المد الحوثي الغاشم والموت الكامن عن طريق الألغام المتربصة بالحياة، محور تقرير مصور صدر عن المكتب الإعلامي للمشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام».

ويظهر التقرير الجهود المبذولة من قبل «مسام» للذود عن الأشقاء اليمنيين في منازلتهم مع الألغام، وهو ما ثمنه العميد في الشرطة العسكرية ناجي بن علي منيف، في حديث خاص ينشر حصرياً في «البيان» وعلى موقع «شــوف البيان» بالتعاون مع «مسام».

وقال العميد ناجي بن علي منيف، إن الميليشيا الحوثية دمرت اليمن حاضراً ومستقبلاً، مُشدداً على أن هذه الميليشيا الإيرانية تتعمد زراعة الألغام من أجل استهداف المدنيين، فهي عندما تدخل إلى أي منطقة تقوم بزراعة الألغام بشكل عشوائي في تلك المنطقة بطرق وأشكال مختلفة، مؤكداً أن حقل الألغام الذي زرعته الميليشيا في اليمن يفوق الخيال. وأضاف أن المد الحوثي يدمر أي شكل من أشكال الحياة، فهو إذا لم يستطع السيطرة على الأرض فيتمعد حرقها.

وأثنى العميد ناجي على الدور الذي يقوم به التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقال «نتقدم لقيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بالشكر الجزيل على ما قدموه من دعم وإسناد ومؤازرة ومناصرة لإخوانهم في اليمن».

وأوضح العميد في الشرطة العسكرية أن التقارير أظهرت أن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام» أزال أكثر من 100 ألف لغم، مشدداً على أن السكان يريدون العودة إلى الحياة الطبيعية دون الخوف من الموت الذي زرعه الحوثي في كل المناطق اليمنية عبر الألغام، وأثنى في الوقت نفسه على دور «مسام» في مساعدة المدنيين على تجاوز ذلك الخوف من خلال نزع الألغام، مناشداً المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن تكثيف جهوده خاصة في محافظة مأرب التي تكتظ بالنازحين.

خبراء من الخارج

من جهة أخرى أكد العميد في الشرطة العسكرية ناجي بن علي منيف أن الحوثيين يستعينون بخبراء في تصنيع الألغام من الخارج أو يتم تدريبهم في إيران ولبنان، وقال «تم القبض على بعض الأسرى وظهر انهم خبراء تصنيع عندما تم استجوابهم تبين انهم خضعوا لدورات تدريبية في لبنان وفي إيران».

وقد وقعت الحكومة اليمنية اتفاقية لنزع الألغام والذخائر غير المنفجرة مع شركة «دايناشيلد» بالتعاون مع شركة دايناسيف (الشرق الأوسط لإدارة المشاريع) وبمشاركة مع شركة «ديناسيف آريا كليرانس» الإنجليزية، بإطلاق المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام)، الذي يهدف إلى التصدي للتهديدات المباشرة لحياة الشعب اليمني.

ويعد المشروع استمراراً لجهود المملكة العربية السعودية ومكانتها العالمية والفعالة في الأعمال الإنسانية، وتهدف المملكة من خلال «مسام» إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة. وتدريب كوادر وطنية يمنية على نزع الألغام. ووضع آلية تساعد اليمنيين على امتلاك خبرات مستدامة لنزع الألغام. ويتوزع المشروع على عدة مراحل، أولها البدء بعمليات التحرك السريع للاستجابة للحالات الطارئة وتطهير المنطقة من الألغام والذخائر التي لم تنفجر، ثم التدريب وتجهيز الفــرق المحلية، والقيام بعمليات التطهير الشاملة بما يتماشى مع المعايير الدولية المتعلقة بنزع الألغام.

واصلت آلة الموت الحوثية في إزهاق أرواح أطفال اليمن، لتضيف إلى قائمتها الإجرامية مع إشراقة أول يوم من العام الجديد 5 أطفال أبرياء قتلوا بالغام زرعتها الميليشيا في الطرقات والمزارع. وهذه الحادثة تضاف إلى سلسلة حوادث كثيرة راح ضحيتها الآلاف من أبناء اليمن جراء الألغام التي زرعتها الميليشيا في طرقات ومزارع ومراعي المواطنين.

وشهدت مديرية كرش بمحافظة لحج حادثاً مفزعاً ومأساوياً محزناً للأهالي، حيث قتلت ثلاث فتيات تحت سن العاشرة، وإصابة أخرى في انفجار لغم حوثي زرع بالقرب من قريتهن.

سكان محليون في كرش قالوا: «إن أربع فتيات من أسرة واحدة كن في طريقهن لرعي الأغنام بمنطقة قريبة من قريتهن، وفي الطريق انفجر لغم حوثي بهن، وتسبب في مقتل ثلاث فتيات وإصابة الرابعة بجراح خطيرة».

وفي الساحل الغربي استمرت الألغام الحوثية في حصد أرواح الأبرياء في المنطقة، حيث استُشهِد طفلان شقيقان بانفجار لغم أرضي زرعته ميليشيا الحوثي في حي المسناء جنوبي مدينة الحديدة. وتحدثت مصادر، أن الطفلين جميل علي محمد زريطه 10 سنوات وشقيقه عادل علي محــمد زريطه 8 سنوات خرجا من منزلهما لجلب الماء والغذاء وعند مرورهما في إحدى الطرقات انفجر بهما لغم أرضي زرعته ميليشيات الحوثي وأودت بحياتهما على الفور. عدن - البيان