تعيش ميليشيا الحوثي حالة من التخبط والانهيار داخل مدينة الحديدة خلال الأيام الأخيرة، بعد تمكّن قوات العمالقة من عزل مدينة الحديدة عن صنعاء، بسيطرتها على الكليو 16 شرق المدينة.
الانتصارات المتلاحقة التي تحققها القوات المشتركة، بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي في الساحل الغربي، أربكت مليشيا الحوثي، وخلطت عليها الأوراق، كونها لم تتوقع هذا الهجوم الشامل على مدينة الحديدة، بعد تعنت وفدها المفاوض وعدم سفره إلى جنيف.
حيث كانت تعتمد الميليشيا في الأساس على إطالة الحرب، مستغلة التساهل الدولي معها، وتوقف عمليات التحالف العربي في الحديدة، لإعطاء فرصة لعلمية السلام التي يقودها المبعوث مارتن غريفيث.
انتصارات
مراقبون سياسيون قالوا إن العمليات الأخيرة التي قادها التحالف العربي، براً وبحراً وجواً ضد المليشيا الحوثية، وحققت من خلالها انتصارات كاسحة، تجعل من السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها، أقرب من أي وقت مضى.
وأضافوا أن هذه العمليات أصابت مليشيا الحوثي بحالة من الإرباك والتخبط، انعكست على تصرفاتهم داخل المدينة، ولا سيما بعد خسارتهم لقيادات رفيعة في هذه المعارك.
تجنيد إجباري
تعرضت مليشيا الحوثي في الساحل الغربي إلى خسائر كبيرة، وتحولت معاركها هناك إلى معارك استنزاف لقياداتها وعناصرها، ما أثر في قدراتها القتالية، في ظل تراجع التأييد الشعبي لها في المناطق التي تسيطر عليها.
ومع اقتراب القوات المشتركة من مدينة الحديدة، وبعملية كبيرة ومفاجئة، لجأت المليشيا إلى التجنيد الإجباري بالقوة، وخطف الشباب من الأسواق والتجمعات الشعبية، والزج بهم في جبهات القتال.
الإعلامي وليد الرشيدي المرافق لقوات العمالقة، قال لـ«البيان»، إن مواطنين في المناطق التي تم تحريرها، تحدثوا عن قيام مليشيا الحوثي باختطاف أبنائهم للقتال معهم بالقوة. وأضاف أن قوات العمالقة تلقت بلاغات من مواطنين في الحديدة، يتحدثون عن اختفاء أولادهم وانقطاع الاتصال بهم منذ أكثر من أسبوع، وهو ما يرجح اختطافهم من قبل مليشيا الحوثي.
قطع الاتصالات
كما قامت ميليشيا إيران خلال الأيام الأخيرة، ومع اشتداد المعارك في محيط مدينة الحديدة، بقطع الاتصالات والإنترنت عن مدينة الحديدة والمديريات المجاورة لها.
وقال سكان محليون إن الميليشيا تعمدت قطع خدمة الإنترنت والاتصالات، حتى تحجب حقيقة الأحداث داخل المدينة، وتمنع نقل الانتهاكات التي يمارسها عناصرها ضد السكان المدنيين.
القطاع الصحي لم يسلم من اعتداءات الميليشيا الإيرانية، حيث أكدت مصادر طبية داخل مدينة الحديدة، عن قيامها بطرد المرضى من أبناء مدينة الحديدة، وتفريغها لصالح مجهودها الحربي، لاستقبال جرحاها وجثث قتلاها.
وأكدت المصادر أن تصرفات ميليشيا الحوثي، تنذر بكارثة داخل المدينة، في ظل إجبار الطواقم الطبية على العمل معها، وترك المرضى من المواطنين يواجهون مصيرهم في ظروف صعبة تعيشها المدينة، بالتزامن مع قيام المليشيا بقطع الكهرباء والماء والاتصالات عن المدينة.
منع المواطنين
تصرفات الحوثيين الانتقامية من السكان، دفعت الكثير من أبناء مدينة الحديدة إلى الرغبة في مغادرتها إلى المناطق المحررة جنوب مدينة الحديدة، إلا أن الميليشيا رفضت مغادرة السكان، وأغلقت المدينة، وزرعت الألغام في الطرقات والشوارع، لإعاقة خروجهم، بهدف اتخاذهم دروعاً بشرية، والمتاجرة بمعاناتهم الإنسانية.
هزيمة
يرى مراقبون ومحللون أن تصرفات مليشيا الحوثي الأخيرة في الحديدة، مؤشر على هزيمتها الساحقة، وتراجع قدراتها في الدفاع عن المدينة.
وقال المحلل السياسي أنيس الشرفي، إن تصرفات مليشيا الحوثي الأخيرة في مدينة الحديدة، سبق أن شاهدنها في عدن والمخا، حيث تلجأ قبل هزيمتها إلى نفس التصرفات، بقطع خدمات الإنترنت، واتخاذ السكان دروعاً بشرية، والقصف العشوائي للمناطق المحررة، وتفجير المرافق الحكومية والخدمية، ونسْب ذلك للتحالف العربي.
مهرجان
نظمت السلطة المحلية بمحافظة الجوف، أمس، مهرجاناً جماهيرياً لمساندة الجيش الوطني، وتعزيز دور السلطة المحلية في المناطق المحررة والوفاء للجيران.
وفي المهرجان قال المحافظ اللواء أمين العكيمي: «إن المهرجان يأتي دعماً لأبطالنا في الجبهات الذين يبذلون أرواحهم من أجل إعادة الشرعية والدولة التي خطفها الانقلابيون وصادروا حرية الشعب وكرامته واستباحوا الدماء والأعراض ووصل أذاهم إلى الأشقاء الكرام الذين ما عهد اليمن منهم إلا كل خير ونجدة، وقد أثبتت الأيام صدق هذا التوجه».
وأكد أنه لا يمكن لليمن أن يستقر وينهض بدون دولة قوية تحمي مواطنيها وجيرانها.. مضيفاً، «كما أننا اليوم لم يعد بمقدورنا الاستمرار بدولة ضعيفة أو القبول بكيانات خارج حسبان الدولة كونها تقود إلى التناحر والاقتتال الداخلي، وفي الأخير يقضي على كل جهود البناء والتحرير، ويتيح فرصاً كبيرة للجماعات الإرهابية وتجّار المخدرات وأصحاب الأفكار العفنة الذين يرغبون بأن تظل مناطقنا وحدودنا بدون سلطة قوية، يمارسون فيها هواياتهم الشريرة ويضرون دول الجوار». وأشار المحافظ إلى أن رفد الأبطال واستكمال تحرير محافظة الجوف أهم واجبات المرحلة، والتي يجب أن تشحذ لها الطاقات والجهود المادية والمعنوية.الجوف- وكالات
مصادرة
داهمت مجموعة من عناصر ميليشيا الحوثي عددا من المحال التجارية في محافظة ذمار غربي اليمن، وصادروا كميات كبيرة من الطبعة الجديدة للريال اليمني تقدر بالملايين. حسبما أبلغ مصدر في السلطة المحلية.
وقال المصدر إن أن الحملة الأمنية استهدفت مصادرة ملايين الريالات، وتوعد القائمون عليها باحتجاز من يثبت تعامله بها. يذكر أن الحكومة اليمنية لجأت أواخر عام 2016 إلى طباعة 400 مليار ريال عبر اتفاق مع شركة غوس زناك الروسية، لمواجهة العجز في السيولة النقدية الذي جعلها غير قادرة على دفع رواتب موظفي الدولة الذين يتجاوز عددهم مليونين ومئتي ألف موظف. عدن-وكالات