وسط خلافات وتباين في وجهات النظر بشأن التدخل الإيراني في الشؤون العربية والتوغل التركي بشمالي العراق، انطلقت في العاصمة الموريتانية نواكشوط الاجتماعات التحضيرية للقمة 27 للقادة العرب التي ستعقد غداً، ويقود صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وفد الدولة المشارك في أعمال القمة، وبحث وزراء خارجية الدول العربية 16 بنداً تصدرتها القضية الفلسطينية، والأوضاع في اليمن، وتطورات الأزمة السورية، ومكافحة الإرهاب، وتطوير عمل الجامعة، تمهيداً لرفعها إلى اجتماع القادة.

وفي الأثناء، يقود وفد الدولة، نيابةً عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وفد الدولة المشارك في أعمال قمة الأمل بنواكشوط. ويضم الوفد المرافق لسموه كلاً من معالي سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومحمد سعيد الظنحاني، مدير الديوان الأميري بالفجيرة، وعدداً من المسؤولين.

واعتبر قرقاش، في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء، من موريتانيا التي وصل إليها ليل الجمعة بغرض المشاركة في الاجتماعات التحضيرية، أنه من المهم جداً أن يكون التوجه العقلاني الذي نراه في موريتانيا في علاقاتها الإقليمية هو ما سنراه أيضاً في المداولات العربية، معرباً عن سعادته بوجوده في نواكشوط وهي تستضيف هذه القمة التاريخية بكل ما تحمله من معنى.

تباين

وأضاف قرقاش أن العالم العربي هو عالم متنوع من أقصى غربه إلى أقصى شرقه، وبالتالي لا بد أن تكون هناك بعض التباينات في وجهات النظر إزاء قضايا عدة، ولكن في المقابل هناك جوانب عدة تجمع العرب بعضهم ببعض. وأوضح أن هناك سعياً بقيادة موريتانيا إلى أن تكون قمة نواكشوط قمة جامعة بالنظر إلى المشتركات الكثيرة التي تجمع العرب وليست التي تفرقهم، معرباً عن أهمية أن تخرج هذه القمة برسائل واضحة وإيجابية إلى المنطقة العربية.

وبيّن قرقاش أن متلقي هذه الرسائل عديدون، ومنهم الدول العربية التي تدرك أن هذا الرباط مقدس ومن الضروري المحافظة عليه وتحديثه وتأكيد أهميته، مؤكداً أن هناك قوى إقليمية تنتظر من العرب الخروج من هذه القمة متحدين وأقوياء لحماية فضائهم وتبوؤ المكانة اللائقة بهم في عالم يشهد تطورات متسارعة.

تطوير

وفي السياق، بحث وزراء الخارجية في اجتماعهم أمس التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية والأوضاع في اليمن وتطورات الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب وتطوير عمل الجامعة بما يمكنها من الاستجابة لتطلعات الشعوب العربية ومواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة. واستعرض المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي المسؤول عن المبادرة الفرنسية لحل القضية الفلسطينية بيير فيمونت، خلال الاجتماع، الجهود والتحركات الأخيرة الرامية إلى تنفيذ المبادرة الفرنسية.

تحذير

من ناحيته، حذّر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من تنامي ظاهرة الإرهاب وتهديدها لاستقرار الدول العربية، مؤكداً أن صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب تمثلان أهمية قصوى لحماية الدولة الوطنية من المخاطر التي تهددها، وللحفاظ على مكتسبات وثروات ومقدرات الأمة العربية، وإرساء الأمن والسلم والاستقرار التي تعتبر شرطاً أساسياً للمضي في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي. ودعا أبو الغيط إلى تضافر الجهود لاجتثاث الإرهاب من جذوره ودحر أفكاره وأيديولوجيته المدمرة.

إلى ذلك، قال الناطق باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية إن ثمة تبايناً في وجهات النظر العربية حول الموقف من التدخل الإيراني في الشؤون العربية والتوغل التركي في شمالي العراق. وأوضح أحمد عفيفي، في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب، أن التباين يخص مشروعي قانونين، أحدهما يتعلق برفض التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية، والثاني حول التوغل العسكري التركي في شمالي العراق. وأضاف عفيفي أن بعض الدول العربية تحفظت على الصياغات، مشيراً إلى أن مجلس الوزراء قرر رفع القرارين إلى مجلس الرؤساء في اجتماع القمة.