أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن التعطيل الحوثي المتعمد لمشاورات جنيف متوقع ولا يبشر بالخير، في وقت أشاد المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بالانخراط الإيجابي للتحالف العربي والحكومة اليمنية في المشاورات التي تواجه «مشكلات مفتعلة» من قبل ميليشيا الحوثي الإيرانية، في وقت أكدت الشرعية أنها لن تنتظر إلى ما لا نهاية.
وكتب معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدة على تويتر: «التعطيل الحوثي المتعمد لمشاورات جنيف متوقع في ظل مخاوفنا أن الجماعة تسعى إلى تخفيف الضغط المتنامي عليها ولا تسعى إلى حلّ للأزمة». وأضاف معاليه: «اليمن والمنطقة بحاجة إلى خريطة طريق سياسية وهذا التسويف لا يبشر بخير».
في الأثناء، عقد المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، أمس، أول اجتماع مع وفد الحكومة اليمنية برئاسة وزير الخارجية خالد اليماني، في جنيف. وقال بيان للمبعوث الخاص نشر على موقعه الرسمي، إنه يعرب عن أمله بحضور وفد الحوثيين من أجل الدفع بعملية السياسية قدماً.
وأوضح أن «الشعب اليمني، الذي يعيش في ظروف أمنية واقتصادية وإنسانية صعبة للغاية، يأمل في إيجاد تسوية سريعة للنزاع».
وعبّر غريفيث عن شكره للحكومة اليمنية «لانخراطها الإيجابي مع جهوده الرامية لإعادة إطلاق عملية السلام»، وأقر بالجهود التي بذلتها كل من حكومة اليمن، والتحالف العربي لتسهيل انعقاد هذه المشاورات. وشدد مجدداً على أهمية التوصل لحل سياسي شامل للنزاع في اليمن، وقال: «ندرك التحديات المرتبطة بإحضار الأطراف معاً إلى جنيف، لا سيما بعد مرور عامين على آخر لقاء بينها».
عدم جدّية
إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، إن ميليشيا الحوثي ليست جدية في المشاركة بمشاورات جنيف. وأضاف المالكي في اتصال هاتفي مع قناة «العربية» أن التحالف يدعم الجهود المبذولة على المستوى السياسي في اليمن. وملتزم بتقديم كل التسهيلات لإنجاح الجهود السياسية في اليمن.
من جهته، كشف وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، أن خلافات بين الحوثيين تحول دون مجيئهم للمشاورات في جنيف. وقال اليماني رداً على سؤال لـ «العربية»: «لن ننتظر الحوثيين إلى ما لا نهاية في جنيف». وأوضح قائلاً: «سنقرر بقاءنا من عدمه في المباحثات خلال ساعات».
وأكد اليماني أنه «لم نعطِ أي مهلة أو إنذار للطرف الآخر، هذا من مهمة المبعوث الأممي»، مارتن غريفيث. وشدد على أن «طائرة الأمم المتحدة جاهزة في جيبوتي للانتقال إلى صنعاء، ونقل وفد الحوثيين»، معتبراً أن قضية نقل الجرحى «مشكلة مفتعلة».
شروط وابتزاز
ورفض وفد ميليشيا الحوثي الحضور، ووضع جملة من الشروط لابتزاز الشرعية والتحالف استمراراً لنهجها في إفشال كل مساعي إحلال السلام في اليمن.
وذكرت مصادر في فريق المفاوضين عن الشرعية لـ «البيان» أن الفريق الحكومي سيبلغ سفراء الدول الـ19 الراعية للسلام بما حدث من الفريق الانقلابي، وسيقرر مغادرة جنيف، ويحمل هذا الفريق المسؤولية الكاملة عن إفشال مساعي إحلال السلام واستمرار الحرب ومعاناة ملايين اليمنيين.
وأوضحت المصادر أن الميليشيا اشترطت الحصول على طائرة ركاب بسعة لا تقل عن 150 راكباً تحمل معها أعضاء في الجماعة وآخرين مجهولين تقول إنهم جرحى وعالقون، كما تشترط أن يغادر مع فريق المفاوضين العشرات من الأشخاص تدعي أنهم بحاجة للعلاج، فيما تشير مصادر سياسية إلى أن الميليشيا تريد تهريب خبراء من ميليشيا حزب الله الإرهابية.