أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الإمارات ترحب، ضمن مشاركتها في قوات التحالف العربي في اليمن، بمحادثات السلام التي تبدأ في جنيف يوم غد (الخميس) برعاية الأمم المتحدة، مشيراً إلى حضها كذلك جميع الأطراف اليمنية على المشاركة بشكل بنّاء في المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة.

وقال معالي الدكتور أنور قرقاش عبر حسابه على «تويتر» أمس: إن «معاناة اليمن في أعقاب الانقلاب الحوثي لا يمكن أن تنتهي إلا من خلال عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة».

وأشاد معاليه بالجهود التي بذلها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، معتبراً أن جهوده هذه كانت المحرك وراء المشاورات التي سيتم عقدها يوم غدٍ الخميس، مشدداً على أن استخدام التحالف العربي للقوة العسكرية الشرعية يهدف دائماً إلى دعم الحل السياسي وقرار مجلس الأمن رقم 2216. واختتم وزير الدولة للشؤون الخارجية قائلاً: «هناك طريق طويل لنقطعه، لكن جنيف يمكن أن تحقق نتيجة أقرب».

وفي تغريدة لاحقة قال معاليه «نحن نستذكر الرابع من سبتمبر وشهادة كوكبة خيرّة من أبنائنا وشهداء التحالف العربي البواسل، نسترجع تلك الأيام الصعبة إنسانياً والتفاف القيادة والشعب حول الوطن ورسالته، لم تكسرنا المِحنة بل زادتنا قوة وعززت الشعور بأن مكان الإمارات الطبيعي مع إخوانها ومسؤوليتها استقرارنا المشترك».

حسن النيّة في اليمن، قال الكاتب الصحفي، أديب السيد، إن مشاورات جنيف مهمة إذا توفرت حسن النية ولاسيما لدى الحوثيين. وأضاف أن السلام الحقيقي يبدأ من خلال موافقة الحوثيين على إطلاق سراح الأسرى ولا سيما وزير الدفاع محمود الصبيحي، وقيادات الأحزاب السياسية الذين ما زالوا مغيبين في السجون.

بدوره، قال الباحث السياسي أنيس الشرفي، إن محادثات جنيف تمثل فرصة جديدة للخروج بحل سياسي، في حال استجاب الحوثيون لصوت السلام ووافقوا على تنفيذ القرارات الدولية وأفرجوا عن الأسرى. وأضاف أن هناك مستجدات أفرزتها الحرب الأخيرة ويجب على المبعوث الدولي أن يأخذها بعين الاعتبار حتى يكتب للمفاوضات النجاح.

وفي المنامة، أكد الكاتب والمحلل السياسي سعد راشد على أهمية الحل السياسي في اليمن، والذي يستند إلى مرجعيات معروفة وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

وقال راشد لـ«البيان» إن جدوى الحل السياسي لأي قضية يكون مبنياً على توافق جميع الأطراف، إلا أن الحوثيين بجميع المبادرات كانوا يراوغون ويتهربون من أي تسويات، وهذا الأمر قد جعل الحل السياسي غير ممكن. وأضاف أن «جهود قوات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، كانت ولا تزال تحض على الحل السياسي».

من جهته، رأى المحلل العسكري والاستراتيجي أحمد مسعود، أن الحل السياسي باليمن بات أمراً مهماً. وقال إن «الآمال معقودة على الحل السياسي»، مشيراً إلى إمكانية «نجاح ملف إطلاق سراح الأسرى كخطوة أولى لمعالجة ملفات أخرى».

بدوره، قال الكاتب بالشأن السياسي علي الجزاف، إن «هنالك ترقباً عالمياً للنتائج التي ستسفر عنها محادثات السلام بين الأطراف اليمنية التي تشهدها مدينة جنيف يوم الخميس المقبل، ونتطلع جميعاً لحل الأزمة اليمنية عبر المفاوضات السياسية».

وأوضح أن جميع الأطراف اليمنية مطالبة بضرورة المشاركة بشكل فعال وبناء في عملية الأمم المتحدة، وترجمة الجهود التي تبذل من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث وفريقه إلى واقع ملموس، من أجل تعزيز فرص السلام واحترام الشرعية اليمنية والتفاف الجميع حولها.

في العاصمة الأردنية عمّان، أكد الخبير الاستراتيجي، د. أيمن أبو رمان، على أهمية التوصل إلى حل سياسي في محادثات جنيف، وفي حال نجحت الأطراف في بناء الثقة، فهذا يعد حالة استباقية وطريقة ذكية من قبل التحالف العربي من أجل قطع الطريق على الأيدي الإيرانية، وإيقاف مخططاتها في المنطقة.

وأشار إلى عقبات كثيرة أمام التوصل إلى صيغة تفاهم، بينها أن الحوثيين في كل خطوة يقبلون عليها تكون إيران على علم بها.

ظروف مختلفة

عبر الكاتب الصحفي، جهاد أبو بيدر، عن اعتقاده أن المشاورات تختلف هذه المرة عن المرات السابقة، قائلاً إن «المؤشرات تظهر أنّ المرة الثالثة ستكون مختلفة عما سبقها بسبب اختلاف الظروف، وما حققته القوات اليمنية مدعومة بالتحالف العربي سيكون راسخاً في ذهنية الحوثيين، فالخسائر التي لحقت بهم كبيرة، إضافة إلى أنّ إيران تعاني من احتجاجات داخلية وانهيار في اقتصادها، علاوة على الضغوط الدولية عليها».

وأضاف أن «من المهم أن يضع الحوثيون نصب أعينهم مصلحة اليمنيين واليمن الذي واجه الكثير وقدم الكثير في سبيل مشروع إيراني».