أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن عبد الملك الحوثي تعوّد على ترديد الخطاب الطائفي المعتاد من المتاجرة بالقضية الفلسطينية إلى هجومه على أميركا، هروباً من أزمة اليمن التي هو المسؤول الأول عنها بمشروعه الطائفي واغتصابه للسلطة وانقلابه على الدولة.
وقال معالي الوزير قرقاش في تغريدة على «تويتر»: «في كلمته على قناة المسيرة، ردّد عبد الملك الحوثي الخطاب الطائفي المعتاد بحذافيره، من متاجرة بالقضية الفلسطينية، إلى هجومه على أميركا». وأضاف «الحقيقة أن الموضوع أبسط، فأزمة اليمن هو المسؤول الأول عنها بمشروعه الطائفي واغتصابه للسلطة وانقلابه على الدولة».
في الغضون، فرضت ميليشيا الحوثي الإيرانية، جبايات ورسوماً جديدة على البضائع القادمة إلى العاصمة اليمنية صنعاء، فيما واصلت محاربة اليمنيين في قوتهم مانعة وصول المواد الغذائية إلى الحديدة مع تقدّم قوات الشرعية نحو المدينة.
وقالت مصادر تجارية إن الحوثيين أصدروا أوامر للنقاط الجمركية التي استحدثوها في مداخل صنعاء، بعدم السماح بدخول أي شاحنات تحمل بضائع، إلا بعد أن تدفع الرسوم الجديدة المفروضة عليها، وهي الرسوم التي رفضها التجار.
وقالت المصادر إن الرسوم التي فرضتها ميليشيا إيران ستنعكس سلباً على المدنيين في صنعاء، حيث إن تلك الرسوم ستجعل التاجر يضطر لمضاعفة سعر البضاعة لتعويض خسارته.
ولذا اتفق التجار على أن يوقفوا استيراد المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية حتى تتراجع ميليشيا الحوثي عن قرارها.
ويأتي قرار الحوثي بفرض رسوم جديدة على البضائع، في ظل أزمة خانقة في المشتقات النفطية تشهدها العاصمة صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، حيث بدت شوارع العاصمة خالية من المركبات.
واستغلت الميليشيا أزمة المشتقات النفطية لرفد خزينتها الخاصة من خلال قيام تجارها ببيع المشتقات في السوق السوداء بأسعار خيالية، إذ وصل سعر «غالون» الديزل سعة 20 لتراً إلى 20 ألف ريال، فيما بلغ سعر الغالون من البنزين إلى 14 ألف ريال في السوق السوداء، وهي مبالغ كبيرة جداً بالنسبة لليمنيين.
وأوضحت مصادر محلية بصنعاء أن ميليشيا الحوثي فتحت بعض محطات الوقود وسط زحام شديد وطوابير طويلة للسيارات والدراجات النارية، في انتظار دورهم لتعبئة سياراتهم ودراجاتهم.
كما تشهد العاصمة صنعاء أزمة أخرى بانعدام مادة الغاز المنزلي التي وصل سعر الأسطوانة الواحدة منها إلى 7000 ريال، وقد أغلقت أغلب محال بيع الغاز أبوابها منذ أيام.
لقمة العيش
وتكررت انتهاكات ميليشيا الحوثي وتنوعت بين التعذيب والاعتقال والاختطاف وتدمير المنازل وتجنيد الأطفال، إلى أن وصلت هذه المرة إلى خبز اليمنيين ولقمة عيش المدنيين في محافظة الحديدة.
فقد منعت ميليشيا الحوثي الإيرانية دخول شاحنات الدقيق إلى مدينة الحديدة، على الساحل الغربي لليمن، في محاولة لخلق أزمة غذائية في المدينة، التي تشهد عملية عسكرية واسعة ضد المتمردين.
ونقلت «سكاي نيوز عربية» عن مصادر قولها إن الحوثيين منعوا دخول شاحنات محملة بالدقيق كانت متجهة إلى مخابز مدينة الحديدة، في إطار محاولاتهم الضغط على المدنيين للعمل في صفوفهم.
ويحاول المتمردون في الحديدة استغلال حاجات المدنيين الأساسية في مواجهاتهم مع قوات دعم الشرعية، لا سيما بعد أن ضيقت الأخيرة الخناق عليهم في معظم أنحاء المدينة في الآونة الأخيرة.
وقد سبق للمتمردين الحوثيين أن استخدموا المدنيين في الحديدة دروعاً بشرية، وتحصنوا بالأحياء السكنية، وطلبوا منهم تجنيد أبنائهم في صفوف الميليشيا المدعومة من إيران.
ورفض عدد من وجهاء الحارات في الحديدة لقاء محمد عياش قحيم، محافظ المدينة المعين من الانقلابيين، وقدموا استقالتهم من مهامهم بعد إجبارهم على حشد أبنائهم للقتال في صفوفهم.
وقالت مصادر يمنية إن ميليشيا الحوثي سحبت من وجهاء الحارات الأختام التي يستخدمونها بشكل يومي في تسيير معاملات السكان، بعد رفضهم لمطالب الحوثيين بالقتال في صفوفهم.
عسكرياً
في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات متقطعة بين قوات دعم الشرعية في اليمن وميليشيا الحوثي الإيرانية في مدينة الحديدة، في حين حلقت طائرات التحالف العربي بكثافة فوقها، ليلة الخميس.
وأفادت مصادر بأن الاشتباكات بين ألوية العمالقة وميليشيا الحوثي الموالية لإيران، تركزت في الأطراف الجنوبية والشرقية لمدينة الحديدة. وقصفت قوات العمالقة بالمدفعية، مواقع وتجمعات الحوثيين في محيط منطقة الكيلو 16، كما دارت مواجهات ليلية متقطعة في الأطراف الجنوبية للمنطقة.
وكانت ألوية العمالقة قد أعلنت عن إرسال تعزيزات جديدة إلى أطراف مدينة الحديدة، وحلقت مقاتلات التحالف العربي بكثافة فوق المدينة، واستهدفت مواقع للمتمردين في أطراف مديرية الدريهمي.
ويأتي هذا التطور في وقت واصلت ميليشيا الحوثي الإيرانية قطع عدد من الشوارع الرئيسية داخل مدينة الحديدة واستحداث متارس عسكرية في تلك الشوارع.
وذكرت مصادر في المدينة أن الميليشيا أغلقت عدداً من الشوارع الرئيسية بسواتر ترابية، كما أقامت سواتر إسمنتية في بعضها، بالإضافة إلى حفر خنادق في تلك الشوارع.