كشف مصدر مطلع عن أخطر وأكبر صفقة مشبوهة قدمت لميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، يتورط فيها تنظيم الحمدين الحاكم في قطر، الذي يدعم الميليشيا الحوثية بشكل واضح ومباشر وعلني.
بدأ الكونغرس الأميركي في مراجعة الدور التخريبي الذي يلعبه تنظيم الإخوان الإرهابي في الشرق الأوسط بدعم من قطر، فيما ألقى مركز أميركي الضوء على إرهاب قطر الذي يغزو أوروبا متستّراً بالمساجد.
وذكر موفد قناة «سكاي نيوز» في اليمن محمد العرب، في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن تنظيم الحمدين زود الحوثيين بعشرات الآليات المخصّصة لحفر الجبال على الحدود مع المملكة العربية السعودية، وأسلحة أخرى متطورة وحديثة، إلى جانب تقديم النقود وتمويل قواتهم ضد السلطة الشرعية في اليمن.
وأوضح «أن هذا الدعم القطري تلقته ميليشيا إيران قبل 21 سبتمبر 2014 المشؤوم بشهر واحد». وحصل موفد القناة على هذه المعلومة «من أحد الأسرى الحوثيين، وهو خبير ومهندس حوثي يدعى علي صالح الكحلاني».
وتتورط قطر بقيادة تنظيم الحمدين وأميرها تميم بن حمد في تمويل ميليشيا الحوثي الإيرانية وجماعات أخرى إرهابية مسلحة في اليمن، في محاولة لنشر الفوضى وتنفيذ أجندتها في المنطقة. وكانت قطر قدمت مبالغ مالية لمدارس ومراكز فكرية تابعة لميليشيا الحوثي الإيرانية في الشهور الأخيرة، مثبتة بوثائق رسمية تم نشرها على وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمقروءة.
الإرهاب في ليبيا
وفي السياق، بدأ الكونغرس الأميركي في مراجعة الدور التخريبي الذي يلعبه تنظيم الإخوان الإرهابي في الشرق الأوسط بدعم من قطر، مؤكداً أنها جماعة إرهابية. وحسب تقرير نشره موقع «مباشر قطر» المعارض على قناة يوتيوب، فإن اللجان الفرعية في الكونغرس تعكف حالياً على مراجعة مواقف قيادات هذه الجماعة ونشاطهم الإرهابي في عديد من دول العالم.
وفي هذا الشأن أكدت لجنة الأمن القومي الفرعية في الكونغرس الأميركي أن قطر قدمت السلاح لبعض الإرهابيين في ليبيا خلال أحداث 2011 من أجل إسقاط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، مشيرة إلى أن تنظيم الحمدين ألقى بكل ثقله في دعم عدم الاستقرار في ليبيا خلال ذلك العام. وكشفت اللجنة أنه خلال الأحداث التي شهدتها ليبيا ذلك العام، تلقت مجموعة إرهابية بزعامة علي الصلابي معدات تسليحية وقاذفات قنابل صاروخية وتدريباً عسكرياً من قطر، وانتهى الأمر بخروج الأزمة عن السيطرة.
ووفقاً لما كشفته اللجنة الفرعية بالكونغرس، فإن تنظيم الحمدين لم يقدم الدعم فقط لمجموعة الصلابي، بل إنه زوّد الإرهابي عبدالحكيم بلحاج بثلاث شحنات من الأسلحة على الأقل، وهبت هذه الأسلحة إلى منطقة الجبل الغربي، دعماً للمجموعة العسكرية التي كان يقودها الصلابي من أجل إسقاط نظام القذافي.
استمرار التخريب
دور تنظيم الحمدين المشبوه في ليبيا لم يتوقّف بعد سقوط نظام القذافي، بل ظلّ مستمراً وانضمت إليه تركيا، حيث أوضحت اللجنة الفرعية بالكونغرس الأميركي أن قطر وتركيا دعمتا عملية «فجر ليبيا» خلال عام 2014، في عملية شنّها المتطرفون ضد الحكومة، لطردها من العاصمة طرابلس.
وألقت اللجنة الضوء على علاقة الإرهابي علي الصلابي بتنظيم الحمدين، مشيرة إلى أنه كان يعيش في قطر قبل عام 2011، وتعلّم على يد زعيم الإرهاب الروحي يوسف القرضاوي، وعندما بدأت الأحداث في ليبيا كان له دور بارز هو ومجموعته في إسقاط نظام القذافي، بدعم من تنظيم الحمدين مالياً وتسليحياً.
وعلى ضوء هذا الدور التآمري الذي لعبه الصلابي وبلحاج في ليبيا، أصبح الاثنان على قائمة الإرهاب التي أصدرتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وتضم 59 شخصاً ضالعين بالإرهاب، ولكن الرجلين يتمتعان بدعم من قطر وحماية من تركيا، حيث يقيم بلحاج هناك.
الإرهاب بأوروبا
في سياق آخر، أكد مركز الأبحاث الأميركي «جيتستون» أن النظام القطري يرعى ويأوي الإرهاب على أراضيه، محذراً أوروباً من الإرهاب الفكري المتطرف الذي تسعى الدوحة لتحقيقه بالمنطقة.
وأوضح المركز، في إحدى دراساته التي نشرها أخيراً ، أن قطر تتخذ من التبرع للمساجد في فرنسا ستاراً لتمويل الإرهاب في هذا البلد الذي شهد هجمات إرهابية مروعة خلال الفترة الماضية، مؤكداً أن النشاط القطري في فرنسا يثير القلق على استقرار الديمقراطيات الأوروبية.
وأوضح أنه على مدى السنوات الأخيرة كانت قطر الداعم الأول لجماعة الإخوان الإرهابية وإيران وتنظيم داعش وأعضاء القاعدة وطالبان وغيرهم من الإرهابيين. واستشهد المركز الأميركي بموظف سابق بجمعية قطر الخيرية، المدرجة ضمن قوائم الإرهاب في عدة دول عربية، حيث قال إن المنظمة تضطلع بدور كبير في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية.