لم تكمل الفتاة طيبة محمد مهيوب أحمد العقد الثاني من العمر، لقد كانت على موعد مع فرحة العمر، ولم يكن يفصلها عنه سوى أيام قلائل وتنتقل عندها إلى عش الزوجية.

خرجت طيبة من منزلها تقصد تبة الفضحة في قرية خور عزلة بلاد الوافي بمديرية جبل حبشي جنوبي تعز، لتعيد مواشيها التي كانت ترتعي هناك. لقد داست قدم الفتاة اليافعة، وهي في طريقها إلى التلة المرتفعة، لغماً أرضياً زرعه عناصر ميليشيا الحوثي الإيرانية في المنطقة قبل انسحابهم منها، لينفجر اللغم في العروس، ويتسبّب في بتر قدمها اليمنى وكسر قدمها اليسرى، لتتخضب أنامل قدميها وكفيها بالدم بدلاً من الحناء.

تروي طيبة، في إفادتها لمنظمة العدالة والإنصاف، والمركز الإنساني للحقوق والتنمية، وشبكة الراصدين المحليين بتعز، حكايتها: «لقد كنت أتأهب ليوم فرحي الذي كان مقرّراً في ثاني أيام عيد الفطر، فحدث ما لم يكن بالحسبان، وشعرت لحظتها أن كل أحلامي قد دُمرت».

لقد كان الألم والحسرة من نصيب طيبة، بعد أن أرسل أهلها إلى أهل العريس يعتذرون لهم عن عدم إمكانية إتمام الزواج، فكانت المفاجأة الحقيقية وهي رفض العريس لذلك، وموافقته الزواج بها حتى إن كنت معاقة، وهو ما بعث الأمل من جديد في طيبة التي حرمها إجرام ميليشيا الحوثي من الفرحة الحقيقية.

ووفق المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لنزع الألغام، تعد مديرية جبل حبشي واحدة من 18 مديرية في محافظة تعز، زرعت مليشيا الحوثي الإيرانية الألغام فيها، واستُخرج أكثر 1200 لغم من ثلاث مديريات منها، خلال شهرين فقط.