أكثر التعبيرات بلاغة في توصيف المشهد السوري، ما عبرت عنه مجلة فورين بوليسي الأميركية، في العام 2014: «الحرب السورية.. هي كل شيء». بمعنى أنها حرب أهلية، تدمير، تهجير، إرهاب، ساحة انفتحت على كل ما هو ممكن وكارثي، إذ تظهر إحصائيات أولية أن الحرب دمرت أكثر من مليون منزل، أما كلفة الإعمار فتتجاوز الـ900 مليار دولار.

استوعبت التجربة السورية كل التجارب الحربية في المنطقة في التاريخ المعاصر، من حرب المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى الحرب الأهلية اللبنانية ذاتها، وحتى التجربة العراقية في المفخخات والعمليات الانتحارية، بل ابتكر النظام طريقة فتاكة في التدمير، وهي البراميل المتفجرة.

ولعل الجانب الأكثر ألماً في الأزمة السورية، هو حجم التدمير الذي تعرضت له مدن عريقة عمرها آلاف السنين مثل مدينة حلب، وما جرى من حرق للسوق الأثري القديم على سبيل المثال، والقائمة تطول.

استنتاجات

وقد نشرت الأمم المتحدة تقريراً مطلع العام الجاري، قالت فيه إن مستوى الدمار في سوريا لم يسبق له مثيل.

وذكر معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث إن استنتاجاته مبنية على صور التقطتها الأقمار الصناعية لمدن سورية، كدير الزور وحلب وحمص وحماة.. باستثناء دمشق الناجية حتى الآن ما عدا بعض أطرافها المحاذية للغوطة الشرقية. وهي نجت لأن النظام أراد لها النجاة على عكس المدن الأخرى!.

لكن كيف تحولت هذه الأزمة، إلى حرب تدمير مدن وسحق أبنية في ست سنوات، وما هي المراحل التي مرت بها الأزمة لتتحول المعركة إلى حرب من نوع الانتقام وتخريب المدن، حتى أن النظام على سبيل المثال كان يحرق المراكب في كل مرة يخسر مدينة.

بينما اتجهت فصائل متطرفة إلى تدمير فنادق تاريخية مثل فندق كارلتون الأثري في حلب وتفجير أنفاق هي عبارة عن قنوات مائية جافة كان يستخدمها أهل حلب قبل مئات السنين، فيما نهب تنظيم داعش آثار مدينة تدمر ودير الزور والرقة.

نصيحة

يقول قائد المجلس العسكري السابق للجيش الحر، عبدالجبار العكيدي: «في بداية السيطرة على مدينة حلب، كانت خطة الجيش الحر طرد النظام من المدينة والخروج منها، حتى لا يتذرع النظام بوجود المقاتلين في قلب المدينة ويمتلك الحجة لقصفها».

وأضاف العكيدي لـ«البيان»؛ إن وجود الجيش الحر في بداية الأمر في الأرياف، لم يكن يحقق أي نصر عسكري، باعتبار المناطق التي يسيطر عليها ليست استراتيجية، وهذا ما دفعه للسيطرة على المدن، لكن لم يكن في الحسبان جموح النظام إلى هذا الكم من التدمير للمدن.

ورأى أن التدخل الروسي في سوريا، فاقم حجم التدمير بحكم طبيعة الأسلحة النوعية، كاشفاً عن نصيحة روسية للنظام، في بداية الأزمة، وتقوم على حشر المقاتلين في المدن، وعدم تسليم المدينة بالكامل للمقاتلين، وهذا ما حدث في حلب تمام التي كانت مقسمة بين شرقية وغربية.

ولعل الهدف من ذلك، ألا يسمح للمعارضة أن تمتلك مدينة متكاملة تمنحها القوة المعنوية، فضلا عن هدف إظهار حال المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والمناطق التي يسيطر عليها النظام من الناحية الأمنية.

الطرف الخاسر

بدوره قال الخبير العسكري ومدير الهيئة السورية للإعلام د. إبراهيم الجباوي في تصريح لـ«البيان» إن الثورة السورية اتسمت بأنها ثورة حرية وكرامة لتخليص المواطن من ديكتاتورية النظام، حتى أن مسألة حمل السلاح جاءت نتيجة الظروف الموضوعية الداخلية التي أجبرت المتظاهرين على حمل السلاح.

وأضاف أنه باعتبار المتظاهرين أرغموا أمام عنف النظام على حمل السلاح بعد أن انهال عليه النظام بوابل من الرصاص والقذائف، وهنا وقع التدمير بحق المدن السورية، ولم يعد النظام يكترث لمسألة المدن وبدأت في وقت آخر مرحلة البراميل المتفجرة التي بموجبها انتهت المدن.

واعتبر الجباوي أن الفصائل المقاتلة هي الطرف الخاسر من حرب المدن، بينما كان النظام الوحيد المستفيد منها، ليبقى مسيطراً على الحكم وتدمير كل ما تملكه المعارضة من حواضر مدنية.

أما مشكلة إعادة إعمار سوريا فهي تعتبر أم المشاكل في حال التوصل إلى تسوية سياسية، ذلك أن حجم الدمار بحسب تقارير الأمم المتحدة ينافس حجم الدمار الذي لحق بالمدن الأوروبية عقب الحرب العالمية الثانية.

ففي مؤتمر صحافي في مقر الاتحاد الأوروبي، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في فبراير الماضي استناداً إلى تقديرات الاتحاد الأوروبي، أن تكلفة إعادة إعمار سوريا تبلغ 900 مليار دولار. وقال أبو الغيط، إن «مفوضة الاتحاد الأوروبي السامية للسياسة الخارجية وشؤون الأمن، فيديريكا موغيريني، أبلغته أن إعادة بناء سوريا يحتاج إلى 900 مليار دولار».

424.000

وتظهر إحصائيات أولية أن تركزالحرب في المدن المكتظة سكانياً أسفرت حتى مطلع عام 2017 إلى تدمير أكثر من مليون منزل، فضلاً عن نزوح الملايين من سكانها.

ويقول مدير مجموعة عمل سوريا الاقتصادية الدكتور أسامة قاضي في تصريح لـ«البيان» حسب دراسة الأسكوا – الأمم المتحدة الأخيرة تعد حلب وريفها أكثر المدن المتضررة على الإطلاق، وخاصة بعد التدخل الروسي في سبتمبر 2015 واتباع سياسة الأرض المحروقة في حلب الشرقية خاصة.

حيث دمر ما يقرب من نصف منازلها وتقدر بـ 424 ألف منزل مدمّر كلياً أو جزئياً، تلتها ريف دمشق بدمار نصف منازلها أيضاً، والتي قدرت بـ 303 آلاف منزل.

وأضاف قاضي أن حمص بحسب الدراسة، احتلت المرتبة الثالثة في دمار المنازل بحوالي 200 ألف منزل مدمر. ثم جاءت إدلب في المرتبة الرابعة بحوالي 156 ألف منزل مدمر، ثم جاءت محافظة درعا في المرتبة الخامسة بتدمير حوالي 105 آلاف منزل.

ولكن هذا الدمار لا يتضمن الأضرار السامة للقذائف على خصوبة الأرض والتي ستؤثر على الزراعة السورية لسنوات، وكذلك الأضرار على البنية التحتية من ماء وكهرباء وطرق ومدارس ومشافٍ وغيرها من المرافق المهمة لتأمين حياة لائقة.

وكشف لـ«البيان» أن تكاليف بناء المساكن «فقط» بحوالي 700 مليار ليرة سورية، بمعنى أقل من ملياري دولار وهذا الرقم منخفض جدا، حتى الآن بسبب استمرار الحرب في المدن السورية، الأمر الذي سيرفع قيمة إعادة الإعمار بكل تأكيد.

حماة الثمانينيات.. النموذج "الإخواني" يكرس ســــــــــطوة النظام

 

كان شهر يونيو من العام 1979 يوماً مفصلياً في الحياة السورية السياسية، حين أقدم النقيب إبراهيم اليوسف في كلية المدفعية في حلب بإعدام ما يقارب 80 ضابطاً من العلويين السوريين بعد عزلهم عن بقية الضباط الآخرين.

حينها انقلبت الحياة السورية والأمنية في سوريا رأساً على عقب وبدأت ملامح الحرب الأهلية بين «الطليعة المقاتلة» الإخوانية، الذي يعتبر الجناح المسلح للحركة وبين المؤسسات الأمنية السورية.

واستمرت المناوشات بين «الطليعة» الإخوانية وأجهزة الأمن السورية إلى أن وصلت تلك المواجهات إلى حادثة اقتحام حماة وتدمير المدينة بالكامل، بعد أن قرر الإخوان الاحتماء بالمدن، ما جعل هذه المدن ساحة للحرب الدامية.

حاولت حركة الإخوان المسلمين خلط الأوراق في المعركة مع النظام، وارتكزت على الاغتيالات السياسية والعسكرية داخل المدن، بل وصل الأمر إلى اغتيال شخصيات إعلامية في مقر عملها وسط العاصمة دمشق.

كان الهدف الأساسي لتنظيم الإخوان، إقحام الشارع المدني في المواجهة مع النظام السوري، ظناً منها أنها ستكون الأقوى، في حال انضم الشارع المدني إليها، لكن النتيجة كانت عكسية وسلبية بشكل كبير.

استراتيجية كارثية

وبعد أن حول «الجناح الحموي» في الحركة المعركة إلى «حرب أهلية»، تجمع صفوة المقاتلين من الحركة في مدينة حماة، باعتبارها الحاضنة الشعبية للحركة – آنذاك - وبقيت المناوشات قائمة على مدار عام كامل، إلى أن قررت كتائب «سرايا الدفاع» بقيادة رفعت الأسد، اقتحام المدينة والقضاء على الحركة وملاحقتها حتى داخل البيوت.

وقد كانت هذه الاستراتيجية كارثية بامتياز، باعتبار أن الخاسر الأول في هذه المواجهة هي الحواضر المدنية والشعبية، وبطبيعة الحال ذهب في هذه الحرب الصالح مع الطالح. إذ جلبت استراتيجية الاحتماء بالمدن والمدنيين الويلات على الشعب السوري.

حينها نجت مدينة حلب من هذه المأساة بعد سيطرة الأجهزة الأمنية على الأوضاع في هذه المدينة، لكن بحكم التكدس الكبير لمقاتلي الطليعة في مدينة حماة، اتجه «الإخوان» إلى تحويل المدينة إلى قلعة قتال ضد القوات السورية، وكانت النتيجة تدمير المدينة بالكامل.

وحتى هذه اللحظة، يستذكر السوريون بألم تجربة الثمانينيات السوداء، التي عززت قبضة الأجهزة الأمنية السورية، وقضت على واحدة من أهم المدن السورية التي كانت تعتبر مركزاً صناعياً وتجارياً حيوياً خصوصاً في ظل موقعها المتوسط في البلاد.

واشنطن تبحث عن تكتيكات جديدة للقتال بين المدنيين

 

في مقالة نشرها مركز أبحاث الحرب الحديثة في أكاديمية وست بوينت العسكرية الأميركية، يشدد الرائد المتقاعد جون سبنسر على أهمية تشكيل وتدريب فرقة عسكرية خاصة في الجيش الأميركي تكون مهمتها الأساسية خوض حرب المدن.

ويقترح الباحث أن يكون عداد هذه الفرقة خمسة آلاف جندي يتم إعدادهم وتسليحهم ليكونوا جاهزين في المستقبل القريب لخوض معارك عسكرية وجهاً لوجه مع مجموعات إرهابية في مدن كبيرة مكتظة بالسكان، على غرار المعركة المستمرة في الموصل أو الحرب الشعواء التي شهدتها حلب.

ويدعو سبنسر إلى الاستفادة من دروس حروب المدن التي شهدتها مناطق مختلفة من العالم خلال العقود القليلة الماضية مثل حرب مدينة سراييفو (1992-1995)، حرب مقديشو (1993)، ومعارك الجيش الروسي في العاصمة الشيشانية غروزني (1994-2000).

واحتلال القوات الأميركية للعاصمة العراقية بغداد عام 2003 والمعارك التي خاضها الجيش الأميركي ضد تنظيم القاعدة عام 2004 في مدينة الفلوجة. ويلاحظ الباحث الأميركي أن خسائر القوات الأميركية كانت لتكون أقل لو تم الاعتماد في معركة الفلوجة الأولى صيف 2004 على فرقة عسكرية خاصة دربت على تكتيكات حرب المدن.

حروب المستقبل

وحسب دراسة أعدتها مجموعة الدراسات الاستراتيجية في هيئة أركان الجيش الأميركي عام 2014، فإن المدن الكبرى المكتظة بالسكان ستكون الساحات الرئيسية لحروب المستقبل. وتقدر إحصائية أعدتها الأمم المتحدة عام 2016، أن 54.5 في المئة من سكان العالم يعيشون في المدن. على أن ترتفع هذه النسبة في عام 2030 إلى نحو 60 في المئة.

وتعليقاً على الصعوبات التي تواجهها فرق الجيش العراقي المدعومة من التحالف الدولي في المعارك التي ضد تنظيم داعش في الموصل، دعا قائد سلاح البر الأميركي الجنرال مارك ميلي إلى تطوير التقنيات والتكتيكات العسكرية في حرب المدن.

وقال إن المعركة التي تخوضها القوات العراقية في الموصل أو تلك التي خاضتها القوات السورية والروسية في حلب، هي نموذج لحروب المدن التي يجب أن تتحضر لها الجيوش في المستقبل.

تكتيكات

ورغم تجنب القوات الأميركية البرية المشاركة الميدانية بالمعارك التي تشهدها شوارع وأحياء مدينة الموصل، حيث تتسبب العمليات الانتحارية التي ينفذها مسلحو داعش المحاصرون ضد القوات المهاجمة بعدد كبير من القتلى والجرحى، فإن عمليات القصف والتغطية الجوية التي يؤمنها سلاح الجو الأميركي ألحقت أضراراً كبيرة بالمناطق السكنية.

الأمر الذي يثير انتقادات تنال من الحرفية العسكرية للجيش، ويؤكد ضرورة إدخال تعديلات بنيوية على العقيدة العسكرية واجتراح استراتيجيات وتكتيكات جديدة تجنب إيقاع خسائر بشرية كبيرة في صفوف السكان خلال حروب المستقبل.

جاهزية روسية عالية في حروب المناطق المأهولة

مع ازدياد بؤر التوتر والحروب في أكثر من منطقة من العالم، ودخول القوتين العظميين روسيا والولايات المتحدة على خط الأحداث في تلك المناطق، بدأ الحديث حول فاعلية أسلحة كل منهما في التصدي للمهام القتالية، لا سيما في المدن.

ساهمت سمعة الأسلحة الروسية التي تطورت بشكل لافت في الأعوام الأخيرة، في تعزيز حضور موسكو على الساحة الدولية. وبدأت كثير من الدول التي كانت تعتمد في التسليح على الصناعات الحربية الأميركية والبريطانية والفرنسية في إعادة توجيه بوصلة مشترياتها نحو السلاح الروسي.

فرصة

وقدمت الحرب السورية فرصة ذهبية لموسكو لتجربة الجيل الجديد من صناعاتها العسكرية الجديدة في ظروف حرب المدن بالغة التعقيد، حيث إشكاليات البعد الأخلاقي والإنساني في التعامل مع المدنيين، وتجنب تدمير البنى التحتية والآثار خلال الاشتباكات مع الخصم، بخلاف ظروف المواجهات في المناطق المفتوحة الخالية من السكان.

ويرى نائب مدير معهد بلدان رابطة الدول المستقلة والخبير في الشؤون العسكرية فلاديمير يفسييف، أن روسيا تمتلك خبرة كبيرة في حروب المدن، برزت في معارك حلب وتدمر بشكل خاص.

ويضيف أن المقارنة مع القوات الأميركية لا ترتبط بنوعية الأسلحة بالدرجة الأولى، بل بطبيعة التدريبات التي يتلقاها جنود كلا البلدين.

وخلافاً للجندي الروسي المدرب على الالتحام المباشر مع العدو، قال يفسييف إنه لا يستطيع تذكر عملية خاصة قام بها الجنود الأميركيون وأبلوا فيها بلاء حسناً، لأنهم يعتمدون بالدرجة الأولى على المعلومات الاستخباراتية قبل الدخول في أي مواجهة لضمان عدم التعرض إلى خسائر في الأرواح.

إصلاح

وقال الخبير في رابطة العسكريين المستقلين ألكسندر برندجييف لـ«البيان»، إن القيادة الروسية اهتمت بشكل معمق بالإصلاحات داخل القوات المسلحة، لا سيما بعد التجربة الأليمة خلال حرب التسعينيات في الشيشان، والتي كانت رحاها تدور داخل المدن.

لكن حرب العام 2008 في أوسيتيا الجنوبية أظهرت النمو النوعي والسريع للقوات والأسلحة الروسية التي حطمت بلمح البصر الجيش الجورجي الذي عمل الأميركيون لسنوات على تدريبه وتسليحه.

ويؤكد الخبير الروسي أن الحرب في سوريا كانت أفضل فرصة لروسيا لاختبار قدراتها القتالية في حرب المدن. ويشير إلى تركيز غرف العمليات التابعة لهيئة أركان الجيش الروسي في استخدام أكثر وسائل الرصد والاستطلاع تطوراً، بما فيها تلك التابعة للقوات الفضائية، لتحديد أماكن وجود الخصم ومصادر إطلاق النيران.

وجهات النظر الروسية ترى أن الغرب أخطأ في تقدير حجم الإصلاحات العسكرية التي تشكلت من ثلاث مراحل: تطوير فنون القتال، تطوير القيادة العسكرية، وإعادة التسليح وتحديث التقنيات. ويبدو أنه ركز اهتمامه على المرحلة الثالثة فقط.

320

قتل أكثر من 320 ألف شخص في 6 سنوات من النزاع الدامي الذي تشهده سوريا، بينهم أكثر من 96 ألف مدني. وسقطت غالبية القتلى في المدن والمراكز الحضرية الكبيرة، مثل حلب وغوطة دمشق وحمص. واستخدم النظام السوري بداية النزاع صواريخ سكود في قصف مدينة حلب، حيث سقط عدد هائل من المدنيين.

42 %

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إحصائية نشرها في نوفمبر 2016، أن 42 في المئة من ضحايا قصف سلاح الجو الروسي للمدن السورية من المدنيين. وأضاف أن القصف الروسي أودى بحياة نحو عشرة آلاف شخص، من بينهم نحو ثلاثة آلاف من مسلحي «داعش»، ومثلهم من مسلحي الفصائل المعارضة وجبهة فتح الشام، ونحو أربعة آلاف من المدنيين.

424

تعد مدينة حلب وريفها أكثر المدن المتضررة على الإطلاق في سوريا، حيث دمر ما يقرب من نصف منازلها، وتقدر بـ424 ألف منزل مدمّر كلياً أو جزئياً، تلتها ريف دمشق بدمار نصف منازلها أيضاً التي قدرت بـ303 آلاف منزل.

1982

كان أول ما قامت به القوات السورية بعد سحق حركة الإخوان المسلمين في حماة عام 1982 هو إعادة بناء مدينة حماة وفق تنظيم عمراني جديد يسهل تنقل المدرعات في شوارعها، على عكس المدينة القديمة التي تم تدميرها.

وهذا تكتيك اتبعته القوات التركية في المدينة القديمة لديار بكر في عام 2016، حيث إن المدن المصممة على الطراز القديم لا تناسب حروب المستقبل: الجيوش المنتشرة في المدن.

700

قدّر خبير اقتصادي سوري تكاليف بناء المساكن فقط في سوريا بنحو 700 مليار ليرة سورية، أي نحو ملياري دولار، وهذا الرقم منخفض جداً حتى الآن بسبب استمرار الحرب في المدن السورية، وهو الأمر الذي سيرفع قيمة إعادة الإعمار بكل تأكيد.

1985

الاسم الذي أُطلق على المعارك التي دارت بين مايو 1985 ويوليو 1988 بين قوات حركة أمل والجيش السوري والجيش اللبناني، وبعض الفصائل الفلسطينية المدعومة من قبل سوريا ضد قوات فتح الموالية لياسر عرفات ومقاتلين حركة «المرابطون» حول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت.

أدت الحرب إلى تدمير معظم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

80 %

الإشكالية التي تواجه الجيوش في حرب المدن هي أن القرن الحالي باتفاق المنظرين العسكريين، هو قرن ازدهار معارك المدن، فعدد سكان المدن سيصل قريباً إلى 80 في المئة، وبالتالي فإن أقل نزاع سيؤدي إلى الزج بالقوات في المدن، وحيث يمكن أن تواجه حفنة من المقاتلين جيشاً قوياً نظامياً، وهذا بديهي، لأن الجيش النظامي غير مهيأ بأي حالة كانت لخوض أعمال القتال داخل المدن.

1939

يظهر تاريخ الحرب العالمية الثانية التي اندلعت عام 1939 أن المهمة الأصعب لدى جميع الجيوش النظامية هي الدخول إلى المدن أو خوض المعارك فيها.

وحيث كانت أي مواجهة داخل المدن تعني خسائر جسيمة في الجنود والمعدات تفوق كثيراً الخسائر التي كان من الممكن أن تقع في معركة مكشوفة خارج المدن، ولهذا لجأت القوات المتحاربة آنذاك إلى سياسة التدمير الكلي لبنية المدن المستهدفة دون مراعاة لوجود السكان المدنيين.

1945

بحسب إحصاءات حول الحرب العالمية الثانية، فإن قوات الحلفاء والقوات السوفييتية تكبدت أثناء احتلال عام 1945 برلين في نهاية الحرب خسائر كبيرة جداً بلغت 100 ألف قتيل، مع أن برلين كانت مدمرة تقريباً ولا تضم إلا فلول وبقايا القوات الألمانية.

ولم تنجح القوات البرية في إنهاء احتلال برلين إلا بعد أن طلبت تدخل القوات الجوية والدعم المدفعي لقصف مواقع يتحصن فيها قناصة ألمان.

2000

بعد معركة الشيشان الثانية، في عام 2000، وصفت الأمم المتحدة العاصمة غروزني بأنها المدينة الأكثر دماراً على وجه الأرض، إذ بلغت نسبة دمار المدينة 95 في المئة منها (دمرت القنبلة النووية 85% من هيروشيما).

1995

بعد حرب الخليج الثانية أعلنت القيادة العسكرية الأميركية، أنها بدأت بنهج جديد في تدريب قواتها على حروب المدن، وهذا المنهج يعتمد على تدريب مكثف ومتواصل لقوات المشاة على عمليات اقتحام المدن.

بوشر منذ عام 1995 ببناء مراكز تدريب خاصة بهذا المجال، أضخمها مراكز موجودة في قاعدة «فورت بيتنج» لتدريب جنود المشاة والقوات الخاصة على قتال المدن واستعمال أسلحة ومعدات غير تقليدية.

2002

اقتحمت الدبابات الإسرائيلية مخيم جنين في الضفة الغربية عام 2002، ودار قتال عنيف بين 200 مقاوم فلسطيني تحصنوا في المخيم ونحو خمسة آلاف جندي إسرائيلي بأسلحتهم الثقيلة، وصمد المقاومون 15 يوماً، وكبّدوا الاحتلال خسائر كبيرة في حرب دارت رحاها في أزقة المخيم.