بدأت قوات التحالف العربي، أمس، عمليات عسكرية واسعة النطاق لتحرير الحديدة من عدة محاور، من قبضة ميليشيا الحوثي الإيرانية التي فقدت عناصرها قدرتهم على الصمود، وهربوا من الجبهات، وسط سقوط عشرات الحوثيين ما بين أسير وقتيل، بينهم قيادات، في ظل استسلام العشرات، مع دفع آلاف المقاتلين لتأمين المناطق المحررة في الحديدة والتصدي بكل حسم لمحاولات التسلل، وفيما أكد التحالف أن العمليات العسكرية تتم وفق خطط دقيقة تضمن سلامة المدنيين الذين تتخذهم الميليشيا دروعاً بشرية، واكبت دول التحالف عمليات التحرير بتوزيع المساعدات الإغاثية وتنفيذ المشروعات التنموية والخدمية.

وكشف العميد علي الطنيجي، قائد قوات التحالف العربي في الساحل الغربي لليمن، عن بدء عمليات عسكرية نوعية واسعة النطاق في اتجاه مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي وتحرير مدينة الحديدة من عدة محاور، وذلك بعد تعزيز تواجد القوات في منطقة الكيلو 16 وقطع أهم خطوط إمداد الحوثيين الرابط بين صنعاء والحديدة ومحاصرتهم داخل المدينة.

وأضاف الطنيجي أن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تواصل عملياتها العسكرية في الساحل الغربي لليمن بمشاركة قوات المقاومة اليمنية المشتركة من خلال خطط عسكرية استراتيجية مفاجئة لا تتوقعها عناصر الميليشيا التي باتت في انهيارات متلاحقة أمام تقدم القوات، حيث تتساقط مواقعها بشكل متواصل وسط هروب مسلحيها من جبهات القتال تاركين خلفهم عتادهم وأسلحتهم وقتلاهم، وذلك بعد السيطرة على مناطق استراتيجية في جبهة الحديدة وقطع خطوط إمدادهم.

وأشار إلى رفع الجاهزية القتالية لقوات المقاومة اليمنية المشتركة معززة بتسليح متطور ومتكامل استعداداً لتحرير ما تبقى من مديريات في محافظة الحديدة من قبضة ميليشيا الحوثي، مع الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة، حيث انتشرت القوات وتمركزت في مواقعها تأهباً لعمليات عسكرية كبرى تراعي في تكتيكها العسكري الحفاظ على أرواح المدنيين والبنى التحتية ودحر الميليشيا الانقلابية دون وقوع خسائر في صفوف المدنيين.

وقال قائد قوات التحالف العربي في الساحل الغربي لليمن: «إن العمليات العسكرية للتحالف العربي وقوات المقاومة اليمنية المشتركة في الحديدة أسفرت عن السيطرة على منطقتي الكيلو 7 والكيلو 10 وتعزيز تواجد القوات في منطقة الكيلو 16 مع قطع أهم خطوط إمداد الميليشيا الرابط بين صنعاء والحديدة وسط سقوط العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي الإيرانية ما بين أسير وقتيل بينهم قيادات ميدانية تعبوية وعملياتية في ظل استسلام العشرات من مسلحي الحوثي نتيجة تضييق الخناق عليهم في جبهات القتال كافة ما يفتح المجال أمام القوات للسيطرة على مواقع جديدة من قبضة الميليشيا».

خطط دقيقة

وأوضح أن العمليات العسكرية في محافظة الحديدة تتم وفق خطط دقيقة ومدروسة تضمن سلامة المواطنين اليمنيين وتجنب وقوع أي أضرار على المدنيين الذين تتخذهم ميليشيا الحوثي دروعاً بشرية لحماية عناصرها المهزومة في ساحات القتال، إضافة إلى استخدامهم المنشآت الحكومية والمدنية الخاصة بالمواطنين اليمنيين لأغراض عسكرية وتفخيخها بما يتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية كافة.

وقال الطنيجي إن «العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي في الحديدة أفقدت ميليشيا الحوثي قدرتها على الصمود والارتكاز ميدانياً مع فرار عناصرها من الجبهات وسط حالة من الانهزام والانكسار في صفوفها، حيث باتت عناصرها في انتظار هزيمة مدوية بجبهة الحديدة بعد التقدم المستمر للقوات والسيطرة على مواقع استراتيجية».

تخريب

ولفت إلى أن ميليشيا الحوثي دأبت على استهداف وتدمير مقدرات وممتلكات الشعب اليمني، ما يؤكد بشاعة مخططها وأغراضه التي لا تريد الخير لليمن ولا لأهله، مشيراً إلى أن قوات التحالف العربي رصدت ارتكاب عناصر ميليشيا الحوثي أعمالاً تخريبية في منطقة الكيلو 16 بالحديدة بعد هزائمهم الساحقة وتضييق الخناق عليهم ومحاصرتهم داخل المدينة، فيما تؤكد التحركات الهيستيرية لمسلحي الميليشيا تهاوي دفاعاتهم وتحصيناتهم والروح المعنوية الانهزامية التي باتت تسيطر عليهم.

ونوّه إلى أن قوات التحالف العربي ترصد كل تحركات ميليشيا الحوثي في جبهة الحديدة بما يسهم في إفشال عملياتهم العسكرية التي تستهدف تحقيق انتصارات وهمية لرفع الروح المعنوية لعناصرها المنهارة.

وأشاد قائد قوات التحالف العربي في الساحل الغربي لليمن بالدور الكبير لقوات ألوية العمالقة العاملة ضمن المقاومة اليمنية المشتركة، مشيراً إلى أنها سطرت ملاحم قتالية قل نظيرها ولقنت مسلحي الحوثي درساً قاسياً في القتال.

وأضاف أنه «تم الدفع بآلاف المقاتلين المدربين التابعين لقوات المقاومة اليمنية المشتركة لتأمين المناطق المحررة في الحديدة والتصدي بكل حسم لمحاولات التسلل اليائسة لعناصر الميليشيات ودحرهم في مواقعهم».

وقال الطنيجي، في ختام تصريحاته للوكالة أنباء الإمارات (وام)، إن دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تواكب عمليات التحرير بتوزيع المزيد من المساعدات الإغاثية وتنفيذ المشروعات التنموية والخدمية بهدف تحسين الأوضاع الإنسانية الراهنة في المناطق المحررة بمحافظة الحديدة ومساعدة المواطنين اليمنيين على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها جراء انتهاكات ميليشيات الحوثي.