بدأت الهدنة في الحديدة غرب اليمن منتصف الليلة الماضية، بحسب ما أعلن مصدر في الأمم المتحدة والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، في وقت عبر يمنيون لـ«البيان» عن مخاوفهم من صمود الاتفاق بسبب نكث الحوثي لعهوده في كل مرة.
وقال مصدر في التحالف العربي إن وقف إطلاق النار في الحديدة بدأ «الثلاثاء 18 ديسمبر عند الساعة 00:01 بتوقيت اليمن» 21،00 بتوقيت غرينتش.
وأضاف أن «آلية تطبيق الاتفاق (وقف إطلاق النار) لم تكن واضحة في البداية وليست واضحة بشكل كامل حتى الآن»، مضيفاً أن التحالف ينتظر «الإعلان الرسمي من الأمم المتحدة» حول الآلية.
وإلى جانب وقف إطلاق النار، قال المصدر في التحالف إنه بحسب اتفاق السويد، فإن على الميليشيا الحوثية الانسحاب من موانئ محافظة الحديدة (الحديدة والصليف ورأس عيسى) بحلول نهاية يوم 31 ديسمبر.
كما أنّه يتوجب على الميليشيا التابعة لإيران والقوات الحكومية الانسحاب من المدينة بحلول نهاية يوم 7 يناير المقبل.
وشدّد المصدر على أن التحالف «لا نية لديه لخرق الاتفاق، وسيقوم بكل ما بوسعه لاحترامه»، متوقعاً «أن يقوموا (الحوثيون) بنشاطات تهدف إلى استدراج ردود فعل كونهم يمرّون بأضعف مراحلهم».
كما أكد مصدر في الأمم المتحدة بدء سريان وقف إطلاق النار، مضيفاً أن الموعد هذا يأتي لأسباب «مرتبطة بالعمليات» على الأرض. وأعرب المسؤول الأممي عن أمله في أن تبدأ لجنة مراقبة وقف إطلاق النار عملها بمجرد دخوله حيز التنفيذ.
وتوصّلت الحكومة اليمنية والميليشيا الحوثية في مشاورات في السويد استمرت لأسبوع واختتمت الخميس الماضي، إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها، ووقف إطلاق النار في المحافظة.
كما تم التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز جنوب غرب البلاد والتي تسيطر عليها قوات الشرعية وتحاصرها الميليشيا، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وعقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع أطر سلام ينهي الحرب.
مخاوف
ورغم الاتفاق إلا أن اليمنيين غير متفائلين، فقد قال توفيق محسن من أبناء مدينة الحديدة، لـ«البيان»، إن ما تم في مشاورات السويد ليس سوى حبر على ورق، مضيفاً أن هناك فرقاً بين وقف إطلاق النار وبين وقف الحرب كلياً.
مشيراً إلى أن «ميليشيا الحوثي تشن حربها على الشعب اليمني منذ أربع سنوات وقد مررنا خلالها بتجارب مع الميليشيا الحوثية، حيث كان مطلبها في جميع المشاورات والمفاوضات السابقة يتركز حول وقف إطلاق النار والحصول على هدنة مؤقتة لا تلتزم بها، بل تستغلها لإعادة ترتيب أوضاعها ومواصلة الحرب على الشعب».
وختم بالقول «لذلك لا يوجد لدي أي أمل في تنفيذ الحوثيين لأي التزامات أقروا بها في السويد، وأتوقع أن ينكثوا بعهدهم كما يفعلون في كل مرة».
أما راشد مبخوت فقال إن «اتفاق السويد لا يعني لنا شيئاً على الواقع، وقد كنا نريد الاهتمام بالملف الإنساني أولاً، أما بالنسبة لما تم التوصل إليه من اتفاقية حول الانسحاب من الميناء والمدينة، فنحن نؤيد هذه الخطوة ونتمنى تنفيذها والانسحاب في أقرب وقت بدون شروط أو قيود، ونطالب بسرعة الترتيب لإغاثة الناس ممن تشردوا في كل المحافظات ومساعدة النازحين على الرجوع إلى مدينتهم وسرعة إعمار المنازل المتضررة».
الناشط الحقوقي وأحد أبناء مدينة الحديدة يحيى كديش تحدث لـ«البيان» عن أمل الأهالي في أن تسفر مشاورات السويد عن حل حقيقي يوقف معاناتهم ويجنب مدينتهم ويلات الانقلاب.
وأضاف أن «إيقاف الحرب والدمار الحوثي في الحديدة هو المطلب الأول الذي ينتظره أبناء الحديدة اليوم بفارغ الصبر من مخرجات مشاورات السويد».
وقال «نأمل أن يتحقق ما تم الاتفاق عليه على الأرض وتسحب الميليشيا الحوثية مسلحيها وتفتح الطرقات المغلقة وتزيل الألغام التي زرعتها في كل مكان، والتي تهدد حياتنا ومستقبل أولادنا، ونتمنى أن يعود للحديدة أمنها وسكينتها في ظل الحكومة الشرعية، ويعود من تشرد من أهلنا إلى ديارهم».
مراقبة
دعا المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الجمعة الماضية، أمام مجلس الأمن الدولي إلى العمل سريعاً على إنشاء «نظام مراقبة قوي وكفء» في اليمن لمراقبة تطبيق الاتفاق في الحديدة.