أطلقت القوات المشتركة، أمس، عملية عسكرية واسعة لتحرير وتطهير الحديدة من سيطرة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، حيث باغتت الميليشيا من الشرق والجنوب، في وقت مهّد طيران التحالف العربي للهجوم بغارات مكثفة استهدفت تحصينات ومخابئ ومواقع قناصة الميليشيا الحوثية في المناطق المستهدفة، وأدت العمليات إلى محاصرة بوابة جامعة الحديدة، والسيطرة على نقطة كيلو 16 ومعسكر الدفاع الجوي شرق الحُديدة وسط انهيار كبير في صفوف الانقلابيين مع مقتل 180 عنصراً وأسر العشرات، بينما توسَّعت القوات في حصار مسقط رأس زعيم ميليشيا الحوثي في محافظة صعدة، كما أعلنت قوات الشرعية أنها توسَّعت في حصار مسقط رأس زعيم ميليشيا الحوثي في محافظة صعدة بالتزامن مع تحرير عدد من المواقع والمرتفعات في مديرية الملاجم بمحافظة البيضاء.

ذكر العميد صادق دويد، ناطق باسم المقاومة الوطنية، في بيان، بدء عملية تحرير مدينة الحديدة من قبل المقاومة اليمنية المشتركة. وأشار قائلاً: «‏بسم الله.. أسندت إلى ألوية المقاومة المشتركة عملية تحرير مدينة الحديدة».



غارات مكثفة

وأوضح مصدر لـ«البيان» أن طيران التحالف العربي مهَّد للهجوم بغارات مكثفة استهدفت تحصينات ومخابئ ومواقع قناصة الميليشيا الحوثية في المناطق المستهدفة، فيما تقدمت وحدات الاقتحام من ألوية العمالقة مسنودة بمروحيات الأباتشي ومدفعية المقاومة المشتركة، وخاضت مواجهات عنيفة كبدت الميليشيا الحوثية 180 قتيلاً وعشرات الجرحى وأسر أعداد أخرى، ولاذ البقية بالفرار إلى داخل الأحياء السكنية، ولا تزال المواجهات على أشدها قرب البوابة الغربية لجامعة الحديدة وسط حالات إرباك كبيرة في صفوف الميليشيا، ولفت الإعلام العسكري إلى أن عناصر الميليشيات الحوثية تمركزت داخل مستشفى الثورة وجامعة الحديدة ومنازل اليمنيين متخذين من المدنيين دروعاً بشرية.

وقالت مصادر لـ«البيان» إن العملية العسكرية بدأت بمباغتة الميليشيا في الأطراف الجنوبية والشرقية بمدينة الحديدة غربي اليمن، وذكرت أن المعارك تدور بين القوات المشتركة المدعومة من التحالف وبين الحوثيين في المناطق القريبة من جامعة الحديدة وفي منطقة كيلو 10 ومنطقة كيلو 16 جنوبي الحديدة، حيث تم تحرير نقطة 16 كيلو وتحرير معسكر الدفاع الجوي شرق الحديدة، فيما نفذت الطائرات الحربية للتحالف غارات مكثفة تركزت في المناطق القريبة من المواجهات في منطقة كيلو 16 بطريق صنعاء والحُديدة.

معارك شرسة

وأفادت مصادر ميدانية في ألوية العمالقة المشاركة في العملية بأن قوات الجيش اليمني تخوض في الأثناء أشرس المعارك مع العناصر الانقلابية في منطقة كيلو 10، وتقترب من السيطرة على كامل منطقة كيلو 16. وأكدت أن قوات الجيش من ألوية العمالقة والمقاومة التهامية تتقدم بصورة متسارعة ويجري تمشيط كامل المواقع التي سقطت في كيلو 16 وتأمينها وتطهيرها من الألغام المزروعة بكثافة.

وأوضحت أن المعارك الآن على أشدها بالقرب من قوس النصر البوابة الشرقية لمدينة الحديدة، وتقدمت قوات المقاومة المشتركة في محورين: الأول في الطريق الساحلي من دوار المطار صوب البوابة الغربية لجامعة الحديدة، والثاني في الخط الواصل بين كيلو 10 وكيلو 16 بين الحديدة وصنعاء.

تراجع الميليشيا

وبحسب المصادر لـ«البيان»، فقد «تراجعت ميليشيا الحوثي باتجاه نهاية سور منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث تدور الاشتباكات باتجاه جامعة الحديدة ودوار المطار وتشارك فيها الأباتشي التابعة للتحالف لتصل إلى أحياء الربصة وبالقرب من مستشفى الثورة وعلى امتداد الطريق الساحلي».

وفي جنوبي المدينة، تشهد منطقة كيلو 10 (طريق دولي يربط صنعاء بالحديدة)، اشتباكات عنيفة وصولاً إلى جنوب غربي كيلو 16، حيث يشارك فيها طيران التحالف بكثافة.

وشنت مقاتلات التحالف خلال الساعات الأخيرة أكثر من 20 غارة جوية في محيط كيلو 16 وصولاً لقوس النصر، بحسب المصدر الذي أشار إلى أن «ميليشيا الحوثي لجأت إلى إشعال الإطارات بكثافة في محاولة لحجب الرؤية عن الطيران».

من جهة أخرى أكد مصدر عسكري ووصول قوات نوعية متخصصة في قتال الشوارع، تمهيداً للتعامل مع الميليشيا داخل مدينة الحديدة الساحلية.

قصفت طائرات الأباتشي التابعة للتحالف أهدافاً على طول الطريق الرئيس للكيلو 10 وصولاً لمحطة عبدالله فاضل في الكيلو 14، فيما تستمر المواجهات على جانبي الطريق وتعد الأشد منذ وصول القوات المشتركة للمنطقة. من جهة أخرى، قتل مدني وأصيب أربعة آخرون، بينهم طفلتان، إثر سقوط قذائف أطلقها الحوثيون على أحياء سكنية، جنوب غربي مديرية التحيتا جنوبي محافظة الحديدة. وقالت مصادر محلية وطبية إن قذائف أطلقها الحوثيون على حي سكني، أدت إلى مقتل شخص وإصابة شقيقه، وإصابة طفلتين شقيقتين من أسرة أخرى.

استعادة مواقع

في الأثناء، استعادت قوات الجيش اليمني في محور البيضاء، أمس، السيطرة على عدد من المواقع في المرتفعات الاستراتيجية بمديرية الملاجم شرقي البيضاء.

وقالت مصادر ميدانية إن أبطال الجيش اليمني حرّروا جبال صوران وكبار ودير وشعب باحواص في منطقة فضحة بالملاجم. وأفادت المصادر بأن قوات الجيش شنت عملية هجوم واسعة على تلك المناطق التي تم استعادتها والتي كانت الميليشيا الانقلابية تسيطر عليها.

وفي الأثناء أكدت المصادر أن قوات الجيش الوطني تواصل تقدمها باتجاه مفرق وعالة في منطقة فضحة. بموازاة ذلك دكت مدفعية الجيش الوطني مواقع تمركز ميليشيا الحوثي في ظهر البياض ومفرق وعاله. وبحسب المصادر فإن ميليشيا الحوثي تكبدت عشرات القتلى والجرحى في صفوف مقالتيها.

في غضون ذلك، استهدفت مقاتلات الجو التابعة للتحالف العربي بعدد من غاراتها تعزيزات للميليشيا كانت في طريقها لتعزيز صفوف مقاتليها. وقالت المصادر ذاتها إن الغارات أسفرت عن تدمير تعزيزات الميليشيا بالكامل بما فيها عربة بي إم بي وعدد من الأطقم القتالية إضافة إلى مصرع كافة العناصر.



حصار

من جهة أخرى أعلنت قوات الشرعية أنها توسَّعت في حصار مسقط رأس زعيم ميليشيات الحوثي في محافظة صعدة وأن معارك ضارية تدور هناك بين الجانبين. وذكر قائد اللواء الثالث عروبة العميد عبدالكريم السدعي أن أفراد الميليشيا في منطقة مران أصبحوا محاصرين تماماً، بعد توغل قوات الشرعية في جميع المناطق والوديان، ولَم يبق للميليشيا سوى طريق واحد لإرسال الإمدادات.

اقرأ أيضاً:

الجيش اليمني يسيطر على المدخل الشرقي للحديدة وانهيار ميليشيا الحوثي

ساعة الحسم تقترب في الحديدة

طلائع «العمالقة» تصل إلى مشارف الحديدة

الحوثي يُصادر لقمة العيش من سكان الحديدة