أجمع محللون أردنيون أن الانشقاقات في الصف القيادي الأول لميليشيا الحوثي الإيرانية، هو ناتج عن عدد من المعطيات من أهمها الانتصارات التي تحققها قوات التحالف العربي في الحديدة.

إضافة إلى أثر العقوبات الأميركية على إيران، وأن الحوثيين باتوا أمام مأزق حقيقي ولا بد من التفاوض مع الشرعية من أجل التوصل لحلول سياسية.

انشقاق وزير التدريب الفني والتعليم المهني في حكومة الحوثي محسن النقيب، هو الانشقاق الثاني في الميليشيا بعد وزير الإعلام عبدالسلام جابر. وقد برر النقيب هذه الخطوة برفضه الدائم لسياستهم وتدخلاتهم في عمله، وحتى لا يكون شريكاً في أعمالهم الكارثية التي يقومون بها.

شاهد كبير

ووصف المحللون هذه الانشقاقات بالشاهد الكبير على الجرائم التي قام بها الحوثي، وأودت إلى مآسٍ يعيشها الشعب اليمني، فالحوثي اليوم أمامه فرصة للعودة إلى طاولة المفاوضات التي تسعى لها الأمم المتحدة من خلال المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث.

بداية النهاية

وأوضح عضو مجلس النواب الأردني، النائب عواد الزوايدة أن الانشقاقات هي بداية التصدع الحقيقي في صف الحوثيين، فقد أصبح واضح للعيان أن الرجوع للشرعية هو الخيار الأصح والطريق الأفضل للدولة والشعب اليمني. هذه الانشقاقات لا تعد وليدة الصدفة، بل هي نتاج الجهود التي يبذلها التحالف العربي في تحجيم الحوثي.

وأردف قائلاً: «أيضاً ما يحدث هو نتيجة العقوبات الأميركية على إيران، فالإمدادات المقدمة للحوثي تقل يوماً بعد يوم، ليصبح الشأن الداخلي الإيراني في المرتبة الأولى لدى إيران. فعلياً الخناق قد ضاق عليهم وعلى تنظيماتهم، وهذا بدوره سينعكس عليهم ويزيدهم ضعفاً».

لا خيار

وأكد الخبير في الشأن الإيراني، د. نبيل العتوم أن هنالك مناشدات إيرانية للتنظيمات والمخالب الإيرانية في المنطقة من أجل اتباع سياسية الاعتماد على النفس، فالعقوبات الأميركية أثرت على دعم إيران للحوثيين.

وفي ظل سعي الولايات المتحدة إلى تصفير صادرات النفط بمعدل مليون برميل على أقل تقدير، والاستثناء المقدم لثماني دول إلى حين ترتيب أوضاعها، هذا كله يشكل عبئاً كبيراً على إيران ووكلائها في المنطقة.

وتابع: في المقابل أيضاً فالانتصارات التي حققتها قوات التحالف العربي خاصة الانتصارات في الحديدة، جعل من القيادات تنشق نتيجة زيادة الضغط، وبالتالي لا خيار أمامها سوى الاستسلام والجلوس إلى طاولة المفاوضات، علاوة على الجهود الدولية لحل الأزمة في اليمن، فالمطالبات تتصاعد لوضع حد للسلوك الحوثي وما آلت إليه الأوضاع الإنسانية.

حائط مسدود

ويدعم الإيرانيون الحوثيين في المجال التسليحي من خلال انتقال عناصر من قادة الحرس الثوري الإيراني المتخصصين في السلاح الصاروخي، إضافة إلى ميليشيا من حزب الله. هذه السياسية باتت أمام حائط مسدود، ولا مفر من إيجاد حلول سياسية.