تزداد يوماً بعد الآخر معاناة الشعب اليمني، نتيجة الانقلاب الذي فرضته ميليشيا الحوثي، وسيطرتها على مقدرات الدولة وإدخال البلاد في أتون حرب دمرت الاقتصاد، وساهمت في تراجع وتردي الخدمات، وهو ما انعكس بشكل مباشر على حياة الناس في عموم اليمن.

دولة الإمارات تواصل دعمها الإنساني في اليمن، بهدف التخفيف من معاناة الشعب اليمني ،وعلى كافة الأصعدة والمستويات، وفي جميع المحافظات اليمنية ،بما فيها التي تخضع لسيطرة ميليشيا الحوثي.

ومطلع العام 2018 تم في العاصمة عدن تدشين عام زايد بعدد من المشاريع التنموية والخدمية لخمس محافظات محررة، وذلك ضمن التدخل الإماراتي المساند للشعب اليمني.

وتوزع الدعم على قطاعات التعليم والكهرباء والماء والصحة، بالإضافة إلى استمرار أعمال الإغاثة الإنسانية والطبية في عموم المحافظات المحررة.

الدعم الكبير والمستمر لكافة القطاعات، جعل من دولة الإمارات أكبر مانح لليمن ،حيث حلت في المركز الأول عالمياً بصفتها أكبر دولة مانحة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب اليمني الشقيق لعام 2018 كمساعدات بتنفيذ مباشر، وذلك وفقاً لتقرير أصدرته خدمة التتبع المالي «FTS» لتوثيق المساعدات في حالات الطوارئ الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، الذي يعكس حجم المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن من الأول من يناير إلى الأول من أكتوبر 2018..

الحديدة أولوية

محافظة الحديدة وباقي مناطق الساحل الغربي مثلت أولوية لدولة الإمارات، نتيجة الأوضاع الصعبة التي تمر بها المحافظة، بسبب استمرار العدوان الحوثي على هذه المناطق، وحصاره للسكان واستخدامه لهم دروع بشرية.

إذ بلغت قيمة المساعدات الخارجية الإماراتية إلى محافظة الحديدة اليمنية منذ 20 يونيو ولغاية 20 سبتمبر 2018 مبلغ 312 مليون درهم، ما يعادل/‏84,9 مليون دولار أميركي.

شمل الدعم تقديم أكثر من 60 ألف سلة غذائية في 45 منطقة في الحديدة، واستفاد منها قرابة 500 ألف شخص.

بالإضافة إلى دعم المياه عبر مشروع سقيا الإمارات، يتضمن حفر 23 بئراً ارتوازية ومحطة وخزانات مياه ،وإجمالي المشاريع يصل إلى 28 مشروعاً.

كما خصصت سلسلة من المخابز ،وافتتحت أول 4 في الخوخة لتوفير الخبز المجاني للمواطنين من أبناء هذه المناطق والنازحين من مدينة الحديدة ومناطق الاشتباك.

وفي القطاع الصحي ،تم تأهيل مستشفى الخوخة الجراحي،ومستشفى الدريهمي ودعم مستشفى التحيتا الريفي، بالإضافة إلى توفير عيادات طبية متنقلة للخدمات الطبية لعدد من المناطق في محافظة الحديدة.

كما دعمت دولة الإمارات تأهيل موانئ الصيادين ،لتطبيع الحياة في المناطق المحررة ،وتم إطلاق أول ميناء في الخوخة ،ليساهم في تخفيف معاناة المواطنين الذين يعتمدون بشكل أساسي على البحر كمصدر رزق.

وفي القطاع التعليمي تم التجهيز للموسم الدراسي عبر دعم 14 مدرسة في الساحل الغربي بمواد الدراسة وتوفير الطاقة الشمسية للمدارس.

كما تم تأهيل المركز الصحي في الخوخة وموزع وحيس ،وتأهيل مركز الأمومة والطفولة في الخوخة، وتأهيل وتجهيز المستشفى الميداني في الدريهمي ،الذي يساهم في علاج ضحايا الألغام والقصف العشوائي لميليشيا الحوثي على القرى والعزل في محيط مدينة الحديدة.

كما شمل الدعم الإماراتي بناء مستودع في مستشفى المخا ،وصيانة المستشفى وتزويده بالمعدات الطبية.

وفي قطاع الكهرباء تم تأهيل وتشغيل محطة الخوخة لتوليد الكهرباء وإمدادها بالوقود لمدة سنة وصيانة، كما تم تأهيل شبكة الكهرباء في القرى المحيطة بالخوخة ،وتوريد مولدات كهرباء للخوخة.

أسهمت هذه الجهود المستمرة في التخفيف من معاناة الآلاف من أبناء مناطق الساحل الغربي، وكانت دولة الإمارات سنداً وعوناً لهم ،وباتت المناطق المحررة مثل المخا والخوخة وحيس نموذجاً للاستقرار الأمني، وعودة المواطنين لممارسة حياتهم ،بعد أن ظلوا لأكثر من ثلاث سنوات يخضعون لحصار الميليشيا ومنعهم من الصيد والزراعة.