أكدت تقارير إعلامية تورّط نظام الدوحة في إرسال شحنة أسلحة على هيئة مساعدات إنسانية إلى الصومال على إحدى البواخر، في تحدٍّ سافر لقرارٍ لمجلس الأمن كان قد فرض حظراً على توريد الأسلحة إلى الصومال منذ عام 1992.

ويرى المراقبون أن سعي قطر للانفراد بالصومال يستهدف بالأساس السيطرة على البلد الإفريقي، وتسليمه لجماعات الإرهاب المرتبطة بها، وإن تهريب الأسلحة تحت لافتات خيرية وإنسانية يأتي في هذا السياق.

وتزامن الحديث عن تهريب الأسلحة مع إعلان الدوحة توجيه مساعدات وصفتها بالإنسانية إلى الصومال، وذلك عن طريق مؤسسة «قطر الخيرية» الموضوعة على قوائم الإرهاب، والمعروفة بتمويل الجماعات الإرهابية في عدد من الدول من أبرزها الصومال.

ويعتبر الإرهابي عبدالرحمان النعيمي من أهم المتبرعين عن طريق المؤسسة لمصلحة الجماعات الإرهابية في الصومال، خاصة حركة الشباب المرتبطة عقائدياً وتنظيمياً بتنظيم القاعدة الذي تدعم قطر نشاطاته في عدد من الدول العربية والإسلامية على غرار الصومال وسوريا وليبيا واليمن ومالي أفغانستان ومالي.

نيران الفتنة

في الأثناء اتهمت حكومة أرض الصومال الحكومة القطرية ووكلاءها في مقديشو بإشعال نيران الفتنة بينها وبين إقليم بونت لاند المجاور، مشيرة إلى أن النظام الحاكم في الدوحة يشرف على تسليح وتدريب ميليشيات إرهابية تابعة لفرماغو تعمل بين الفينة والأخرى على تأجيج القتال بين الجانبين. وعلى الرغم من نجاح قوات أرض الصومال في صد هجمات قوات فرماغو المدعومة قطرياً وتكبيدها خسائر فادحة، فإن وزير الدفاع بأرض الصومال أبدى أسفه على وقوع جيرانه ضحية تنفيذ أجندات الدوحة في المنطقة، قبل أن يذكرهم بما حققه من نصر، قائلاً: «تكبدوا خسائر فادحة، واستولت قواتنا على 10 عربات مسلحة».

والتدخل القطري في الصومال ليس جديداً، حيث أكدت مؤسسة «دعم الديمقراطية» الأميركية في تقرير سابق لها، إن واشنطن ترى أن قيادات من تنظيم القاعدة الإرهابي في شبه القارة الهندية وحركة الشباب الصومالية الإرهابية تلقوا دعماً من رجال أعمال وشيوخ قطريين ومقيمين في قطر.

سند إعلامي

كما قالت تقارير صحفية صومالية إن قطر لم تكتف بالتمويل المالي لحركة «الشباب» الإرهابية، وإنما ظلت تقدم لها السند الإعلامي بتقديم قادتها للرأي العام على قناة «الجزيرة»، وأنه منذ أواخر عام 2007 ظل قادة حركة «الشباب» يقدمون عبر شاشة «الجزيرة»، لنشر إرهابهم، وتخويف وترهيب المجتمع الصومالي المسالم.

ومن أقوى الأدوات التي استخدمتها سلطات قطر في المنطقة لدعم وجودها إطلاق قناة «الجزيرة» باللغة السواحلية، وتستهدف حوالي 100 مليون شخص في المنطقة وسكاناً آخرين في الجنوب الإفريقي، غير أنها لا تقدم سوى الإرهاب والتجهيل. ولم تقف قطر عند دعم حركة الشباب وإنما تورّطت في فضائح سياسية كثيرة من بينها تقديم رشاوى لمتنافسين في الانتخابات التي جرت في هذا البلد العام الماضي بعد تدوين منظمات غربية كانت تراقب العملية ذلك في تقاريرها.

ويشير محللون إلى أن أهداف قطر من محاولات السيطرة على الصومال عبر تسليح حلفائها، تتمثل بالأساس في تهديد الأمن القومي العربي بخليج عدن والقرن الإفريقي، وإيجاد منافذ للتواصل المباشر وتهريب السلاح ونقل المرتزقة إلى اليمن في إطار تحالفها مع ميليشيات الحوثي الإيرانية.