يدخل القرار التاريخي الذي يسمح للمرأة في السعودية بقيادة المركبات، حيز التنفيذ اليوم، بعد انتهاء ماراثون التجهيزات الذي تواصل على قدم وساق خلال الأشهر العشرة الأخيرة في مختلف مناطق المملكة لإعداد مدارس تعليم قيادة متخصصة، وتدريب سيدات على التحقيق في حوادث المرور ونشر الوعي المروري، ونشر حملات توعوية وتعليمية مكثفة.
واستنفرت سلطات المرور قواتها المنتشرة في مختلف الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية استعداداً لهذا اليوم التاريخي وغير الاعتيادي الذي ينهي جدلاً استمر لعشرات الأعوام بين مؤيد ورافض ومتحفظ على فكرة قيادة المرأة للسيارة في السعودية قبل أن يأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 26 سبتمبر الماضي بمنح النساء حق القيادة، وشمل القرار على توجيه إدارة المرور بالبدء في إصدار رخص القيادة للنساء في 24 يونيو، الذي يصادف اليوم، أي بعد حوالي عشرة أشهر من إصدار القرار.
وقالت مها عبدالرحمن الشمري، وهي حاصلة على رخصة قيادة دولية استبدلتها برخصة سعودية إنها اتفقت مع صديقاتها على الانطلاق صباح اليوم بسياراتهن الخاصة في جولة على شوارع الرياض لأول مرة، مشيرة إلى أنها وآلاف الفتيات والنساء يتشوقن لهذه اللحظة التاريخية الفاصلة في حياة المرأة السعودية، معربة عن شكرها وشكر المرأة السعودية عموماً لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان اللذين يقودان سلسلة إصلاحات جذرية ومهمة في تاريخ البلاد.
ومن جهتها، أعربت الكاتبة السعودية منيرة السليمان عن شكرها للقيادة السعودية على منح السعوديات حقوقهن المدنية في القيادة وتنفيذ هذه الخطوات الإصلاحية بطريقة سلسة ومدروسة، مشيرة إلى أنها تتأهب لقيادة سيارتها دون أي خوف، خاصة مع انتشار الوعي في المجتمع السعودي تجاه المرأة وحقوقها، خاصة بعد أن أثبتت السعوديات قدرتهن على قيادة المجتمع وليس السيارة فقط.
وأوضحت أن قيادة المرأة السعودية للسيارة ليس ترفاً أو رفاهية، وإنما هي ضرورة ملحة لقضاء حاجاتها الخاصة وحاجات أسرتها، خاصة وأنها أصبحت شريك الرجل في مختلف الوظائف والتخصصات بل أضحت صاحبة قرار في مجتمعها وينظر لها التاريخ من كل أبعاده المستقبلية.
وتلقى الإصلاحات التي تقودها الحكومة السعودية تأييداً واسعاً في أوساط الشعب السعودي وخاصة لدى الشباب الذين يطغون على التركيبة السكانية، حيث لم تقتصر هذه الإصلاحات على دعم المرأة لقيادة السيارة والطائرة والدخول بقوة إلى سوق العمل فحسب، بل جاءت بعض المبادرات لتمكينها من المناصب القيادية، وتحقيق التوازن بين الجنسين في تلك المناصب، وتعزيز القيادات النسائية وتمكينهن من المشاركة في اتخاذ القرار.
وأطلق السعوديون وسم «ستقودين والشعب معك» معلنين من خلاله تكاتف جميع فئات المجتمع، مع التجربة الأولى للمرأة في المملكة خلف مقود السيارة، لتحديد مسارهن والقيادة بأنفسهن نحو الوجهة التي يخترنها.
وفي السياق، أكد مدير مرور منطقة تبوك العميد محمد بن عبدالله العتيق أن الإدارة تعمل على تنفيذ القرار السامي القاضي بالسماح للمرأة بالقيادة، وفق الضوابط الشرعية والنظامية المحددة.
وقال عقب تدشين الفعالية الترفيهية والتثقيفية والتعليمية للمرأة عن قيادة السيارة، التي أقيمت بمنتزه الملك عبدالعزيز بمدينة تبوك بعنوان «توكلي وانطلقي»، وتستمر لمدة ثلاثة أيام: إن إدارة المرور بمنطقة تبوك تستعد لإصدار 60 رخصة قيادة جديدة لمتدربات جدد تقدمن لطلب رخص قيادة لدى مدرسة تعليم النساء بالمنطقة.