صعدت ميليشيا الحوثي من خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة عشية الموعد المرتقب لوصول فريق المراقبين الدوليين إلى المدينة.
ووفق مصادر سياسية تحدثت إليها «البيان»، فإن فريق الرقابة الأممي برئاسة الجنرال باترك كاميرت سيصل صنعاء، اليوم الجمعة، على أن يتوجه إلى الحديدة غد السبت، لمباشرة مهامه بالإشراف على انسحاب الميليشيا من ميناء الحديدة وموانئ الصليف وراس عيسى، بمشاركة ثلاثة ممثلين عن الجانب الحكومي ومثلهم عن الميليشيا.
لكن الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قال إن كاميرت عقد الاجتماع الأول للجنة من نيويورك الأربعاء عبر تقنية الفيديو «لبحث الخطوط العامة لعملها، بما في ذلك مدونة قواعد السلوك». وبحسب دوجاريك، فإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «يضغط بشدة» لضمان نشر الفريق الأممي بأسرع وقت.
وتوقّع مصدر في الأمم المتحدة أن يصل الجنرال الهولندي إلى عمّان، اليوم الجمعة، لافتاً إلى أن موعد سفره إلى اليمن «يعتمد على الترتيبات اللوجستية والرحلات المتوفرة».
وحسب المصادر، فإن الميليشيا ستبدأ يوم غدٍ السبت الانسحاب من الموانئ ولمدة أربعة أيّام بعدها يتسلم فريق المراقبين مهمة الإشراف على الموانئ، كما يصل فريق الأمم المتحدة للرقابة، الذي يعمل من جيبوتي، إلى الحديدة لممارسة مهامه من هناك، يعقب ذلك الانسحاب من مدينة الحديدة، وبعدها تبدأ القوات المشتركة الانسحاب إلى المواقع المقترحة في جنوب وشرق مدينة الحديدة.
وفي هذا السياق، أكد العميد أحمد الكوكباني، أحد ممثلي الجانب الحكومي في اللجنة، أن كاميرت «ناقش معنا مهام وأسس عمل اللجنة خلال المرحلة المقبلة، وطلب من الأعضاء الاجتهاد والمساعدة في تهدئة الوضع ورفض الخروقات» للاتفاق.
وقال من جهته المصدر في التحالف العسكري «سنقدم الدعم الكامل للجنرال كاميرت (...) ونأمل أن نرى تقدماً إيجابياً».
خروقات
وفِي السياق، ذكرت مصادر عسكرية لـ«البيان» أن ميليشيا الحوثي الإيرانية واصلت خرق اتفاق وقف إطلاق النار لليوم الثالث على التوالي، واستهدفت مواقع القوات المشتركة في شرق وجنوب مدينة الحديدة وفِي مديريات حيس والدريهمي والتحيتا.
وحسب المصادر فإن الميليشيا استهدفت مواقع القوات المشتركة في حي 7 يوليو القريب من ميناء الحديدة، وفِي منطقة كيلو 16، المدخل الشرقي للمدينة وفِي محيط المطار، بعدة قذائف مدفعية.
وقالت المصادر إن الميليشيا استهدفت أيضاً مواقع القوات المشتركة في مديرية التحيتا والدريهمي، وقصفت عدداً من التجمعات السكانية ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين.
ووفقا لهذه المصادر، فإن قناصة الميليشيا الحوثية استهدفت المناطق السكنية في مديرية حيس بشكل عشوائي، مستغلة اطمئنان المدنيين بالهدنة، ما أدى إلى إصابة المواطن اليمني وليد عبدالسميع بجروح بليغة بطلقة قناص حوثي، كما أصيبت الطفلة رحاب البالغة من العمر 7 سنوات برصاصة في يدها. كما أصيبت امرأة، وتم نقل الجرحى إلى مستشفى حيس الميداني لتلقي العلاج.
وقال مسؤول في القوات الحكومية: إن المتمردين قصفوا في وقت متأخر الأربعاء مواقع للقوات الحكومية عند أطراف مدينة الحديدة، انطلاقا من شارع ومن مركز أمني، ما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من القوات الحكومية بجروح.
ونقل مصدر محلي عن إقدام ميليشيا الحوثي على اعتقال عدد من المدنيين بينهم طفل من قرى الجاح التابعة لمديرية بيت الفقية، في أعقاب مقتل المواطن «أحمد حسن مهيوب» بنيران قيادي حوثي لفق له عدداً من التهم منها ما يعرف بـ«العمالة».
وشهدت البلدات الجنوبية هجمات عدة لميليشيا الحوثي، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، أبرزها هجوم عنيف على بلدة الجبلية جنوبي التحيتا، ما تسبب بنزوح قرابة 250 أسرة من قرى متاخمة للبلدة.
من جهته، قال المركز الإعلامي لألوية العمالقة إن ميليشيا الحوثي واصلت خرق اتفاق إطلاق النار واستهدفت مواقع الألوية، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى من العمالقة.
تبادل الأسرى
وفِي سياق متصل، من المقرر أن تبدأ اللجنة الرئيسة المشتركة الخاصة بالأسرى والمعتقلين عملها، غداً السبت، والتي تضم ثلاثة من كل طرف إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والصليب الأحمر، حيث ستعمل اللجنة على متابعة تنفيذ الاتفاق على الأرض وتشكيل لجان ميدانية لانتشال الجثث وتبادل الأسرى والمعتقلين.