واشنطن، لندن - وكالات

خلصت تقارير غربية إلى أن قرار قطر بعودة سفيرها إلى إيران يكشف التنسيق الذي كان يجري في الكواليس بين البلدين الذين كان يظهران نفسهما إعلامياً كخصمين.

واعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أن قرار قطر إعادة سفيرها إلى طهران، أتى تعبيرًا عن هلع الدوحة من استقبال السعودية للشيخ عبدالله بن علي آل ثاني.

وذكرت الصحيفة في تقرير مطول نشرته أمس، أن إعادة قطر لسفيرها إلى إيران، ستعقّد الجهود الرامية لحل الأزمة الخليجية. وقالت الصحيفة: «قرار قطر إعادة سفيرها إلى طهران يهدّد جهود واشنطن في حل النزاع».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي لم تفصح عن اسمه قوله إن «الدوحة أبلغت واشنطن أن قرارها إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران لا يمثل زيادة التعاون مع طهران، إنما يهدف إلى إظهار استياء قطر من السعودية».

وأشارت الصحيفة إلى أن الدوحة تعتبر عودة السفير رداً على استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ووليّ عهده الأمير محمد بن سلمان للشيخ عبدالله بن علي آل ثاني.

ونسبت الصحيفة إلى مدير شركة «كورنرستون غلوبال» لاستشارات المخاطر السياسية في لندن، غانم نسيبة، قوله: «ما نراه الآن هو تباعد متزايد بين قطر والدول العربية، وأيضًا الولايات المتحدة، وهذا ما يجعل أي حلّ للأزمة أكثر تعقيدًا من ذي قبل».

وسمحت السعودية بعد وساطة الشيخ عبدالله بن علي، للحجاج القطريين دخول المملكة براً للمرة الأولى منذ إعلان مقاطعة الدوحة، كما سمحت لهم بأداء مناسك الحج دون تصريح إلكتروني، ودعت الراغبين بالسفر جواً إلى الالتحاق بطائرات مجانية على حساب الملك سلمان الشخصي.

ولاحقاً أعلن الشيخ عبدالله عن تشكيل غرفة عمليات خاصة بطاقم سعودي، تتولّى شؤون القطريين في السعودية، وتكون تحت إشرافه في ظل قطع العلاقات بين الدوحة والرياض، إذ ستتولّى جميع طلبات القطريين من حجاج وزوار وأصحاب أملاك.

تصعيد التوتر

في الأثناء، جاء في تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز» أن قطر عاودت العلاقات الدبلوماسية مع إيران، في خطوة من شأنها تصعيد التوتر. وأضاف التقرير أن قطر كانت سعت إلى التعامل مع المقاطعة بالاعتماد على تركيا الحليف الأقرب إلى الدوحة وعلى إيران لاستيراد الغذاء ومواد البناء التي تحتاج إليها قطر في سياق استعداداتها لاستضافة مونديال 2022 لكرة القدم.

ونسب التقرير إلى رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، محمد السلمي، الذي يتخذ السعودية مقراً له في مقابلة مع قناة سكاي نيوزعربية، أن عودة السفير القطري إلى إيران تكشف ببساطة التنسيق الذي كان يجري في الكواليس بين الدوحة وطهران. وقال: «إن الأكثر خطورة في رأيي هو الاستسلام القطري للضغط الإيراني بعدما فتحت إيران مجالها الجوي وموانئها لقطر واقتراح ما سمته الدوحة مساعدة اقتصادية».

ونقل التقرير عن المحلل السياسي عبدالخالق عبدالله إن «استعادة العلاقات مع إيران في وقت مطلوب من قطر الابتعاد عنها، تظهر أن الدوحة تدير الظهر لدول الخليج العربية الأخرى».

ولفت إلى أن دول المقاطعة صعدت ضغوطها على قطر المعزولة في الأسابيع الأخيرة في وقت تقترب الأزمة من شهرها الرابع. وأجرى أحد أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني مباحثات مع مسؤولين من دول المقاطعة الأربع. وأدت وساطة قام بها إلى سماح السعودية للحجاج القطريين بأداء فريضة الحج لهذا الموسم.

خلفية العلاقات

وصلت العلاقات المشبوهة بين البلدين إلى ذروتها فى عام 2015، حيث شهد هذا العام تعزيز التعاون الأمنى لأول مرة بين «الحرس الثورى» والجيش القطرى، بتوقيع اتفاقية أمنية وعسكرية تحت مسمى «مكافحة الإرهاب والتصدى للعناصر المخلة بالأمن فى المنطقة»، كانت إحدى بنودها السرية، «منح حق تدريب قوات قطر البحرية للقوات البحرية التابعة للحرس الثورى الإيرانى فى المنطقة الحرة بجزيرة قشم جنوب إيران»، وقبلها بعامين لجأت الدوحة عام 2013 إلى القوات الإيرانية، لتدريب خفر السواحل القطرية فى مجال مكافحة المخدرات، كما زار أمير قطر السابق فى 2010 طهران والتقى بالمرشد خامنئى، ووقعت قطر مع خلال الزيارة اتفاقية أمنية وشهد هذا العام زيارت متبادلة، و رفعت من تعاونها العسكرى مع الحرس الثورى.

كما استقبل ميناء الدوحة لأول مرة سفناً عسكرية للحرس الثورى الإيرانى، حاملة قيادات عسكرية إيرانية لإجراء لقاءات من أجل التوصل إلى تفاهمات أمنيّة بين الطرفين، وشمل الأسطول 3 بوارج حربية كانت سفينة سهرابى، سفينة دارا وسفينة مهدوى وسفينتان للإسناد هما ناصر 111 وناصر 112، وحضر الاجتماع سفير إيران فى قطر آنذاك عبدالله سهرابى والممثل العسكرى فى السفارة ما شاء الله پورشه، وأفضى إلى توقيع اتفاقية أمنيّة أخرى بين البلدين لم تعلن بنودها، ورغم الاختلافات فى الرؤى السياسية بين البلدين فى العديد من الملفات إلا أن طهران نظرت إلى الدوحة كموطئ قدم لها فى الخليج، والصيد الثمين الذى سيقربها خطوة نحو حدود السعودية الحصينة.