درجت السلطات السودانية المختصة على ضبط كميات كبيرة من المخدرات في طريقها إلى البلاد عبر الموانئ الرئيسية مخبأة في حاويات بضائع. ورغم أن السلطات أكدت أن السودان ليس المستهدف بتلك الشحنات، إلا أن ارتفاع معدلات الإدمان وسط الشباب، وانتشار المخدرات بالجامعات، يشير إلى أن المجتمع السوداني ليس استثناء، حيث دأبت اللجنة القومية لمكافحة المخدرات على دق ناقوس الخطر.

وحسب وزير الداخلية السوداني أحمد بلال؛ فإن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وضعت خططاً للحدّ من انتشار الظاهرة بأنواعها، وقامت خلال الفترة الماضية بتسيير حملات مكثفة إلى مناطق إنتاج وتخزين الحشيش، أسفرت عن تدوين 7331 بلاغاً وضبط 375 طناً من القنب (الحشيش) و4985 كيلو من القات، وكمية من الأقراص المخدرة.

تضافر الجهود

بدوره، حذر رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بالسودان السفير معاوية عثمان خالد من مخاطر المخدرات على الشباب والأجيال الصاعدة، ودعا لتضافر الجهود بين الجهات المختصة كافة ومنظمات المجتمع؛ للحد من ظاهرة انتشار المخدرات، وقال: إن المخدرات لم تعد مشكلة مجتمع واحد أو دولة بعينها، مما يتطلب وضع استراتيجيات لمحاربتها ودرء مخاطرها، وشدد خلال حديثه في منبر طيبة على أن التركيز على الشباب في أي عملية لمحاربة المخدرات يمثل واحداً من المداخل الصحيحة لمعالجة الظاهرة، باعتبار أن أكثر ضحايا الإدمان من شريحة الشباب.

ورغم أن غالبية الحشيش الذي يتم إنتاجه في السودان يتم استهلاكه محلياً أكثر مما يتم تهريبه إلى أسواق المخدرات غير المشروعة خارجياً، إلا أن أصنافاً أخرى بدأت في الظهور لا سيما الهيروين وحبوب الهلوسة، وما يعرف محلياً بـ «الخرشة»، وهو مما ضاعف أعداد المدمنين في ظل شح مراكز العلاج، وكشفت وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم أمل البيلي، أن عدد المترددين إلى مركز «حياة» وهو المركز الحكومي الوحيد للعلاج والتأهيل النفسي بلغ سبعة آلاف متردد من المدمنين، ولفتت إلى أن أكبر نسب تعاطي المخدرات توجد في الخرطوم العاصمة خاصة في الأوساط الطلابية، وأشارت إلى وجود فجوة في توفر مراكز علاج الإدمان بجانب ارتفاع تكاليفه.

أقوى الأسلحة

من جهته، شدد وزير الإعلام بشارة جمعة أرور على أن المخدرات من أقوى الأسلحة التي تفتك بالمجتمع بمختلف فئاته، مضيفاً أن محاربة الفقر أقل كلفة من محاربة المخدرات، ومؤكداً أن مكافحة المخدرات هي عملية تضامنية بين فئات المجتمع كافة، بجانب الجهات الحكومية المعنية، ما يتطلب توعية متكاملة، منتقداً في ذات الوقت تقاصر الدعم الدولي للسودان في محاربة مثل هذه الظواهر ذات التأثير العابر للحدود، على الرغم من الأدوار التي يقوم بها السودان تجاه المجتمع الدولي فيما يتعلق بإيواء اللاجئين وغيرها.