تعرض الصحفيون في اليمن منذ الانقلاب الحوثي إلى حملات قتل وتنكيل وتعذيب واختطافات واختفاء قسري وتهديدات طالت عددا كبيرا من الإعلاميين المناوئين للانقلاب الحوثي.
وقالت مصادر إعلامية لـ«البيان» إن ميليشيا الحوثي منعت كل الصحفيين والناشطين من مغادرة العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال الصحفيون إن اجراءات مشددة اتخذتها ميليشيا ايران في اليمن في مداخل ومخارج العاصمة صنعاء، تمنع أي صحفي او ناشط سياسي من مغادرة صنعاء.
واكدوا أن الميليشيا خلال الأيام الماضية اعتقلت عددا من الصحفيين والناشطين حاولوا مغادرة صنعاء إما إلى خارج البلاد او إلى المحافظات المحررة.
وأضاف احد الصحفيين الذي تحفظ على ذكر اسمه خشية الاعتقال إن الحوثيين نفذوا حملة مداهمات خلال الأيام الماضية على منازل صحفيين وإعلاميين يعملون في قنوات عربية وأجنبية، واعتقلت عددا منهم، كما أصيب عدد آخر بجروح أثناء محاولتهم الفرار من احد المنازل الذي تم مداهمته.
ويأتي ذلك عقب الانشقاقات الكبيرة التي عصفت بما يسمى بـ«حكومة الميليشيا» ومنها إعلان، ما يسمى وزير الإعلام في حكومة الحوثيين «عبدالسلام جابر» انشقاقه عن الجماعة ليكشف ممارستهم ضد الصحفيين وأساليبهم في التضليل على الشعب اليمني.
يذكر أن العشرات من الصحفيين والناشطين السياسيين يقبعون في معتقلات الميليشيا منذ سنوات والبعض منهم تعرض للتصفية الجسدية.
وقالت منظمات حقوقية إنها توصلت من خلال تقصيها للانتهاكات ضد الصحافة منذ أواخر مارس الماضي إلى أن ميليشيا الحوثي ما زالت تحتجز ما لا يقل عن 13 صحفياً، منهم من لا يزالون قيد الاختفاء القسري منذ مارس الماضي في العاصمة صنعاء.
وان تحقيقات أجرتها توصلت إلى أن جماعة الحوثي قامت بحجب ما لا يقل عن 36 موقعاً إلكترونياً إخبارياً، بالإضافة إلى اقتحام ما لا يقل عن 14 مكتبا ومقرا لوسائل إعلام والاستيلاء على بعضها ومصادرة محتويات عدد منها، معظمها جهات إعلامية مناوئة لجماعة الحوثي.
وطالبت الحوثيين بسرعة إطلاق سراح جميع الصحفيين المعتقلين تعسفياً والمختفين قسرياً لديها، وسحب عناصرها المسلحة من المؤسسات والمقار الإعلامية التي تحتلها، وإعادة جميع الأجهزة والمعدات التي صادرتها عقب اقتحامها لهذه المؤسسات، وكذلك رفع حجبها عن المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت، ومحاسبة المسؤولين عن مقتل عدد من الصحفيين. وحرض زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي في خطاباته على الصحافة والصحفيين.
تحريض
حرض زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي في خطاباته المتلفزة على الصحافة والصحافيين في أكثر من مناسبة، الأمر الذي يعكس مدى الخطر الذي تشكله الجماعة على الصحافة وعدم احترامها لحرية الرأي والتعبير، ومنهجيتها في قمع الأصوات المختلفة والمعارضة لها.