بدخول الأزمة القطرية أسبوعها الثاني، نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» تقريراً بعنوان «الإمارات: المقاطعة المفروضة على قطر هي فرصة ذهبية لوقف الإرهاب»، وذلك وفقاً لتصريحات معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، حين أعرب عن أن التدابير «الصارمة» من الدول العربية ضد قطر تأتي للتعامل مع راعٍ رئيسي للتطرف في المنطقة وهي دعوة لتغير قطر من سلوكها.
وأوضح معالي قرقاش أن الحل وبكل تأكيد يجب أن يكون دبلوماسيا، ولكن يتعين في الوقت ذاته أن يكون مقترناً بشرط مسبق تتعهد فيه قطر بتغيير مسارها. وفي إشارة إلى كيفية تصاعد الأزمة، أشار معالي قرقاش إلى تقرير نشر في صحيفة الشرق الأوسط السعودية.
وجد أن قطر متورطة في محاولة الدكتاتور الليبي الراحل معمر القذافي لاغتيال العاهل السعودي الملك عبد الله، نافياً معاليه الاقتراحات التي تقول إن دولة الإمارات والسعودية «تتحالفان» ضد عضو صغير بمجلس التعاون الخليجي المكون من ستة أعضاء.
أو أن قرار مقاطعة قطر يرجع لسياستها الخارجية المستقلة أو علاقاتها بإيران. قائلاً: «لدينا فرصة ذهبية لتغيير سلوك أحد الرعاة الرئيسيين للبرامج المتطرفة في المنطقة...وهذا هو صميم الأمر». إن توقيت قرار مقاطعة قطر يعود جزئيا لوجود إدارة أميركية جديدة، تعطي أولوية أكبر لمسألة التطرف والإرهاب.
اختتمت الصحيفة مقالها بالقول إنه بمجرد التوصل لحل دبلوماسي فإن الإمارات وحلفاءها سيرغبون في إقامة آلية لمراقبة الأفراد في قطر وضمان عدم تدفق الأموال من الدولة لتمويل الإرهاب، كما أشارت إلى أن إيران التي تكن العداء الإقليمي للمملكة العربية السعودية، وتركيا، قد دعمت قطر.
تيلرسون
وفي مقال رأي بقلم الكاتب ديفيد إغناتيوس على صحيفة واشنطن بوست ذكر الكاتب أن أزمة قطر قد ألقت بظلالها على المسار الداخلي لسياسة واشنطن وفتحت نافذة على الأعمال الداخلية للسياسة الخارجية لإدارة ترامب حيث يبدو أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، وهو رجل هادئ في فريق ترامب، قد أقنع الرئيس الأميركي بالسماح له بحل أزمة قطع العلاقات مع قطر، على الأقل في الوقت الحالي.
ولفت المقال إلى قول سفير الدولة لدى واشنطن، يوسف العتيبة، إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة رؤية هذه القضية كـ«فرصة» لتقويض دعم قطر للإرهاب في المنطقة بدلا من وصف الأمر بأنه «أزمة يجب نزع فتيلها».
وقال العتيبة إن القائمة الرسمية بالمطالب التي ستقدم لقطر لم تكتمل بعد بسبب التنسيق بين الدول الرئيسية الأربع، مضيفاً أن العديد من المطالب ستركز على التعهدات التي قطعتها دولة قطر في عام 2014 للحد من دعمها لجماعات المعارضة في البلدان المجاورة.
واختتم المقال بالإشارة إلى تصريح وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية، خلال مقابلة مع الصحافيين، إن المسؤولين القطريين «يعتقدون أن لديهم مساحة للمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لا يعرض سيادة قطر للخطر».
ضغط
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في خبر عاجل أن المسؤولين القطريين قد مارسوا الضغط على البيت الأبيض للتدخل مباشرة لحل أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وذلك نقلاً عن تصريح الناطق باسم الحكومة القطرية الشيخ سيف آل ثاني للصحيفة قائلاً: نأمل بأن يحدث ذلك في ظل وجود الولايات المتحدة كشاهد. ووفق مسؤولين، سيعمد وزير الخارجية الأميركي لإجراء مجموعة من الاتصالات الهاتفية مع نظرائه في المنطقة بشأن أزمة قطر.