من الكذب إلى التضليل إلى إلصاق التهم دون بيّنة أو دليل، هكذا تتعامل قطر وذيلها الكذوب «الجزيرة» مع أقطار الدول العربية، فانطلاقًا من تدليس الدوحة الدائم، وسياستها المعهودة تجاه المنطقة العربية التي خربتها وملأتها بالأفكار الهدامة، فضلا عن دعم الجماعات المسلحة الإرهابية، تأتي أُكذوبة سجون الإمارات في اليمن.
وكشفت مصادر حقوقية يمنية تفاصيل جديدة عن وقوف منظمات محسوبة على حزب الإصلاح اليمني وبدعم مالي وإعلامي قطري وراء الحملة التي يتعرض لها التحالف العربي في اليمن وخصوصا الإمارات، والسعي لتشويه الجهود الكبيرة التي يقوم بها التحالف في محاربة الإرهاب، وذلك لتخفيف الضغوط على الدوحة التي تعيش أزمة كبيرة.
حكاية السجون السرية التي تحدثت عنها وسائل إعلام حزب الإصلاح، وتبنتها قناة الجزيرة بشكل مباشر، كانت عبارة عن كذبة تم ترديدها عبر وسائل الإعلام التابعة للإخوان المسلمين، خاصة عقب الانتصارات التي حققتها قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية ضد الجماعات الإرهابية بإشراف التحالف العربي.
وقالت المصادر إن قطر موّلت تحركات عدد من المنظمات التي تتخفّى وراء شعارات حقوق الإنسان، والتي أنشأها الإخوان بعد 2011 في كلّ من جنيف وستوكهولم وعواصم أوروبية أخرى، لتوزيع بيانات وتقارير ملفّقة على المنظمات ووسائل الإعلام الدولية تتضمن اتهامات بإشراف دولة الإمارات على سجون سرية في عدن وحضرموت.
وبدأت الحكاية عقب الانتصارات التي حققتها قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية بإشراف مباشر من قبل قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، حيث نشرت وسائل إعلام الإصلاح أخباراً كاذبة عن تعذيب وانتهاكات، لتلاقي عملية رصد من منظمات حقوقية تمولها «توكل كرمان» وتعتمدها كمصادر لتقاريرها المزيفة.
واستمرت وسائل إعلام حزب الإصلاح وقناة الجزيرة وبإشراف من توكل كرمان وفريق عملها بتركيا وبدعم وتمويل من تنظيم الحمدين، في ترديد أكاذيب السجون السرية عبر المواقع والقنوات التابعة لهم، وبالتزامن مع ذلك تقوم منظمات حقوقية اخوانية برصد تلك الأخبار الكاذبة، وتوثيقها على أنها حقائق بهدف رفعها إلى منظمات دولية موثقة بتقارير تلفزيونية والكترونية، حتى تحظى بثقة تلك المنظمات.
صور مفبركة
ناشطون وحقوقيون مدعمون من حزب الإصلاح، استمروا خلال اكثر من عام بترديد حكاية السجون السرية في جنوب اليمن، وكثفوا نشاطهم الإعلامي حول هذه السجون المزعومة، لكن دون أن تكون لديهم أي حقائق وبراهين أو صور لتلك السجون.
ومع ذلك ظلوا يرددون في وسائل إعلامهم حكاية السجون السرية التي زعموا أن الأمارات تشرف عليها، حتى يوهموا الناس بحقيقتها، وهي الاستراتيجية الإعلامية التي ينتهجها الإخوان المسلمين في مصر وغيرها من الدول العربية، لكسب تأييد شعبي أو تحقيق مكاسب سياسية، من خلال صنع أكاذيب والترويج الإعلامي لها.
ولأن حبل الكذب قصير نشر القيادي في حزب الإصلاح ياسين التميمي والمتواجد حالياً في تركيا وعضو شبكة توكل كرمان الإعلامية وأحد أذرعها التي تسيء إلى دول التحالف، صورة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، لمعتقلين في لبنان على انهم معتقلون لدى الحزام الأمني في المحافظات الجنوبية.
وعند التمعن في الصورة اتضح أنها لمعتقلين في لبنان، وليست في المحافظات الجنوبية اليمنية، وهو الأمر الذي يكشف حقيقة شبكة توكل كرمان الإعلامية والحقوقية والمدعومة من دولة قطر، والتي كانت خلف الترويج لحكاية السجون السرية في جنوب اليمن.
وكانت مواقع يمنية متعددة نشرت مطلع الشهر الفائت تصريحاً صحفياً لأحد موظفي قناة بلقيس يتحدث عن دور توكل كرمان في تأسيس شبكة إعلامية تهدف إلى مهاجمة دول التحالف العربي وفبركة الأخبار الكاذبة.
وقال الصحافي الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، إن توكل كرمان تعمل على التواصل مع عدد من الإعلاميين، الموالين لحزب الإصلاح، والذين شكلت منهم شبكة إعلامية مرتبطة بشبكة صحفيين في داخل وخارج اليمن، منذُ شهر أكتوبر 2015.
وأضاف إن توكل تحدثت خلال لقاء جمعها بعدد من الصحافيين بقناة بلقيس في تركيا، بأنها تبنت كامل الدعم لشبكة الإعلاميين الذين يصل راتب الواحد منهم إلى ( 1500 دولار شهرياً) طالبة منهم ضرورة تفعيل عمل الشبكة، لمهاجمة دور دول التحالف العربي وخاصة الإمارات، والمقاومة الجنوبية في المحافظات المحررة، وبررت ذلك بأن الإمارات ترفض سيطرة الإخوان المسلمين على عدن وحضرموت، وهذا يشكل خطراً على الإخوان ومشروعهم في اليمن.
كشف المستور
الصحافي بقناة بلقيس، قال انه بدافع الحرص الوطني لكشف المخططات الخطيرة التي تضر بعملية السلام والأمن في اليمن، مؤكداً أن توكل أخبرتهم في الاجتماع الذي حضره عدد من الصحفيين المقربين منها، أن المسألة مسألة حياة أو موت، "لذلك عليكم ببذل كافة جهودكم لمهاجمة الإمارات والمقاومة الجنوبية عن طريق وسائل الإعلام التي تحت سيطرتكم، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف إن توكل كرمان في نهاية الاجتماع شرعت بتشكيل دوائر للشبكة الإعلامية، حيث تشكلت الخلية من الأسماء التالية: مسؤول الملف اليمني في قناة الجزيرة والمقيم في الدوحة أحمد الشلفي، والصحافي الإصلاحي المقرب من علي محسن الأحمر والمقيم في الرياض «أنيس منصور» كقيادة الخلية في الخارج، وفي الداخل تم اختيار الصحافي الإصلاحي عبدالرقيب الهدياني وخالد حيدان للتواصل والتنسيق مع الصحافيين بالداخل.
وكشف الصحافي الذي مازال يعمل حتى اليوم في قناة بلقيس، أن توكل كرمان اجتمعت نهاية العام 2015 أيضاً بطاقم قناة بلقيس التي يملكها ويمولها تنظيم الحمدين، وطالبت من إدارة القناة ضرورة مهاجمة دولة الإمارات، وهو ما تسبب في اعتراض عدد من طاقم القناة، ولكنها أقنعتهم ولمحت إلى رفع رواتبهم في حال نجحوا في مهمتهم.
وقال الصحافي: إن توكل حرصت على تواجد إعلامي كبير لقناة "بلقيس" في عدن، وشرعت في بناء استديوهات لها داخل عدن، وتعيين مراسلين وصحفيين موالين لها، للعمل ضمن الخلية المخصصة لمهاجمة الإمارات.
توجيهات
وأشار الصحافي في أنها ظلت طوال الفترة الماضية تشرف على سير العمل الإعلامي للخلية بنفسها، وهي من تعطي التوجيهات لهم، بشأن القضايا التي يثيرون بها البلبلة الإعلامية عليها، وما ساعدها في ذلك سيطرة حزب الإصلاح على وسائل إعلام رسمية تابعة للشرعية، حيث تمكنت من تمرير رسائل إعلامية معادية لدول التحالف العربي عبر هذه الوسائل الإعلامية الرسمية، أو استخدمت إمكانيات هذه القنوات من أجهزة ومعدات وطاقم.
وعن ابرز القضايا التي أشرفت عليها توكل وتم ترويجها إعلامياً ( التحريض على دولة الإمارات بشكل مباشر والاستنقاص من الجهود التي تقوم بها في المحافظات المحررة، واختلاق حكاية السجون السرية).