أعلن مسؤولون يمنيون أن ميليشيا الحوثي الإيرانية، تحت وطأة الهزائم التي تلقتها، عرضت الانسحاب من ميناء الحديدة، في مراوغة جديدة لتخفيف الضغط عنها، خاصة أن ما عرضوه لا يشمل الانسحاب من المدينة بأكملها.
وذكروا في تصريحات لـ«البيان» أنه بعد أن وصلت القوات المشتركة إلى مسافة 4 كيلومترات من ميناء الحديدة، استنجدت الميليشيا بالمبعوث الدولي مارتن غريفيث وأبدت استعدادها للانسحاب من الميناء ووضعه تحت إشراف الأمم المتحدة، كما عرضوا الانسحاب من شوارع مدينة الحديدة وليس الانسحاب من المدينة بشكل كامل، وهو ما ترفضه الشرعية.
ووفق ما أكده المسؤولون اليمنيون، فإنه نتيجة مطالبات دولية تم القبول بتعليق العمليات العسكرية لفترة محددة من أجل إتاحة المجال أمام المبعوث الدولي والدول الراعية للتسوية لإرغام الميليشيا على الانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة، وإلا فإن القوات المرابطة في المدينة سوف تستأنف العمليات العسكرية وتستعيدها بالقوة.
وبشأن المخاوف من أن يكون ذلك فرصة للميليشيا الإيرانية لتعزيز وإعادة ترتيب صفوف مقاتليها المنهارين، أوضح المسؤولون أن الوضع يختلف اليوم عما كان عليه في يونيو الماضي، حيث كانت القوات المشتركة في المدخل الجنوبي من المدينة، لكنها اليوم تغلق المداخل الشرقية والجنوبية وباتت على مقربة من المدخل الشمالي، وهو المدخل الوحيد الذي توجد فيه الميليشيا، وبإمكان هذه القوات، وبإسناد من قوات التحالف ومقاتلاته، استهداف أي تحركات أو تعزيزات مسلحة للميليشيا داخل المدينة.
ونبّه المسؤولون إلى أن الميليشيا باتت اليوم محصورة داخل المدينة من قبل الآلاف من الجنود المدربين على حرب الشوارع والمزودين بأسلحة حديثة، وأن المسافة المتبقية إلى الميناء تجعل القوات المشتركة صاحبة الكلمة العليا في المواجهة، مؤكدين أن مقاتلات التحالف وطائرات الاستطلاع تعمل على مدار الساعة لرصد تحركات الميليشيا والتعامل معها بحزم.
وقال الناطق باسم التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، إنه لا وقف لإطلاق النار في الحديدة، مؤكداً أن «العمليات العسكرية مستمرة»، وأن «كل عملية لها خصائصها ومسارها».
اعتداءات
إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية لـ«البيان» أن الميليشيا بعد الهزيمة التي منيت بها في مدينة الحديدة، عادت لمهاجمة مواقع القوات المشتركة والمناطق السكنية في مديريات حيس والتحيتا، وأنها استقدمت تعزيزات عبر محافظة إب إلى المناطق الواقعة في أطراف محافظة الحديدة، إلا أن القوات المشتركة تصدت لها وألحقت بها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وحسب المصادر، فإن تعليق العمليات العسكرية ينطبق على مدينة الحديدة فقط، وأن القوات في بقية الجبهات تؤدي مهامها في ملاحقة الميليشيا المدعومة من إيران في محافظات صعدة وحجة والبيضاء وغيرها، حيث تواصل قوات الجيش المسنودة بقوات التحالف، التقدم في مديرية حيدان مسقط رأس زعيم الحوثيين، وفي مديريات كتاف شرق محافظة صعدة.