ثمّن سفير الصومال لدى الدولة عبدالقادر شيخي محمد الحاتمي، تكاتف دولة الإمارات قيادة وشعباً ووقوفها مع معاناة الشعب الصومالي من خلال حملة «لأجلك يا صومال» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في الوقت الذي ترزح فيه الصومال تحت وطأة موجة الجفاف والمجاعة التي تهدد حياة 6 ملايين نسمة، إضافة إلى نفوق 50 في المئة من الثروة الحيوانية.
واستنكر الحاتمي التفجير الإرهابي الذي تعرضت له قافلة المساعدات الإماراتية التابعة لهيئة الهلال الأحمر في العاصمة مقديشو، مؤكداً أن مثل هذه الحوادث لا يمكن أن تثني حكومة وشعب الإمارات عن استمراها في تقديم العون والمساعدات الإغاثية للشعب الصومالي المنكوب.
أزمة صعبة
ودعا السفير الصومالي المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية والخيرية والدول العربية إلى أن تحذو حذو دول الإمارات في سرعة الاستجابة لإنقاذ الشعب الصومالي من شبح المجاعة الذي بات يلوح لأكثر من نصف الشعب الصومالي، لافتاً إلى أن الصومال يواجه أزمة إنسانية صعبة للغاية في ظل تحذيرات من انزلاق البلاد إلى حافة المجاعة ما لم تتدخل الجهات المعنية للحد من تداعيات هذه الأزمة.
وأكد الحاتمي لـ «البيان» أن الوضع الحالي من جراء موجة الجفاف في الصومال، ينذر بكارثة محققة قد يموت بسببها عشرات الآلاف من الضحايا ما لم يتم تكثيف المساعدات الغذائية العاجلة، مشيراً إلى أن أعداداً كبيرة من السكان المتأثرين بالمجاعة بدؤوا في النزوح إلى العاصمة مقديشو، حيث أكدت تقارير المنظمات الأممية أن العديد منهم يموتون في الطرقات وفي الصحارى بسبب الجوع والعطش والمرض خاصة الأطفال، لافتاً إلى أن ذلك يمثل أيضاً أعباء مضاعفة على مراكز الإيواء المقامة في العاصمة الصومالية.
وأضاف أن ما يشير إلى تعمق الأزمة أن ما يزيد على 50 في المئة من الثروة الحيوانية في الصومال نفق خلال أشهر الجفاف الأخيرة، وأن الحكومة الصومالية بسبب ندرة الموارد وضعف الميزانية أصبحت لا تتمكن من مساعدة الأعداد الهائلة من المتضررين.
وتقدم السفير الصومالي بخالص الشكر والتقدير إلى الإمارات، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على ما قدموه من مساعدات عاجلة لإنقاذ الأرواح، خاصة الأطفال وكبار السن المتأثرين بالجفاف الذي ضرب عموم جمهورية الصومال من الشمال إلى الجنوب.
وقال إن دولة الإمارات كانت ولا تزال سبّاقة في تقديم العون والمساعدة للشعب الصومالي، وحشد الدعم لصالح المتضررين، لافتاً إلى حملة «لأجلك يا صومال» التي أطلقتها الإمارات عبر الهلال الأحمر لجمع التبرعات لشعب الصومال، وتصل إلى ذروتها يوم غد الجمعة بالبث المباشر للحملة، بغرض تكثيف التبرعات وتحفيز جميع أفراد المجتمع للتبرع.
كما تقدم بالشكر والتقدير لكل الجهات المانحة سواء الهيئات الخيرية أو المؤسسات الحكومية والخاصة ورجال الأعمال وأيضاً الأفراد من شعب الإمارات والدول العربية، مؤكداً أن حجم التبرع مهما تكن قيمته فإنه لا شك سيسد رمق طفل أو أم تعاني من الجوع والعطش.
خطة متكاملة
وكانت هيئة الهلال الأحمر قد وضعت خطة متكاملة تتضمن عدة مراحل للحد من تداعيات المجاعة في الصومال، وأكملت استعداداتها لتنفيذ برامج إغاثية عاجلة تتضمن في مرحلتها الأولى والعاجلة توفير 50 ألف طرد غذائي، إلى جانب الدواء والمستلزمات الطبية والأمصال للتطعيم والوقاية من بعض الوبائيات خاصة الكوليرا المتفشية بين أعداد كبيرة من السكان بسبب ندرة المياه الصالحة للشرب.
وأشار سفير الصومال لدى الدولة إلى أن منظمة الصحة العالمية سجلت أكثر من 13 ألف حالة إصابة بالكوليرا، و350 حالة وفاة بالمرض في المناطق التي ينتشر بها الوباء في الصومال، منذ مطلع العام الجاري، لافتاً إلى أن ظروف الجفاف، فاقمت من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه لكثر من 5 ملايين شخص أكثر من نصفهم من النساء والأطفال دون الخامسة من عمرهم.
مواقف رائعة
ونوه عبدالقادر الحاتمي إلى أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية سجلت في الصومال أروع المواقف الإنسانية في تقديم العون والمساعدة للشعب الصومالي في أحلك الظروف، ومنذ ما يزيد على ربع قرن من الزمان، ويكفي أن نقول إنها الهيئة الوحيدة التي ظلت قائمة في الصومال في ظل الحرب الأهلية على مدار 26 عاماً، تقدم المساعدات والمواد الغذائية والطبية وتنقذ الأرواح وتنشئ المشاريع التنموية، لافتاً إلى جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء المستشفيات والمدارس والمصانع، مشيراً إلى أن مصنع السكر الوحيد في الصومال مولته دولة الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
بحيرة عذبة
وناشد السفير الصومالي المنظمات المعنية في الأمم المتحدة والهيئات الإنسانية والخيرية في العالم، إيجاد حل جذري ونهائي لمشكلة الجفاف في الصومال، لافتاً إلى أن الاحتباس الحراري وظاهرة النينو التي تؤثر في شح الأمطار أصبحت تتكرر كل 3 أو 4 سنوات في الوقت الحالي، في حين لم تكن تحدث في القرن الماضي إلى مرة كل 30 سنة.
وقال إن الصومال ترقد على بحيرة من المياه الجوفية العذبة، وكل ما تحتاج إليه هو مساعدتها على حفر الآبار الجوفية وبناء السدود لضمان وصول المياه النظيفة إلى السكان ودعم المشروعات الزراعية والثروة الحيوانية.