صرح قاضي قضاة فلسطين، محمود الهباش، أن تسييس الفتاوي الدينية واستخدام الخطاب الديني بشكل تحريفي في تبرير بعض الرؤى والمواقف السياسية، أضر بالدين والسياسة معاً، وربما يكون أدى لإلحاق ضرر كبير بواقع بعض البلاد العربية والإسلامية، وأضر أيضاً في كثير من القضايا، وفي مقدمها القضية الفلسطينية.

تدليس

وأوضح الهباش لـ«البيان»، إن بعض رجال الدين والمفتين استخدموا الفكرة الإسلامية والخطاب الإسلامي، وعملوا على لي أعناق النصوص الدينية، لكي يجعلوها في طوع السياسيين، وفي خدمة الأغراض السياسية، الأمر الذي أدى لإلحاق ضرر كبير جداً في القضايا العربية والإسلامية، وفي كثير من البلاد، ومنها القضية الفلسطينية.

وأكد وزير الأوقاف السابق، أن يوسف القرضاوي أسهم في الانقسام الفلسطيني، وشجع حركة حماس على الانقلاب في قطاع غزة، وأعطى فتاوى لحركة حماس بقصف المساجد، منها مسجد ابن تيمية في رفح عام 2009، وسبق أن أسهم بفتواه وتحريضه لحماس بالانقسام الفلسطيني.

عزل

ومن ناحية ثانية، أكد أن القرضاوي عمل على قطع الطريق بين العرب والمسلمين والقدس، وأسهم في تحقيق الأهداف الإسرائيلية، بعزل القدس عن محيطها العربي والإسلامي، من خلال الفتاوى التي حرمت زيارة القدس. وأضاف، «لكن بحمد الله، استطعنا أن نسقط الفتاوى ونمنعها من القبول عند العرب والمسلمين، واليوم، تسير وفود ورحلات سياحية ودينية من البلاد العربية والإسلامية للقدس الشريف».

سقوط

وتابع الهباش أن «الشيخ والمفتي الذي يستخدم الدين للدنيا، له أشد العذاب يوم القيامة، ولكن الله لا يترك الدين ولا يترك الفكر الإسلامي عرضة لمثل القرضاوي، وسقطت كل شعاراته وفتاواه، وأصبحت في عزلة، بعدما اتضحت الحقيقية، بعدما ذاب الثلج وبان المرج، وانكشفت الحقيقة وانكشف القرضاوي وأمثاله، بأنهم مجرد أناس حزبيين يسعون لخدمة أهدافهم الحزبية، ولو على حساب الدين».

ولفت خلال حديثه، إلى أن القرضاوي منذ سنوات طويلة، معروف أنه يمارس دوراً سياسياً غبياً وشديد الحماقة، عندما يضع الفكرة الإسلامية والنصوص الدينية في خدمة الخلافات السياسية، وكان يستطيع أن يوظف النصوص الدينية في خدمة قضايا الأمة بشكل عام، لكنه وظفها في خدمة طرف على حساب طرف آخر، وفي خدمة الخلافات وتأجيجها وتأجيج الفتن داخل الأمة، وهو أمر غريب على فكرنا الإسلامي وثقافتنا الإسلامية وديننا.

وأشار إلى أن القرضاوي مكشوف منذ سنوات طويلة، وقد يكون البعض انخدع في بعض فتاواه وبشعاراته التي أطلقها، حتى إن بعض الأنظمة العربية انخدعت به، ولكن، «بحمد الله، الآن أصبحت الحقيقة واضحة، ولم تعد مثل هذه الأباطيل والأراجيف تنطلي، لا على النخب السياسية ولا على عامة الناس».

واختتم بالقول، «التقيت القرضاوي عام 2009، وحينما واجهته في فتاواه، استغرب من متابعتي لها وملاحظاتي عليها، وطلبت منه أن نخرج بمناظرة تلفزيونية على الهواء مباشرة في نقاش فتاواه، لكنه تهرب».