القضية الفلسطينية حالياً تمر بمرحلة حساسة وخطيرة، وفي ظل استمرار تنفيذ مخططات المشروع الصهيوني التي ضربت بالشرعية الدولية عرض الحائط، فإن هذا العام والذي يتزامن مع مرور 50 سنة على احتلال القدس ومئة سنة على نفاذية وعد بلفور- قد يشهد تصفية للقضية الفلسطينية، وفقاً لما يرى عدد من الخبراء السياسيين الأردنيين.
وهناك عوامل سياسية كثيرة جعلت المسؤولين الأردنيين يعبّرون عن قلقهم إزاء القضية الفلسطينية والمنحى الذي ستأخذه، فالأردن سياسته مرتبطة منذ عقود بهذه القضية، وكان ولا يزال يمثّلها في الكثير من المحافل الدولية، ويتمسك بضرورة الحل المنصف.
التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حملته الانتخابية ضد حل الدولتين جعلت الأردن يؤمن بأن القراءة الأميركية للملف الفلسطيني جاءت مختلفة جذرياً عن إدارة أوباما.
رئيس الوزراء الأردني الأسبق عدنان بدران كشف لـ «البيان»: أن «المنطقة في الفترة المقبلة ستشهد جدالاً دبلوماسياً وسياسياً واسعاً بين الأردن- المتمسك حل الدولتين- والإدارة الأميركية التي تعبر عن وجهة نظر الإسرائيليين وانحيازها العلني لهم، وعدم وجود نيّة لديها بدعم إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. وأضاف «ستستمر مطالبتنا بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في 4 يونيو1967».
تهجير
وزير الخارجية ورئيس مجلس الأعيان الأسبق طاهر المصري أكد لـ«البيان» أن المشروع الصهيوني الذي أقر في مؤتمر بازل في العام 1897 منح اليهود دولة على الأراضي الفلسطينية ما يعني تهجير الشعب الفلسطيني عبر النهر. وهذا أمر مرفوض تماماً من الأردن. المواطن الأردني واعٍ تماماً بالهدف الصهيوني، والعلاقة الأردنية الفلسطينية وثيقة.
وعند سؤال المصري عن الخيارات القادمة المتاحة أمام القضية الفلسطينية، استبعد بأن يكون الوطن البديل من بينها، وأن الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية لا تقوم إلا بوجود دولة فلسطينية مستقلة وإنهاء الاحتلال.
المصري رأى أن السياسة الأميركية والإسرائيلية لا تكشف عن أوراقها، وإلى هذه اللحظة لم يتم التلميح أو الكشف عن حل ثالث غير حل الدولتين أو إقامة دولة واحدة. وفي جميع الحالات فإن الأردن سيفاوض من اجل القضية بشكل عادل.
إرهاب
من جانبه يقول الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان إن الأردن ومن خلال العلاقات الوطيدة بين الملك عبد الله الثاني والبيت الأبيض يعمل على إلزام إسرائيل بالمعاهدات والمواثيق الدولية والاتفاقيات المبرمة لحل القضية الفلسطينية، مضيفاً أن الملك عبدالله الثاني أكد في أكثر من مرة إلى أن القضاء على الإرهاب لا يكون إلا بإقامة دولة فلسطينية ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه دون نقصان. وفي هذا السياق أشير إلى دور الأردن الرئيسي في تبنّي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) قراراً ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بـالمسجد الأقصى وحائط البراق، ويعتبرهما تراثاً إسلامياً خالصاً. الأردن سيبقى دوماً إلى جانب الشعب الفلسطيني، يدعم صموده ويحمي مقدساته الإسلامية والمسيحية.
ثبات
أكد مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط بيان العمري أن موقف الأردن ثابت اتجاه القضية الفلسطينية. وأي حل سيكون غير«حل الدولتين» ستكون نتائجه السلبية مباشرة على الأردن الذي يعاني من صعوبات اقتصادية وضغوطات مستمرة من اللاجئين، لذلك يحرص الأردن أشد الحرص على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. وغير ذلك سيترتب عليه نتائج وخيمة تؤدي إلى ضياع القضية.