أخفقت قطر في حسم المعركة الانتخابية لرئاسة اليونسكو لصالح مرشحها حمد بن عبد العزيز الكواري في الجولتين الأولى والثانية، رغم العروض المالية السخية وشراء أصوات مندوبين تحدثت عنها وسائل إعلام فرنسية، وكشفت وسائل إعلام فرنسية مرموقة قبل الانتخابات عن استقبال قطر عشرة مندوبين على الأقل من اليونسكو قبل أسبوعين، وعن تلقيهم هدايا سخية. مؤكدة أن الدوحة اشترت ذمم مندوبين خلال اجتماع تم عقده معهم في أحد المطاعم القريبة من مقر المنظمة في باريس، بينهم اثنان من دول عربية، وعدد آخر من دول أفريقية ومن أميركا اللاتينية.

ولكن رغم المال القطري المتدفق بسخاء لم يفلح مرشحها في الاقتراب من عدد الأصوات الثلاثين التي تؤهله للفوز بالمنصب، ما دفع الانتخابات لجولة ثالثة تعقد مساء اليوم الأربعاء. وتضمنت العروض القطرية السخية التي قدمها المرشح القطري لانتزاع المنصب عقد منتدى ثقافي دولي سنوي في باريس، وتقديم التمويل اللازم لإعادة تأهيل مقر المنظمة، فضلاً عن مساعدة اليونسكو على تجاوز أزمتها المالية عبر المساهمة في تسديد ما عليها من مستحقات، حيث يتجاوز العجز المالي لها ثلاث مئة وتسعة وعشرين مليون يورو.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها وسائل إعلام فرنسية هذه الخفايا قبل نهاية المعترك الانتخابي، ولكن حتى الآن لم يصدر أي رد فعل رسمي من اليونسكو، وفي الاتجاه ذاته ذهبت صحيفة «كورييري دي لاسيرا» الإيطالية كاشفة عما وصفتها بـ«الأزمة أكثر وضوحا في الأمم المتحدة»، متحدثةً عن انتخابات رئاسة منظمة اليونسكو، المتهمة فيها قطر باستخدام المال من أجل حصد الأصوات لمرشحها. وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن الانتخابات تقودها المناورات وألعاب التحالفات والخلفيات التاريخية السياسية.

وأضافت: «هذا العام سيكون التصويت صعبا للغاية بسبب الأزمات السياسية، ومرشح قطر على الرغم من أنه ليس لديه برنامج مقنع إلا أنه ها هو يستخدم المال القطري لسد الهاوية المالية الناجمة عن وقف مساهمات الولايات المتحدة واليابان عن المنظمة».

وتابعت: «الكواري ينتمي إلى دولة متهمة من عدة دول أوروبية وعربية ومنها السعودية وحلفاء الخليج ومصر ودول أخرى بدعم الإرهاب». وانتهت الجولة الثانية من الانتخابات بحصول المرشحة المصرية مشيرة خطاب على 12 صوتا، فيما حصل حمد بن عبد العزيز الكوارى من قطر على 20 صوتا، وحافظت أودريه أزولاي من فرنسا على أصواتها الـ13، وفام سان شاو مرشح «فيتنام» 5 أصوات، والصيني كيان تانغ 5 أصوات، بينما حصدت مرشحة لبنان فيرا خورى لاكويه 3 أصوات، ودخل منافسات الجولة الثانية، ستة مرشحين، بعد انسحاب مرشح أذربيجان، عقب الجولة الأولى. وأثار حصول المرشح القطري على هذه الأصوات استغراب أعضاء المنظمة، وهو ما فسره المراقبون أنه نتيجة لاستخدام قطر لسلاح المال.

وفي السياق قال السفير محمد العرابي مدير الحملة الانتخابية للمرشحة المصرية إن الدوحة تستخدم نفوذها المالي من أجل اقتناص هذا المنصب، وأردف العرابي لـ «البيان»، «يكفي أن قطر حصلت على أكثر من فرنسا والصين مجتمعين». وتابع وزير خارجية مصر الأسبق قائلًا «لقد وقعوا في الفخ نتيجة لعدم الحكمة، والإصرار على محاولة الظهور بمظهر الدولة القوية التي لم تتأثر من موقف الرباعي العربي، والإيحاء بأن العالم معهم». وأفاد العرابي بأن الجولة الأولى والثانية تكشف التوجهات والتربيطات، لكن ما يليها من جولات قد تشهد تغيرات في النتائج مع انسحاب بعض المرشحين الذين يتأكدون من عدم حصولهم على نسبة كبيرة من الأصوات.

وشدد العرابي على ضرورة أن يلتزم الاتحاد الأفريقي بمقررات القمم الأفريقية وقرار دعم المرشحة المصرية لمنصب المدير العام لليونسكو، داعيا البرلمان الأفريقي المنعقد في جنوب أفريقيا إلى ضرورة «إنقاذ اليونسكو». وأطلق نشطاء حملة تحت شعار «أنقذوا اليونسكو من الإرهاب» لمطالبة المجتمع الدولي بإنقاذ ذلك المنصب الدولي الرفيع من السقوط في يد دولة داعمة للإرهاب وهي «قطر» عقب أن أظهرت نتائج الجولة الأولى تقدم المرشح القطري.

والدول التي لها حق التصويت، هي ألبانيا، والجزائر، والأرجنتين، وبنجلاديش، والبرازيل، والكاميرون، وتشاد، والصين، وكوت ديفوار، وجمهورية الدومينيكان، ومصر، والسلفادور، وإستونيا، وفرنسا، وألمانيا، وغانا، واليونان، وغينيا، وهايتي، والهند، وإيران، وإيطاليا، واليابان، وكينيا، ولبنان، وليتوانيا، وماليزيا، وموريشيوس، والمكسيك، والمغرب، وموزمبيق، ونيبال، وهولندا، ونيكاراغوا، ونيجيريا، وعمان، وباكستان، وباراغواي، وقطر، وكوريا، وروسيا، وسانت كيتس ونيفيس، والسنغال، وصربيا، وسلوفينيا، وجنوب أفريقيا، وإسبانيا، وسريلانكا، والسودان، والسويد، وتوجو، وترينيداد وتوباغو، وتركمانستان، وأوغندا، وأوكرانيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وفيتنام.