أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين د. صائب عريقات أن «القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب وكل المسلمين الأساسية، لكن ذلك لا يمنح إيران أو غيرها الحق في التدخل بالشؤون الفلسطينية، فهذه خصوصية لأهل البلد، لا لغيرهم».

وقال عريقات لـ «البيان» إن «ايران دولة قوية بالمنطقة، ونأمل منها أن تركز على إعادة فلسطين للخارطة، لكن ليس عبر التدخل مع هذا الفصيل أو ذاك». وتابع «يجب أن لا تحول إيران الشيعة إلى جهة قومية، وعليه فهو صراع يجب أن نقف عنده، الشيعة العرب أبناء هذه الأمة، هم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والسياسي والفكري والاقتصادي والديني للمجتمع».

وكان عريقات قدم أمس ندوة سياسية تحت عنوان «تطورات القضية الفلسطينية» بديوان وزارة الخارجية البحرينية في العاصمة المنامة، وبحضور وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وجمع من السفراء والأكاديميين.

وأضاف «صراعنا مع إسرائيل ليس لخلافات بين هذه الفقرة أو تلك في التوراة، إنما صراع سياسي ضد الاستعمار والاحتلال لأرضنا ولبلادنا، ومحاولة سيطرته عليها من خلال الإملاءات والاغتيالات والحصار والحرق والإغلاق».

شرعية واحدة

وفيما يخص الانقسام الفلسطيني قال «لن يكون لنا دولة فلسطينية بدون سلاح واحد وشرعية واحدة وسيادة قانون.. تعدد الميلشيات لن يمكن أي طرف من السلطة، وبالتالي لابد من تحقيق الوحدة الوطنية لعودة فلسطين مرى أخرى للخارطة الجغرافية». وأضاف «وعليه فلقد التقى الرئيس محمود عباس الشهر الماضي بالدوحة بخالد مشعل وإسماعيل هنية.

وتشرفت بأن كنت معه، وعرض الرئيس أبو مازن عليهما تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبأننا إذا اختلفنا فإن علينا أن نعود لصناديق الاقتراع، وليس صناديق الرصاص».

وأكمل «أصدقكم القول إن القدس والضفة والقطاع مناطق محتلة، لا يستطيع أي فرد منا حتى الرئيس الفلسطيني نفسه الخروج من فلسطين للأردن إلا بإذن إسرائيلي، وعليه لا بد من إزالة أسباب الانقسام، وتحقيق مسببات الوحدة الوطنية، وإعادة فلسطين للخارطة الجغرافية ممكن جداً، وثابتة من ثوابت موسكو وواشنطن وأوروبا، ولكنه لن يكون ذلك ما لم نساعد أنفسنا كفلسطينيين وننهي هذه الحالة الشاذة من الانقسام».

مرحلة انتقال

ورأى عريقات في سياق حديثه أن ما يجري بالعالم العربي اليوم يمثل مرحلة انتقال، انتقال لدوامة من العنف والدم والنار، إذا ما ظللنا خانعين ومستسلمين لحالنا كما هو، ونحن الآن – بواقع الأمر- نحرق كعرب، واستقرار المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية هو استقرار العرب، ومستقبلهم، وهذه هي الحقيقة ولا غيرها، وأي عبث بهاذين الاستقرارين دمار لنا جميعاً.