ثمن سياسيون فرنسيون، الجهود المتواصلة لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لمدة ثلاث سنوات كاملة، لإعادة الشرعية في اليمن والقضاء على سيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مؤكدين في تصريحات لـ«البيان»، أن نجاح عملية «السيف الحاسم» التي تنفذها النخبة الشبوانية مدعومة من القوات الإماراتية تحت قيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، من شأنها أن تحفظ السلام وتعيد الاستقرار في المنطقة، وأن تضع حداً لتوسع التنظيمات المتطرفة «الحوثيون، والقاعدة»، لافتين إلى أن الحرب البيضاء التي تخوضها قوات التحالف والشرعية ضد الحوثي محل إشادة دولية بسبب الحرص على حياة المدنيين.

تقدير دولي

وقال أمين لجنة الاتصال الخارجي بالحزب الاشتراكي -اليساري- والعضو السابق في مجلس النواب الفرنسي، لويس كانتونا، إن المجتمع الدولي يقدر للقوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الدور المهم في مواجهة التنظيمات الإرهابية المتنوعة والمتزايدة في اليمن المتمثلة في «الحوثيين، والقاعدة، والإخوان المسلمين»، وقد أعلنت فرنسا دعمها لحملة «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، وبنفس الحماس والدعم المعنوي تدعم الحكومة والمعارضة الفرنسية عملية «السيف الحاسم» التي تنفذها النخبة الشبوانية المدعومة من القوات الإماراتية تحت قيادة المملكة العربية السعودية، التي انطلقت للقضاء على معاقل الإرهاب في مديرية «الصعيد» بشبوة، وطرد عناصر تنظيم «القاعدة» المتطرف، في إطار الحملة العسكرية الكبرى التي تنفذها قوات التحالف في اليمن منذ ثلاث سنوات كاملة.

استراتيجية بعيدة

وأضاف كانتونا، أن قوات التحالف العربي تتبنى استراتيجية عسكرية بعيدة النظر، هدفها مواجهة التنظيمات والجماعات الانقلابية المتطرفة، وتطهير اليمن من جماعات التمرد، مع مراعاة البعد الإنساني وعدم استهداف المدنيين، ولهذا السبب تحديداً طال أمد الحرب لمدة ثلاث سنوات، حيث تنتهج عصابات الحوثي تكتيك التحصن بالمنشآت المدنية والدروع البشرية، وهو ما يبطئ العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي، وهذا الأمر يحسب لقوات التحالف التي اختارت سياسة النفس الطويل مع الحفاظ على أرواح المدنيين في اليمن بدلاً من المواجهة الخشنة التي سوف تؤدي بالتأكيد لسقوط آلاف الضحايا، ولهذه الأسباب تدعم الحكومة والأحزاب السياسية بفرنسا جهود قوات التحالف العربي في اليمن.

إعادة الشرعية

بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحزب «الجمهوريون» الفرنسي -اليميني-، أوليفيه فونتين، أن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات تواجه الجماعات المتطرفة في اليمن نيابة عن المجتمع الدولي، لتحقيق أهداف متفق عليها من جانب الأمم المتحدة، لاستعادة الشرعية وإجهاض المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة، وتأمين الممر البحري الحيوي، وتحقيق السلام العادل والشامل في هذا البلد الذي دمرته ميليشيا الحوثي والجماعات المتطرفة الأخرى، التي تسعى لتحقيق مكاسب سياسية بدعم من إيران دون النظر لمصلحة اليمن وشعبه وأمن وأمان المنطقة، وهو هدف دولي متفق عليه، وقد أيدت الأمم المتحدة جهود التحالف العربي في اليمن بعد أن تبين حجم التوحش الذي وصلت إليه جماعة الحوثي واستخدامها للأسلحة الإيرانية الفتاكة بشكل لا إنساني ضد المدنيين، وحجم الدمار الذي خلفته هذه العصابات المسلحة.

مساعدات إنسانية

وأشار فونتين، إلى أن الإمارات العربية المتحدة والسعودية قد قدمتا مساعدات إنسانية «مادية وعينية» لليمن بقيمة مليارات الدولارات خلال السنوات الثلاث الماضية للتخفيف من وحشية عصابات الحوثي، وإنقاذ المدنيين المحاصرين بين أسلحة إيران المنتشرة في أيدي ميليشيات الحوثي، والفقر والمرض والأوبئة والتشرد، وهو ما أطلق عليه المعنيون في الأمم المتحدة مصطلح «الحرب البيضاء»، حيث راعت قوات التحالف البعد الإنساني في حربها ضد الحوثيين، وهو ما قدره المجتمع الدولي وكان محل إشادة دائمة من جانب المنظمات الأممية المعنية، وانتزع احترام القوى الدولية ودعمها ومساندتها لقوات التحالف العربي بعملياتها العسكرية المختلفة بدءاً من «عاصفة الحزم» مروراً بـ«إعادة الأمل» وأخيراً «السيف الحاسم»، وإلى أن تتمكن قوات التحالف من إعادة الشرعية والسلام لليمن قريباً.