صفحة جديدة من الوثائق الهامة تثبت تورط قطر في دعم الإرهاب والتآمر ومنها معلومات جديدة تظهر إلى العلن لأول مرة في تورط الدوحة في محاولة اغتيال العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز إذ كشفت التغريدات التي نشرها المستشار بالديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، مساء أول من أمس، عن بعض خيوط المؤامرة التي قادها العقيد الليبي الراحل معمر القذافي وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني لاغتيال العاهل السعودي الراحل بالاضافة إلى ضلوع قطر في محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.

وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام عن علاقة قطر بمحاولات اغتيال لقادة سياسيين وعسكريين في المنطقة اتخذوا موقفا معارضا لجماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية. كما لقطر في كل عمليات الاغتيال التي يعرف منها حتى الآن اغتيال رئيس أركان الجيش الليبي اللواء عبدالفتاح يونس والسياسي الليبرالي التونسي شكري بلعيد.

خيوط المؤامرة

وكشفت التغريدات التي نشرها القحطاني عن بعض خيوط المؤامرة التي قادها القذافي وحمد بن خليفة لاغتيال العاهل السعودي الراحل.

وأكد القحطاني، وهو مستشار بالديوان الملكي بمرتبة وزير والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، أن »كل ما قلته موثق بالدليل«.

وحسب تغريدات القحطاني، فإن العقيد الليبي محمد إسماعيل كان من يقود المؤامرة عن الجانب الليبي بالتنسيق مع منشقي لندن، في إشارة لمجموعة من السعوديين الذين يقيمون في لندن ونجحت الدوحة في استمالتهم لضرب استقرار المملكة السعودية.

ومن أبرز هؤلاء، حسب تغريدات القحطاني التي نشرها تحت وسم »كشف_الحساب 1«، سعد الفقيه الذي قال لمبعوث أمير قطر السابق إن »الاغتيال قابل للتنفيذ وأنه بمجرد حدوثه سينهار النظام«.

وبحسب التغريدات فإنه في عام 2003 خلال مؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ، تطاول القذافي على السعودية والملك فهد فرد عليه ولي العهد الأمير عبدالله بشدة إذ أوضح الأمير عبدالله بن عبدالعزيز برده القاسي تاريخ القذافي ودور الغرب في إيصاله للحكم وقال كلمته التاريخية »أنت من جابك للحكم« .

وحينها جن جنون القذافي وتواصل مع المنشقين السعوديين وخاصة المقيمين بلندن فلم يتفاعلوا معه لاتفاقهم مع أمير قطر حينها حمد بن خليفة بالعمل لصالحه.

وطلب القذافي منه مساعدته في الانتقام من الأمير عبدالله وأبدى حمد استعداده لذلك فاتفقا على عقد اجتماع بين مخابرات الدولتين بالدوحة.

وكان ممثل القذافي في الاجتماع العقيد محمد إسماعيل الذي أكد للقطريين أن أي تعاون لا يهدف إلى اغتيال الأمير عبدالله مرفوض تماما.

وحاول القطريون إقناعه بصعوبة ذلك نظرا للتبعات الخطيرة في حال فشل المخطط لكن الليبيين أصروا على موقفهم وغادروا الدوحة غاضبين ثم ركب حمد بن خليفة طائرته وتوجه للقذافي فورا وتأسف لسوء الفهم الذي حصل من رجاله .

وأبدى استعداده التام لتنفيذ كل ما يطلبه القذافي ليصدر حمد بن خليفة أوامره لمنشقي لندن بالعمل على تنفيذ كل الأوامر التي تصلهم من العقيد الليبي محمد إسماعيل. وأبدى المنشقان سعادتهما بتنفيذ المخطط وأكد سعد أن الاغتيال قابل للتنفيذ وأنه بمجرد حدوثه سينهار النظام.

وكانت قناة »الجزيرة« حينها تعمل على تنفيذ الخطة التي وضعها سعد واعتمدها حمد والتي تتلخص بالدعاية لما أسموه بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. كان سعد آنذاك الحصان الرابح الذي يراهن عليه حمد وخاصة بعد أن لمس تحقق جزء كبير من استراتيجيته بهز شرعية النظام السعودي كما يزعم.

وكانت تفجيرات الرياض وخروج القاعدة الأميركية من السعودية إلى قطر ورقة سعد الرابحة التي أقنع بها حمد بأنه الأجدر بتنفيذ طلب القذافي الخطير.

«اغتيال» مبارك

أما فيما يتعلق بمحاولة اغتيال مبارك، ففي عام 1995 ركزت مصر اتهاماتها في محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس المصري، الذاهب للمشاركة في القمة الإفريقية وقتها في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا، على السودان، وتحديدا الزعيم السوداني الإخواني، حسن الترابي.

وفي حين لم تكن خيوط العلاقة بين الترابي وقطر واضحة بشدة، كانت علاقة الزعيم السوداني السابق بتنظيم القاعدة جلية ولا تخفى على أحد. فالترابي هو من آوى زعيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن ومتطرفين آخرين من دول عربية، حتى إخراجهم من السودان ضمن اتفاق مع الولايات المتحدة والغرب.

وقضى الاتفاق تخفيف القيود على النظام السوداني مقابل إخراج الإرهابيين الذين كان نظام الترابي يوفر لهم المأوى، وهو ما تطالب به دول عربية قطر في الوقت الراهن. والرابط بين بن لادن وعملية اغتيال مبارك الفاشلة تكشف للمرة الأولى في إحدى قضايا تمويل الإرهاب في محكمة بولاية إلينوي الأميركية عام 2003.

وذلك حين أقر المتهم الرئيسي بأنه مذنب بالتآمر وتمويل الإرهاب. والمتهم هو إنعام أرناؤوط (أميركي من أصول سورية يتحدر من مدينة حماة التي كانت تعد معقلا لإخوان سوريا) كان يعمل ضمن مؤسسة البترجي الخيرية، التي أوقفت السعودية نشاطها عام 1993 بعد تحقيقات أثبتت تمويلها الإرهاب.

وفي إحدى صفحات القضية، يقدم الادعاء الأدلة التي تدعم اعتراف أرناؤوط من خلال تمويل تنظيم القاعدة وعملياته الإرهابية عبر منظمات مسجلة على أنها خيرية، بينها مؤسسة قطر الخيرية.

اسم متكرر

وتقول أدلة الادعاء الأميركي، في الصفحة 25 من ملف الادعاء: »في 1995، بعد محاولة فاشلة لعناصر القاعدة لاغتيال مبارك في أديس ابابا، وجه بن لادن اللوم لعضو القاعدة (محل الاتهام في الدعوى المشار إليه سلفا) من استخدام أموال وردت عبر منظمة قطر الخيرية في العملية وأنه قلق من أن قدرة القاعدة على استخدام تمويل الجمعيات الخيرية قد يتأثر سلبا نتيجة ذلك«. وربما يكشف البحث والتنقيب في ملفات قضايا تمويل الإرهاب الكثيرة، في الولايات المتحدة وغيرها، عن اسم قطر في أكثر من قضية مما هو معروف الآن.