونشر موقع الطيران «أفييشن هيرالد» سبع إشارات مفاجئة صدرت عن الطائرة في غضون ثلاث دقائق، شملت تحذيرات من دخان في المرحاض، وأجهزة توجيه الطائرة أسفل قمرة القيادة.
وأكّد خبيران في مجال سلامة النقل الجوي، أنّ الإشارات تعني إمكانية نشوب حريق، إلّا أنّ التتابع القصير نسبياً للبيانات لا يقدم دليلاً على جهود بذلها الطيار للسيطرة على الطائرة، ولا يبين كذلك ما إذا كانت الطائرة سقطت كتلة واحدة أم تحطمت في الجو.
لا ترجيح
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت إثر لقاء في باريس مع أسر الضحايا: «في الوقت الراهن تتم دراسة كل الاحتمالات ولا نرجح أياً منها».
وأشار آيرولت إلى أنّ «هناك تضارباً بين مجموعة من المعلومات الواردة بخصوص الطائرة، كما أن هناك أيضاً محاولة لإطلاق تأويلات غير مؤسسة على حقائق»، لافتاً إلى أنّ أفضل إجابة الآن مضي التحقيقات في أفضل الظروف وبشكل سريع، سعياً للوصول لحقيقة ما حدث.
بدوره، أشار مسؤول في شركة مصر للطيران، أنّ عمليات البحث تركز على العثور على جثت الضحايا والصندوقين الأسودين للطائرة.
ورداً على سؤال حول الإنذار الآلي، قال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران صفوت مسلم، إنّ «الأسر تريد جثامين أبنائها والجيش يركز على ذلك في الوقت الراهن، وهو ما يشغلنا بالدرجة الأولى الآن، رافضاً تأكيد أو نفي المعلومات حول صدور إنذار آلي.
نشر متعلّقات
في السياق، نشر الجيش المصري أمس على «فيسبوك» الصور الأولى لما تمّ العثور عليه وتظهر فيه حقيبة أطفال وردية مزينة بفراشات وجزء من هيكل الطائرة ممزق وسترة نجاة مفتوحة.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن الخبير في شؤون الطيران فيليب بوم قوله، إنّ «أجهزة الطائرة انطفأت وهو ما يشير إلى أنّ الأمر لم يكن متعلقاً على الأرجح بعملية خطف أو مشاجرة داخل قمرة قيادة الطائرة، بل بحريق داخل الطائرة».
وأضاف:«لكننا لا نعرف إن كان سبب هذا الحريق ماساً كهربائياً أو قنبلة انفجرت أو إن كان حريقاً بسبب مشكلة تقنية».
إدانة استغلال
بدورهم، ذكر أهالي وأسر ضحايا حادث الطائرة خلال لقائهم أمس قيادات الشركة أنهم يقدرون الموقف الراهن، معربين عن بالغ استيائهم لقيام عدد من وسائل الإعلام وبعض الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي بالزج بأسماء أسر الضحايا وذويهم واستغلال الحادث لجمع تبرعات مادية والقيام بمبادرات باسم عائلات وأسر الركاب وجمع أموال لمساعدة ذويهم.
أول تسجيل
إلى ذلك،عرضت وسائل إعلام مصرية أول تسجيل صوتي لقائد الطائرة المصرية المنكوبة ، حيث قال الطيار : «مرحباً مرحباً ..رحلة مصر للطيران رقم 804 المستوى 370 ..الرقم الكودى على الردار7624».
فرد مراقب زيرخ على قائد الطائرة قائلا : « مصر للطيران 804 ..الرادار متصل اتصل ببادوفا مدينة إيطالية » متابعاً « 0-2-1 عدد عشرى 5-2-7 ليلة سعيدة ، فرد الطيار : 5-2-7-0-2-1 ».