تجمع عدد من النازحين الفارين من المعارك في مخيم عامرية الفلوجة حول عدد من المسؤولين الذين كانوا في جولة تفقدية وتوجهوا إليهم بالسؤال بشكل جماعي أين هم أولادنا؟

وناشدت الأمهات المسؤولين معرفة مصير فلذات أكبادهن، فيما كان رجال يكتبون على الورق أسماء مئات من أقاربهم الذكور الذين بات مصيرهم مجهولاً.

وقالت طليعة ذياب التي فرت من بلدة الصقلاوية الواقعة شمال الفلوجة مطلع الشهر الجاري: «زوجي، وثلاثة من أبنائي، وثلاثة من أولاد إخوتي مفقودون». ولم تتمكن من الحصول على معلومات حول مصيرهم منذ أسبوع.

وأضافت: «نسمع أنّ العديد منهم تعرض للقتل، نريد أن نعرف ما الذي حدث. وعائلة ذياب واحدة من مئات الأسر التي تتكدس في مخيم عامرية الفلوجة منذ الأسابيع الثلاثة الماضية.

وقالت مروة محمد مشيرة إلى الفصائل، إنّ «الحشد الطائفي خطف زوجي»، مضيفة: «المليشيات أخذت كل الرجال، كتائب حزب الله هم من أخذه نعرفهم من راياتهم، لكن فصائل أخرى كانت موجودة أيضا».

بدوره، قال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، إنّ «مجموع الرجال الذين حجزوا من مدينة الفلوجة بلغ 600 منذ بداية العملية حتى الآن، نحاول التعرف على عناصر داعش الفارين».

وأضاف معن أنّ نحو ألف رجل أفرج عنهم وسيفرج عن نحو أربعة آلاف آخرين قريباً، موضحا أنّ «التدقيق الأمني يجب ألا يزيد عن سبعة أيام».

وبعيداً عن الغبار الذي أحاط بالمسؤولين الزائرين، يجلس الرجال الذين أفرج عنهم داخل خيمة ويتبادلون أطراف الحديث حول عمليات التعذيب التي تعرضوا لها من قبل عناصر الحشد الشعبي.

ويقول رجل يرتدي قميصاً أزرق اللون عرف عن نفسه باسم أبو بان وهو يكشف عن الجروح الظاهرة على رسغيه: «لقد رأيت بأم عيني أكثر من أربعين شخصاً يموتون في معتقلات الحشد». وأضاف: «هذه الجروح ناجمة عن تقيدي أربعة أيام دون طعام وشراب».

قصص تعذيب

بدوره، قال أبو حسين من منطقة الأزرقـــية: «لقد ضربونا بالعصي، انظر إلى ذراعي، لقد رأيتهم يحرقون رجلاً كما تـــشوى الدجاجة». ويروي كثيرون في المخيم قصصاً حول التعذيب من قبل الميليـــشيات، لكنـــهم يرفضون الكشف عن أسمائهم كاملـــة بسبب الخوف.

وأجمع كثير من النازحـــين على اعتبار أنّ ما تفعله فصـــائل الحشـد الشــعبي ينم عن الانتقام لمجزرة سبايكر التي قــضى فـــيها نحو 1700 من الجنود وطلاب الكلية العسكــرية في 12 يونيو عام 2014 عندما سيطر المتطرّفون على تكريت.

إضاءة

أطلقت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي فجر 23 مايو الماضي، عملية لاستعادة السيطرة على الفلوجة التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش منذ يناير 2014.

وانتهت المرحلة الأولى من العملية بمشاركة فصائل الحشد الشعبي التي تمّ تحديد تحركها بفرض طوق واستعادة المناطق المحاذية لمدينة الفلوجة. وفي حين تزداد أعداد النازحين من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتطرّف، ترشح الأنباء عن ارتكاب فصائل الحشد الشعبي انتهاكات.