قال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن هناك بُعداً إيرانياً في أزمة اليمن لم يكن موجوداً في الأزمات السابقة، مشيراً إلى أنه لن نسمح بتكوين ميليشيا حزب الله جديدة في اليمن، وهذا خط أحمر.

وأضاف في حوار مع «بي بي سي عربي»، أمس، أن ميليشيا حزب الله في لبنان تكونت بدعم إيراني مباشر، موضحاً أن تدخل الميليشيا في اليمن هو امتداد لمحاولات النظام الإيراني المستمرة لزعزعة استقرار المنطقة.

وتابع قرقاش أن آخر ما تسعى إليه الميليشيا الانقلابية والإرهابية في اليمن هو الوصول لحل سياسي للأزمة، الأمر الذي دلل عليه مشهد مشاورات السلام الأخيرة في جنيف.

وكشف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنه منذ انطلاق عاصفة الحزم في اليمن مارس 2015 قام التحالف العربي بالإبقاء على خطوط الاتصال مفتوحة مع حزب المؤتمر في اليمن، بزعامة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

وقال: «الاتصالات مع حزب صالح لم تنقطع، لرؤيتنا أن العلاقات بينه وبين ميليشيا الحوثي غير طبيعية ولم تكن لتدوم أبداً وستنتهي بمأساة».

وأشار إلى أن اليمن عانى تاريخياً من عدم الاستقرار، مشيراً إلى أن الإمارات كانت دوماً داعمة للتنمية والاستقرار في اليمن.

وتابع: «الدول الخليجية تريد للدوحة أن تعود جزءاً أساسياً من النسيج الخليجي، لاسيما أن المكان الحقيقي للدوحة بين جيرانها الخليجيين، وأن دعوات الغرب المستمرة لإنهاء الأزمة نابعة من الحرص على مصالحه؛ لأن وجود أزمة في منطقة الخليج أمر غير مألوف بالنسبة له»، مبدياً اعتقاده بأنه «بعد تدخله في الأزمة أدرك مدى عمقها، خاصة أنها متعلقة بدعم التطرف والإرهاب، وتقويض أمن واستقرار المنطقة».

وأضاف قرقاش أن الدوحة وراء فشل المبادرة الكويتية، لرفضها الاعتراف بما تقترفه بحق جيرانها الخليجيين، وأن الرباعي العربي لم يبالغ بقائمة المطالب الـ13؛ لأنه أعلن منذ البداية أنها مطالب تفاوضية، وأنه أمام هذا الرفض القطري تلاشت فرص الحوار الحقيقي الذي يستهدف ردم هوة عدم الثقة.

وأوضح: «الإمارات ليست ضد أن تكون لكل دولة سياسة خارجية مستقلة، شريطة ألا تسبب الضرر لدول الجوار أو المنطقة، كما أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن الصبر السعودي تجاه ما تفعله قطر طال بصورة كبيرة، خاصة أنه كانت هناك دلائل تؤكد تورط قطر مع سبق الإصرار والترصد في مخططات ضد جيرانها الخليجيين، على الرغم من أنها ليست بمعزل عن الخليج».

وأكد أن الإمارات ليست لها سياسة مستقلة تجاه القضية الفلسطينية، وأنها ضمن الإجماع العربي، وفي خندق واحد مع باقي الدول العربية، مشيراً إلى أن هناك التزاماً تجاه غزة، وتجاه وحدة الصف الفلسطيني، نافياً ما يردده البعض من وجود تقارب مع حركة حماس، لافتاً إلى أنه لا يعني السعي نحو وحدة الصف الفلسطيني أن يكون هناك تقارب مع حماس، متابعاً: «هناك أمور أخرى يجب وضعها في الاعتبار منها أن أطراف من حماس أدوات لإيران».

وشدد على أنه لم يعقد مسؤول إماراتي أية اجتماعات مع الجانب الإسرائيلي، مبدياً اندهاشه من ترويج الدوحة لمثل هذه الادعاءات، رغم مجاهرة النظام القطري بالاجتماعات التي يعقدها مسؤولوه مع الإسرائيليين.

وحول الشأن السوري، قال قرقاش إن هناك إجماعاً دولياً على ضرورة تجنيب إدلب كارثة إنسانية جديدة، وإن الإمارات سعت في هذا الاتجاه عبر التواصل مع الجانب الروسي وحثه على ضرورة التهدئة، وعدم اللجوء للتدخل العسكري، وبالفعل تمكنت الجهود الدولية من تجنيب المدينة المزيد من إراقة الدماء.