مستبشراً بسماعه تحرير الجيش الوطني لقريته من ميليشيا الحوثيين، عاد الحاج مدهش إليها من العاصمة عدن، إلا أن لغماً كان بانتظاره ليمزق إحدى قدميه محوّلاً إياه إلى معاق.

نزوح اضطراري

مضطراً للنزوح عن قريته الأشروح بمديرية جبل حبشي جنوب تعز، كان قدر المزارع مدهش عبدالسلام سعيد 66 عاماً، بفعل سيطرة واحتلال الميليشيا لقريته التي كانت منطقة عسكرية وساحة لمواجهات مع الجيش الوطني.

وعلى إثر تحرير الجيش الوطني لمناطق عديدة بما فيها قرية القوز عاد الحاج مدهش إلى قريتهالقريبة.. يوم واحد فقط مضى ليذهب في اليوم التالي قرب منزله لتفقد مشروع الماء الذي أصابته قذيفة ومزقت أنابيبه، وتفقد مزرعته (أرضه).

لغم بالانتظار

يقول ابنه الأكبر بدر لـ«البيان» خلال عودة والدي إلى البيت داس على لغم من الألغام التي زرعتها الميليشيا بكثافة في محيط القرية والقرى المجاورة، ما أدى لتمزق قدمه.. وتم إسعافه إلى مستشفى الثورة بمدينة تعز، حيث أفاد الأطباء ببترها.

ولكن أملاً كان لا يزال يعشعش بالنفس لتدارك البتر وإيجاد حل آخر، يضيف بدر: أشاروا علينا بوجود طبيب ممتاز في مستشفى خاص بعدن.. فتم إسعافه إلى هناك، وجلسنا فيه حوالي ثلاثة أيام تقريباً فكانت مبالغ كبيرة لم نقدر على تحملها فتم البتر.

ورغم الأمل الذي خبأه في نفس الحاج مدهش، إلا أن اطمئناناً لايزال يسكن نفسه، بقوله «الحمد لله هو وكيلنا لا سواه».