علمت «البيان» أن الديوان الأميري القطري دعا وسائل الإعلام التابعة له والممولة من قبله في داخل البلاد وخارجها بتجاهل تظاهرات الشعب الإيراني ضد نظام الملالي وعدم التركيز على مستجداتها.
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة إن الموقف الرسمي كان واضحاً في توصيته بعدم الخوض في طبيعة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أدت انتفاضة الإيرانيين، وأنه تم تعميم التوصية على عشرات القنوات والصحف والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي المرتبطة بالدوحة أو بجماعة الإخوان الإرهابية.
وأضافت المصادر أن النظام القطري وصف نظام الملالي بـ«الصديق الذي علينا أن نتفهم طبيعة التحديات التي يواجهها»، مشيرة إلى أن مسؤولين من الدوحة أبلغوا نظراءهم في طهران بأنهم سيعملون على انتهاج سياسة التعتيم الكامل على مستجدات الأوضاع الميدانية المتعلقة باحتجاجات إيران.
يأتي ذلك بينما انتقد المعارض القطري سلطان سحيم آل ثاني، موقف الإعلام القطري من التظاهرات الحاشدة التي تجتاح إيران منذ 27 ديسمبر الماضي، وقال في تغريدة على حسابه بـ«تويتر»: «عدم إيراد قناة الجزيرة أي خبر يتعلق بثورة إيران يتعلق بالاتفاق القطري الإيراني بينهما، وينص على عدم ذكر أي أخبار مناهضة لحكومتيهما»، مضيفاً «هل تستحق هذه القناة المتملقة والمزيفة أن تدعي بأنها مع الشعوب؟».
وأردف «عجيب أمر النظام القطري، يفي بتعهداته مع الشريفة وينقضها مع أهلنا»، في إشارة إلى إيران التي سبق أن وصفها وزير قطر للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي في اجتماع شهير للجامعة العربية بـ«الدولة الشريفة».
أدوات
كما انتقد محللون عرب موقف الإعلام القطري وعلى رأسه «الجزيرة» من الربيع الفارسي مقابل اندفاعها الكامل لدعم ما يسمى بـ«الربيع العربي».
وأعرب المحلل السياسي التونسي منذر ثابت عن استغرابه من الأسلوب الذي تعاملت به وسائل الإعلام القطرية والمحسوبة على قطر مع انتفاضة الشعب الإيراني، وقال «لو كان الأمر يتعلق بأي بلد عربي، لانتفضت «الجزيرة» وأخواتها لتجييش الشارع وتحريض السكان المحليين على التمرد، مثلما حدث في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا والبحرين».
وأضاف أن «الإعلام القطري وبخاصة «الجزيرة» اعتمد كل الأساليب المنافية للقانون والأخلاق لتضليل الرأي العام في المنطقة العربية ونشر الأكاذيب والأباطيل التي ساهمت في بث الفتنة لتتحول إلى صراع أهلي دامٍ في أكثر من بلد عربي، واليوم لا تجرؤ على نقل حقيقة ما يجري داخل إيران».
وفسّر ثابت ذلك، بأن «الجزيرة وأخواتها ليست سوى أدوات في يد نظام الدوحة، تنطلق من مواقفه السياسية وتحالفاته الاستراتيجية وعقيدته الإيديولوجية، لتخاطب المتلقي بما يخدم مصالحه، وهو ما يعني أن نظام الدوحة لن يستطيع إقناع أي طرف في الداخل والخارج بأنه لا يقوم بتوجيه الإعلام لخدمة حساباته ومصالحه وتحالفاته، مقابل تجنيده للتآمر على الدول والأنظمة والشعوب المناوئة لأجنداته».
وأضاف المحلل التونسي أن «قطر تعتبر نظام الملالي حليفاً استراتيجياً لها في المنطقة، ينطلق من ذات منطلقاتها في تبني مشروع الإسلام السياسي بجناحيه السني والشيعي، وقد تبين ذلك من خلال التقاء مصالحهما في أكثر من بلد عربي.
كما أن طهران جندت كل إمكانياتها لفك العزلة عن نظام الدوحة بعد ثبوت تورطه في دعم ومساندة الإرهاب»، مردفاً أن «مواقف النظامين كانت واحدة من ثورات ما سمي بالربيع العربي، ومن صعود الإسلام السياسي الذي وصفه المرشد علي خامنئي بالصحوة الإسلامية، واليوم يخشى نظام الدوحة من أن تؤدي ثورة الشعب الإيراني إلى الإطاحة بحليفه نظام الملالي».
ينبوع واحد
من جانبه، أوضح المحلل السياسي الليبي محمد أحمد الهوني، أن الإعلام القطري فاقد للمصداقية منذ سنوات طويلة، وكان واضحاً منذ البداية أنه موجه ضد الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي، وكان هدفه بث الفوضى ونشر الفتنة في جناحي العرب المملكة السعودية ومصر، وهذا ما نستنتجه من طبيعة الاختلاف الواضح في الخطابين المعتمدين في قناتي «الجزيزة» الناطقة باللغة العربية وشقيقتها الناطقة بالانجليزية.
وأضاف الهوني أن الإعلام القطري يعبّر عن مشروع الإسلام السياسي في المنطقة، والذي كانت ثورة الخميني قد ساهمت في تأطير أهدافه وأساليبه منذ العام 1979، عندما بايعها الإخوان وناصروها، واعتبروها منطلقاً واقعياً لمخططهم، خصوصاً وأن الخميني ذاته كان متأثراً بفكر حسن البنا وسيد قطب، ولذلك يمكن القول إن الاختلاف بين الطرفين قد يكون ظرفياً أو تكتيكياً، ولكنه لا يمس بطبيعة التحالف الاستراتيجي والعقائدي القائم بين قوى الإسلام السياسي بوجهيها الشيعي والسني.
وقال الهوني إن الإسلام السياسي السني لم يوسع طموحاته للانقلاب على السلطة إلا من خلال محاولاته التماهي مع الإسلام السياسي الشيعي، كما أن نظام الملالي في إيران اعتبر وصول الإخوان للحكم في دول ما يسمى بالربيع العربي انتصاراً لمشروعه في المنطقة، وخاصة في تونس ومصر وليبيا، ولذلك فإن موقف قطر من انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي يرتبط إلى جانب المصالح المشتركة، بجانب عقائدي ينهل من ينبوع واحد.
اعتداء حلوان
كشف موقع «قطريليكس»، المحسوب على المعارضة القطرية على موقع «تويتر»، أن منفذ هجوم كنيسة مارمينا في حلوان زار قطر سراً عام 2012، وتلقى دعماً مالياً وتدريبياً عسكرياً من الدوحة قبل أن ينتقل إلى ليبيا، حيث انضم وقاتل في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.
وذكر «قطريليكس» أن منفذ هجوم كنيسة مارمينا تلقى معلومات من قطر بنشر الفوضى في مصر، فنفذ 4 هجمات إرهابية، آخرها الهجوم المسلح على كنيسة مارمينا بحلوان. القاهرة - وكالات
منع السفر
منعت السلطات القطرية أحد شيوخ الأسرة الحاكمة من السفر خوفاً من انشقاقه. وكشف الناطق الرسمي باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، أمس، عن منع الشيخ سعود بن خليفة بن أحمد آل ثاني، من السفر بأمر من رئيس الوزراء، عبدالله بن ناصر، ومن غير وازع قانوني.
وقال الهيل عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «سعادة الشيخ سعود بن خليفة بن أحمد آل ثاني ممنوع من السفر بأمر من عبدالله بن ناصر رئيس الوزراء، ومن غير وازع قانوني، وحاطين عليه قيد أمني، والرجال ماله علاقة بالسياسة، تعب وهو يتصل فيكم ويناشدكم ولا حياة لمن تنادي»، مشيراً إلى أن «الكثير من آل ثاني يعانون ظلم الحمدين ولكن الفرج قريب بإذن الله».
وتابع في تغريدة أخرى: «تأكدت شخصياً عن طريق مصادري الخاصة في وزارة الداخلية، وشيّكنا (فحصنا) على السستم (النظام) وهذه صورة منع السفر والقيد الأمني»، مؤكداً أنه «تم قيد أكثر من 219 شيخاً من آل ثاني على هذه القائمة السوداء خوفاً من انشقاقهم، ولكنهم ظلموا الكثير وخسروا الكثير وقبح الله تنظيم الحمدين الي عزوا المجنسين وذلوا عيالهم».