أكد عدد من الخبراء البحرينيين أهمية تكامل منظومة العمل الخليجي لمواجهة المخططات الطائفية والأجندات الدولية التي تعصف بالمنطقة، مشيرين إلى أن هذه المخططات باتت واضحة ومتنامية وتمثل مصدر خطر وتهديد للشعوب ولمقدراتها.

وأوضح الخبراء في تصريحاتهم لـ«البيان» أن الشعوب الخليجية مصطفة حول قياداتها وهم على ثقة تامة بجاهزية حكوماتها لإحباط أي مخططات ومؤامرات، مؤكدين بأن عاصفة الحزم، وتحالف مناورات الشمال، وإطلاق رؤية 2030 الاقتصادية للسعودية، ما هي إلا بداية التغيير المطلوب لتنفيذ استراتيجيات الاحتواء وتحقيق الأمن للمنطقة.

خطوات موازية

وقال المستشار في الشؤون التقنية والأمنية د. عبدالله الذوادي إن «على دول الخليج أن تبدأ بخطوات موازية لمواجهة التحديات الأمنية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، تبدأ بإطلاق مشروع خليجي تكاملي للمحافظة على المنجزات».

وأكد الذوادي أهمية البدء في تشكيل قوة الاحتياط العسكرية، وتطوير كوادر حقوق الإنسان والعلاقات الدولية المؤهلة وتوزيعها على دول صنع القرار العالمي، والعمل على تشكيل قوة اقتصادية من التجار والاقتصاديين ورجال الأعمال للمحافظة على الأمن الاقتصادي.

تنسيق وتكامل

بدوره، قال الخبير الأمني بدر الحمادي إنه «ليس بالخفي أن حكومات دول مجلس التعاون تعي تحديات المرحلة جيداً، وعليه فالتنسيق الأمني فيما بينها على أوجه، آخرها التمرين الأمني المشترك الأخير في البحرين، ومشروع جهاز الشرطة الخليجية، وتبادل المعلومات والمحكومين، والعديد من خطط العمل الأمني المشترك سواء ثنائي أو جماعي بين الدول الأعضاء، التي تدرس أو نفذ منها بعض البنود».

وأضاف الحمادي: «نحتاج لسرعة تطبيق هذه المشاريع الأمنية والتي تصب في صالح منظومة دول الخليج، والأسباب عديدة بمقدمتها الأعمال العدائية ضد المنظومة الخليجية، والصراعات القائمة في المنطقة، من أزمة اليمن، والحرب السورية، وما يجري بالعراق، وبرأيي بأن الخطاب الديني والإعلام عنصران مهمان جداً يجب تفعيلهما من خلال المنظومة نفسها».

وتابع: «يجب إبعاد الشباب عن التطرف العقائدي والغلو الديني، وسن التشريعات التي تحد من الالتحاق بالحركات الأيديولوجية العنيفة والتي تشجع على الانخراط بالإرهاب».

معاهدات ناجحة

ومن جهته، أكد عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب ذياب النعيمي بأن التكامل الخليجي يمر حالياً بمرحلة نضوج غير مسبوقة، يواكبها تكاتف الشعوب حول قيادتها، خصوصاً بعد تنامي الأخطار الناتجة عما يسمى بربيع العرب والذي دمر البلدان وشتت الشعوب وهجرها.

وبين النعيمي بأن لدول المجلس معاهدات عسكرية ناجحة ومؤثرة، منها «درع الجزيرة» والتي أثبتت في تجربتين سابقتين فعاليتها، إلى جانب زيادة وتيرة العمل المشترك ما بين القوات المسلحة الخليجية والعربية، وفي الأردن، مصر، المغرب، السودان، ولأن الاتفاقيات العسكرية تمثل إضافة استراتيجية للأمة، ومن الأهمية تفعيل دور جامعة الدول العربية في هذا السياق، بدلاً من الوضع الراهن والذي لا يلبي التطلعات.

تمرين هادف

قال سفير الكويت لدى البحرين الشيخ عزام الصباح إن تمرين «أمن الخليج1» يجسد التلاحم الخليجي في أجمل صوره ويمثل وحدة الصف بين أبناء دول مجلس التعاون، لافتاً إلى أهمية الاستفادة من هذا الوجود الخليجي المهم الهادف إلى تحقيق الأمن المشترك.