استباح العشرات من المستوطنين أمس المسجد الأقصى المبارك، بحماية من قوات الاحتلال، وسط انتشار مكثف للقوات في باحات الأقصى وعلى أبوابه وفي أسواق القدس القديمة، في حين شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت العشرات في الضفة.
وأدخلت سلطات الاحتلال مجموعات المستوطنين بعد الانتشار في باحات المسجد، أما على أبواب المسجد فقد نصبت الحواجز الحديدية وحررت بطاقات الهوية للوافدين إليه واحتجزت بعضها. وعند باب السلسلة – أحد أبواب المسجد الأقصى- أدى العشرات من المستوطنين طقوسهم عند الباب فور خروجهم من المسجد، حيث شكلوا حلقات الرقص والغناء، وقدموا شروحات عن «الهيكل المزعوم»، فيما ألصق العديد من المستوطنين المقتحمين للمسجد ملصقات كتب عليها «الصعود الى جبل الهيكل» كما ارتدى بعضهم قمصانا عليها صورة الهيكل المزعوم.
إدانة
واستنكر مدير عام أوقاف القدس عزام الخطيب، تعامل شرطة الاحتلال بقبضة حديدية في المسجد الأقصى، حيث الانتشار المكثف وغير المسبوق في ساحاته وعلى أبوابه من قبل قوات الاحتلال المدججين بالسلاح. وأوضح انه وجّه كتاباً لوزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني أطلعه فيه عن الاقتحامات المستوطنين للمسجد، بحماية قوات الاحتلال المدججة بالسلاح بصورة غير مسبوقة.
وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني إن الاقتحام بهذه الأعداد كان متوقعاً خصوصاً بعد حملة الاعتقالات والإبعادات وفرض القيود والدعوات لاقتحام الأقصى، مضيفاً:«ما يحدث بقوة السلاح لا يعطي أي حق للمحتلين ودولة الاحتلال في المسجد الأقصى، ونستنكر الاقتحامات واستباحته بأعداد كبيرة».
وقال رئيس رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجح بكيرات إن الاقتحامات هي سياسة خطيرة تستهدف تغيير الواقع التاريخي والديموغرافي وقدسية المسجد، كما يهدف إلى تقسيم زماني ومكاني، وخطف القداسة الإسلامية للأقصى، وطالب العالم العربي والإسلامي بالوقوف عند مسؤوليتهم تجاه المسجد الأقصى. وأوضح مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس ، أن قوات الاحتلال اعتقلت مجموعة من الشبان الفلسطينيين بعضهم اعتقل من البلدة القديمة والآخر بعد اقتحام منازلهم، وبعد احتجازهم والتحقيق معهم عدة ساعات اخلي سبيلهم بشرط دفع 2000 شيكل، إضافة إلى إبعادهم عن القدس القديمة لفترات بين 7 أيام- 15 يوماً.
اعتقالات
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال في القدس المحتلة خمسة فلسطينيين بعد مداهمة منازلهم في البلدة القديمة وحولتهم إلى مركز التحقيق والتوقيف. كما اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا في مخيم الدهيشة القريب من بيت لحم جنوب الضفة الغربية بعد مداهمة منزله وتفتيشه. واندلعت خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم الدهيشة مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال أطلقت خلالها قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان والمنازل ما أدى إلى احتراق أحد المنازل بعد انفجار قنبلة صوت بداخله. واقتحمت قوات الاحتلال بلدة حوسان غربي بيت لحم وداهمت عدداً من المنازل واعتقلت شابين.
تنديد
ندّدت الكتلة البرلمانية لحركة حماس باعتقال جيش الاحتلال أحد نوابها في المجلس التشريعي من الضفة الغربية. وذكر بيان صادر عن كتلة «التغيير والإصلاح» إن «اختطاف النائب أحمد عطون هو جريمة مركبة وتمرد إسرائيلي على القانون الدولي».