دان حقوقيون ومسؤولون بهيئة الصليب الأحمر في فرنسا جرائم ميليشيا الحوثي الموالية لإيران في اليمن واستمرار استهداف المدنيين بقذائف «الهاون» والصواريخ الباليستية بشكل ممنهج، وتعمد قصف الأحياء السكنية الآهلة بالسكان في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية وحقوق المدنيين العزل، فيما أكد سياسيون لـ«البيان» أن فرنسا تدعم جهود التحالف العربي بقيادة السعودية لإنقاذ شعب اليمن وتقديم الدعم لهم، كما تدعم جهود المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، لإتمام عملية السلام في السويد مطلع الشهر المقبل، وتثمن جهود التحالف في تذليل العقبات وتقديم الدعم لأطراف المفاوضات لضمان الوصول إلى حل سياسي توافقي لإنهاء معاناة اليمن.
جرائم مروعة
وقال لوران توفان، العضو العامل بمنظمة اليونيسيف بباريس لـ«البيان»، إن المجتمع الدولي يشعر بالأسى تجاه جرائم ميليشيا الحوثي الموالية لإيران في اليمن، واستمرار منهج القتل للأطفال والنساء والشيوخ بقذائف الهاون بوحشية دون مراعاة للقوانين والأعراف الدولية، وتشجب منظمة اليونيسيف بأشد العبارات جرائم ميليشيا الحوثي ضد المدنيين وتدين حادثة قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلان في قرية المنظر التابعة لمديرية الحوك في محافظة الحديدة أخيرا، وإصابة عشرات المدنيين الأبرياء بجروح خطيرة، لتزداد قائمة القتلى وضحايا وحشية الحوثي في اليمن، وتطالب اليونيسيف بسرعة التدخل الدولي لوقف هذه الحرب والعدوان الحوثي الممنهج من جانب عصابات الحوثي ضد المنشآت المدنية وتجمعات المدنيين، والمرافق الحيوية والبنية التحتية، وسرعة العمل على إنقاذ الشعب اليمني من قبضة هذه العصابات والعمل بشكل ناجع على وقف تدفق السلاح الإيراني لهذه العصابات الموالية لها في اليمن بالمخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يحظر تسليح ميليشيا الحوثي الانقلابية ويدين جرائمها المتكررة والتي لا حصر لها في اليمن.
ابتزاز
وأضافت آني بيلنجر، المراقب الإقليمي بجمعية الصليب الأحمر الفرنسية، إن ميليشيا الحوثي تتعمد سفك دماء الأبرياء في اليمن للضغط على المجتمع الدولي وابتزازه، فتمادت في مسلسل استهداف المدنيين والمنظمات الإغاثية واستهداف المرافق الحيوية ومنشآت البنية التحتية للضغط على المجتمع الدولي بهدف وقف تقدم قوات الشرعية في اليمن وتخفيف الضغط عليهم، وكلما ازدادت هزائم عصابات الحوثي ازدادوا دموية وإجراما، وزرعا للألغام في طريق المدنيين واستهداف منظمات الإغاثة وقطع الإمدادات والمساعدات الإنسانية عن المدنيين المحاصرين داخل المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، مما ساهم في تردي الوضع الإنساني في المناطق التي تحتلها هذه العصابات الإجرامية، الأمر الذي يدفعنا للإلحاح بالتدخل السريع والحاسم من جانب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للقيام بواجبه في إنقاذ الأبرياء في اليمن.
مشاورات السلام
وعلى الصعيد السياسي، قال دافيد فلوران، عضو البعثة الدائمة لفرنسا لدى الأمم المتحدة سابقا، إن الأمم المتحدة تعمل بجد لإقناع ميليشيا الحوثي بالقبول بالسلام المرتكز على المرجعيات الثلاثة الهادفة لـ«إنهاء الانقلاب، وكل ما ترتب عليه، واستعادة الدولة ومؤسساتها، واستئناف العملية السياسية من حيث توقفت قبل الانقلاب» وهي المرتكزات أو المرجعيات المتفق عليها دوليا والمدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، وهي محور مشاورات السويد المقرر عقدها مطلع شهر ديسمبر المقبل، ويعمل المبعوث الأممي بالخاص باليمن، مارتن غريفيث، على إقناع ميليشيا الحوثي بقبولها والالتزام بحضور جلسات السلام في السويد دون مماطلة أو مراوغة - كما سبق وأن حدث- تحت أي عذر أو مبرر، لا سيما أن التحالف العربي قبل بجميع الأطروحات التي قدمها المبعوث الأممي في سبيل إتمام محادثات السلام منذ السعي لإتمامها، في حين راوغ الحوثيون ونقضوا العهود وخرقوا الاتفاقيات، وهو أمر بات مرفوضا حاليا، وأصبحت ميليشيا الحوثي مكشوفة أمام العالم ولا سبيل أمامهم الآن إلا المضي بجد في مباحثات السلام كونها الفرصة الأخيرة لإنقاذ رقاب قادتهم، وأيضا إنقاذ ملايين اليمنيين الرازحين تحت الفقر والجوع والمرض.
تعويل دولي
أكد عضو البعثة الدائمة لفرنسا لدى الأمم المتحدة سابقا دافيد فلوران أن المجتمع الدولي يعول على مفاوضات السويد كخطوة مهمة على طريق الحل السياسي بين الشرعية في اليمن والحوثيين ، وتدعم فرنسا جهود التحالف في إعادة الشرعية والأمن والاستقرار في اليمن، وتقف إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى جانب القيادة السعودية والإماراتية من أجل إنهاء معاناة اليمن المستمرة منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية عام 2014.