عقدت اللجنة المشتركة المكلفة بالإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب ميليشيا الحوثي الإيرانية من موانئ ومدينة الحديدة، أول اجتماعاتها، أمس، حيث شدد فريق الإشراف الأممي، الجنرال، باتريك كاميرت، على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والبرنامج الزمني الذي يبدأ تنفيذه بتثبيت الاتفاق وبدء انسحاب الميليشيا من موانئ الحديدة.

فيما بدأت الميليشيا بإزالة الألغام التي زرعتها استعداداً لمغادرة مواقعها، فيما شككت الشرعية بالتزام الحوثي، حيث صرح وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، لـ«البيان» أن يوم غد (الجمعة) سيكون حاسماً ستتضح فيه نوايا الميليشيا في تنفيذ الاتفاق أو استكمال الانقلاب عليه.

وبدأت في الحديدة اللجنة المشتركة المكلفة بالإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الميليشيا من موانئ ومدينة الحديدة. وقالت مصادر محلية لـ«البيان» إن اللجنة المشتركة التي تضم ثلاثة من جانب الحكومة الشرعية وثلاثة من ميليشيا الحوثي، ويرأسها الجنرال باتريك كاميرت، عقدت أول اجتماع لها في مقر الأمم المتحدة بالحي التجاري في مدينة الحديدة وأقرت برنامج عملها كما هو مقرر بالبرنامج الزمني.

وحسب المصادر فإن الاجتماع شدد على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والبرنامج الزمني الذي يبدأ تنفيذه بتثبيت الاتفاق وبدء انسحاب الميليشيا من موانئ الحديدة والصليف وراس عيسى ومن ثم إزالة المتاريس وفتح الشوارع وانسحاب الميليشيا من المدينة إلى الضواحي الشمالية، وتنتهي العملية بإعادة انتشار القوات في المدخل الشرقي وشارع صنعاء وجنوب المدينة وهي المناطق الواقعة تحت قبضة قوات الشرعية.

ووفقاً لهذه المصادر فإن الميليشيا بدأت بنزع الألغام التي زرعتها في مداخل حي 7 يوليو في الجهة الشمالية للمدينة التي كانت زرعتها لإعاقة تقدم قوات الشرعية من مدينة الصالح نحو الحي في طريقها إلى ميناء الحديدة.

ووفق ما قالته المصادر لـ«البيان» فإن عربات مدرعة وأعضاء من فريف المراقبين الدوليين تولوا مهمة نقل ممثلي الشرعية من مدينة الخوخة جنوب مدينة الحديدة إلى مقر الاجتماع، حيث قام ممثلو الشرعية بزيارة جرحى قوات الجيش في مستشفى 22 مايو.

وأوضحت المصادر أن الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة تولت مهمة تامين الطريق الذي سلكه المراقبون الأمميون للوصول إلى مقر وجد ممثلو الشرعية في اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق السويد، حيث نزعت أكثر من 49 لغماً.

نتائج إيجابية

وقال مسؤول مقرب من الحكومة اليمنية «نتوقع الخروج بنتائج إيجابية من اجتماع «لجنة تنسيق إعادة الانتشار». بدوره، أكد مصدر في التحالف العربي: «نحن سعداء لوصول الجنرال كمارت لبدء الإشراف على تطبيق الاتفاق».

وأضاف «نتطلع لدعم جهوده». وتابع «نأمل في أن ينجح، لكن إذا لم يحدث ذلك، فإننا نملك الحق لإعادة إطلاق الحملة لتحرير المدينة».

وقبيل الاجتماع الأول للجنة، اندلعت اشتباكات جديدة في مدينة الحديدة بين قوات الشرعية والمتمردين الحوثيين. وتردّدت في القسم الشرقي من المدينة المطلة على البحر الأحمر في الساعات الأولى من صباح أمس أصوات طلقات مدفعية واشتباكات بالأسلحة الرشاشة. ووفق شهادات للسكان، فقد فتحت الميليشيا النار على مواقع قوات الشرعية.

وكان كاميرت أكّد في اجتماع مع مسؤولين محليين في مدينة الحديدة الاثنين الماضي أن اللجنة التي يقودها ستعمل على تطبيق الاتفاق ومنع الهدنة من الانهيار كما حدث في مرات سابقة في اليمن. وأوضح أن «خرق الاتفاق يعني العودة للوراء وليس التقدم للأمام. الهدف من وجود جداول زمنية قصيرة هو عدم فقدان الزخم الذي وفّره الاتفاق».

اليوم الحاسم

في غضون ذلك، شكك وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، في نية ميليشيا الحوثي تنفيذ التزاماتها في مشاورات السويد بخصوص ملف الحديدة. وقال القديمي في تصريح لـ«البيان» إن يوم غد الجمعة سيكون الفاصل الذي ستتضح فيه نوايا ميليشيا الحوثي في تنفيذ اتفاق السويد أو الانقلاب عليه كما بدا في تصريحات بعض قياداتهم في الحديدة.

وكانت وسائل الإعلام التابعة للميليشيا قد تناقلت أول تصريح لوكيل محافظة الحديدة المعين من قبل ميليشيا الحوثي عبد الجبار الجرموزي، عقب زيارة الجنرال باتريك كاميرت لميناء الحديدة، أعلن فيها «إن تسليم ميناء الحديدة ليس مطروحاً أبداً»، في انقلاب صريح وواضح على اتفاق السويد بشأن الحديدة والقرار الأممي 2451.

وبموجب اتفاق ستوكهولم بين الحكومة اليمنية والحوثيين التزم الحوثيون بالانسحاب من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى قبل نهاية العام الجاري والانسحاب الكامل من مدينة الحديدة بموعد لا يتجاوز 7 من يناير المقبل. كما صدر قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي رقم 2451 يصادق على هذا الاتفاق.