في الأزمات والمواقف الصعبة، تتوارى الأقنعة، وتتكشف الوجوه الحقيقية لأصحابها، وفي ظل الأزمة القطرية الحاصلة، لم تدُم الأقنعة طويلاً، فوجوه كثيرة فاجأتنا بكم السواد الطاغي عليها، وقلوب تنكرت للجميل مُلقيةً به في عرض البحر. عن بعض الفنانين القطريين الذين عضوا الأيادي البيضاء التي امتدت لهم وأكرمتهم على مدى سنوات، نتحدث، فرسالة الفن التي حملوها وساروا بها بين الناس وعلى الشاشات، لم تكن سوى قناع جميل يختبؤون خلفه، وزي تنكري يتسللون من خلاله لتحقيق مصالحهم، لتكشف مواقفهم الأخيرة عن وجوههم الحقيقية، وتُثبت بالأدلة أنهم مرتزقة يختبؤون خلف قناع الإبداع.

هذا هو المشهد على أرض الواقع، فالإمارات التي اعتادت على الاحتفاء بالإبداع وصناعه، لم تُقصر يوماً في دعم أي فنان، ليظهر في النهاية من قابل الإحسان بالإساءة، والجميل بالنكران.

لم يحفظ فنانو قطر جميل الإمارات التي شرعت لهم أبوابها واحتضنتهم داخل قلبها، مانحة إياهم أدوار البطولة في العديد من أعمال الدراما الإماراتية، ومستضيفةً إياهم في أبرز مهرجاناتها المسرحية ومحافلها الفنية والثقافية، ليرد فنانو قطر الجميل بالإساءة إلى «دار زايد» ورموزها وقيادتها، عبر مجموعة أعمالهم الدرامية الأخيرة التي كشفوا فيها عن عدائهم للدولة، في وقت لم يسلم زملاؤهم، من فناني الإمارات والسعودية، من ألسنتهم السليطة، حيث شن القطريون عليهم هجوماً لاذعاً واتهموهم بأنهم مسلوبو القرار، وأنهم «أصحاب مصالح وليسوا أصحاب مواقف»، ذاك بعد أن وقف فنانو الإمارات مع حكومتهم وسعوا إلى تعرية وجه الإرهاب الذي ترتديه قطر.

إسفاف

غانم السيلطي الذي دأبت الإمارات على استضافته في كافة مهرجاناتها المسرحية، لم يترك منبراً إلا وطرق بابه لمهاجمتها، مستعيناً بقوة الإعلام الجديد«الرقمي»، الذي استغل منصاته ليبث سمومه التي صاغها على شكل مسلسل حمل عنوان «شللي يصير»، تولى بنفسه كتابة نصوصه التي وظفها لمهاجمة دول المقاطعة الأربع، ليصل به الحد إلى التعامل مع مجلس التعاون الخليجي وكأنه أثاث معروض للبيع.

«شللي يصير» لا يعد عمل السليطي الأول الذي يهاجم فيه دول الخليج العربي، فقد سبق له القيام بذلك من خلال أعمال عدة من بينها مسلسل «فايز التوش» الذي قدم فيه حلقة حملت عنوان «مجلس التهاوش الخليجي»، كما قدم أيضاً مسرحية «هلو غلف» عام 1995، وتعدى فيها أيضاً على مجلس التعاون الخليجي.

زيف

غانم السليطي لم يكن الوحيد في المنظومة الفنية القطرية التي دأبت على مهاجمة الإمارات منذ بداية الأزمة وحتى الآن، فقد انسحب الأمر كذلك على الفنان عبد العزيز الجاسم الذي لم يحتمل الحلقة المتميزة التي قدمها الفنان السعودي ناصر القصبي ضمن مسلسله «سيلفي 3» مُحارباً فيها الإرهاب ومُجسداً الإرهاب والتعدي القطريين من وجهة نظر فنية، لينهال عليه مُهاجماً بأسلوب لا يليق بفنان.

كما يقدم الجاسم حالياً مسلسل «في الصميم»، موظِّفاً كافة حلقاته لمهاجمة دول مجلس التعاون، وفي تصريحات له، هاجم عبد العزيز الجاسم -الذي فتحت الإمارات صدرها واسعاً أمامه للمشاركة في مجموعة من الأعمال الدرامية- فناني الإمارات والسعودية واصفاً إياهم بـصفات لا تليق و لا ترق إلى مصاف مهنة فنية تُلهم الناس وتقودهم نحو الخير و المحبه، لكنه أبى أن يعترف بفضل الإمارات عليه و على غيره من الفنانين، ولم يقم وزناً لصداقات أو مودات بل كال "تغريدات" تسيء لليد التي امتدت إليه والتي عاضدته وشدت من أزره.

مهاجمة

القطري صلاح الملا لم يخرج عن سرب المسيئين هؤلاء، فقد تولى جزءاً من مهمة مهاجمة الإمارات وفنانيها، حيث قال عنهم في تصريحات له، إنهم «فقدوا مبادئهم وأخلاقياتهم، ولا يمكن أن يطلق على هؤلاء الفنانين لقب (فنان)»، مشيراً إلى أن فناني الإمارات والسعودية «أناس متلونون واستغلاليون، وفي الأزمات يخرجون على حقيقتهم لأنهم يبيعون بكل سهولة ضمائرهم من أجل المادة وتحقيق المصالح الشخصية. في حين هاجم يوسف سلطان زملاءه من فناني الإمارات والسعودية بقوله»إنهم مسلوبون من آرائهم، وحرام أن يطلق عليهم لقب (فنان) لأنهم لم يحترموا مهنتهم).