أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن ميليشيا الحوثي الإيرانية تقوّض اتفاق السويد، فيما نددت الحكومة الشرعية اليمنية بعرقلة الميليشيا مسار الحل السياسي.
فيما من المقرر أن يلتقي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم، المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، وكبير مراقبي الأمم المتحدة في الحديدة الجنرال باترك كاميرت، في الرياض.
وكتب معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، تغريدات باللغة الإنجليزية، على تويتر، قال فيها إنه «حان الوقت ليصف المجتمع الدولي الأشياء في اليمن بأسمائها الحقيقية، ميليشيا الحوثي تقوّض اتفاق السويد ومساعي التقدم نحو السلام»، مشدّداً على أن «معالجة هذه الحقيقة أمر ضروري للجميع للمضي قُدُماً».
وأضاف معاليه: «لم يعد من الممكن اتهام التحالف بإطالة الحرب وعرقلة الطريق إلى السلام، حان الوقت للمجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية والصحافة لخلع القفازات المخملية عند مخاطبة السلوك الحوثي المتعنت».
عرقلة الحل
في السياق، أكد وزير حقوق الإنسان اليمني، محمد عسكر، أن ميليشيا الحوثي خرجت عن الإجماع اليمني على مخرجات الحوار الوطني، مما أدى إلى عرقلة المسار السياسي في اليمن وصولاً إلى الانقلاب على الشرعية. وقال عسكر، في كلمة ألقاها في مقر الأمم المتحدة في جنيف، إن «الحوار الوطني تمكن في يناير 2014 من التوصل إلى نتائج مهمة طبقا لتطلعات الشعب اليمني، إذ تضمن مسودة دستور جديد لدولة يمنية فدرالية».
وأضاف أن الشعب اليمني كان يرغب في المشاركة في الاستفتاء على نتائج مخرجات الحوار الوطني «الذي شاركت فيه عملياً كل قطاعات الشعب اليمني».
وأشار عسكر إلى أنه في النصف الثاني من عام 2014 اتخذت الأوضاع في اليمن منحنى خطيراً، إذ رفضت ميليشيا الحوثي ما اتفق عليه اليمنيون جميعاً في مؤتمر الحوار الوطني، بمن فيهم الحوثيون أنفسهم، وفق الوزير محمد عسكر. وتابع: «هذه الجماعة المسلحة عرقلت المسار السياسي في اليمن، مما أدى إلى وقوع الانقلاب على الحكومة الشرعية في 21 من سبتمبر 2014».
من جهته، قال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن ميليشيا الحوثي رفضت تحقيق أي تقدم في تنفيذ اتفاق السويد بشأن الوضع بمحافظة تعز، وعوضاً عن ذلك ذهبت لقصف المدنيين في الأحياء السكنية والشوارع العامة.
وأضاف في تغريدات على تويتر أن استهداف المدنيين يمثل تحدياً صارخاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة التي تبذل جهود مضنية لاستئناف عملية السلام، مطالباً ونطالب المبعوث الأممي بإدانة واضحة لهذه الجريمة وغيرها من الجرائم والانتهاكات اليومية التي ترتكبها الميليشيا.
غريفيث وكاميرت
إلى ذلك، من المقرر أن يلتقي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليوم المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، وكبير مراقبي الأمم المتحدة في الحديدة الجنرال باترك كاميرت، اللذان التقيا قادة ميليشيا الحوثي بعد إعاقة تنفيذ اتفاق استوكهولم بشأن الانسحاب وإعادة الانتشار.
وذكرت مصادر سياسية أن قائد الميليشيا عبد الملك الحوثي رفض غريفيث وكاميرت، وأحالهما إلى مهدي المشاط، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى. كما تعذر عليهم لقاء محمد الحوثي رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا الذي أصيب في حادث غامض في محافظة عمران شمال صنعاء ولا تعرف حالته الصحية.
ووفقاً لهذه المصادر، فإن غريفيث يعارض مقترح الجنرال كاميرت نقل اجتماعات اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق استوكهولم بشأن إعادة الانتشار في الحديدة إلى خارج اليمن لأسباب أمنية بعد استهداف الميليشيات لموكبه، وأن المبعوث الأممي يسعى لدى الشرعية للقبول بمناقشة الملف الاقتصادي وبالذات موضوع الرواتب التي طرحتها الميليشيا كسبب لعدم تسليم الموانئ الثلاثة بحجة أن موضوع العائدات والرواتب لم تحسم في استوكهولم.
إلى ذلك، أفاد الناطق باسم الأمم المتحدة بأن الجنرال باتريك كاميرت، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة في اليمن، يواصل عمله، بخلاف ما رددته بعض التقارير الإعلامية.
تبادل الأسرى
وعلى صعيد متصل باتفاق استوكهولم، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها جهزت فريقاً متكاملاً يضم نحو 140 من العاملين المحليين والدوليين وكل المتطلبات اللازمة لتنفيذ أول عملية لتبادل الأسرى والمعتقلين بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي التي يتوقع أن تتم نهاية الشهر الجاري إذا لم تعرقل الميليشيا التنفيذ.
بدوره، قال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط، السيد «فابريزيو كاربوني»، إن الإفراج عن المحتجزين في اليمن ونقلهم حسب ما هو مخطط له سيجلب الارتياح إلى نفوس آلاف العائلات التي فقدت الاتصال بذويها أو انفصلت عنهم من جراء النزاع الدائر.