باشر رئيس البعثة الأممية لمراقبة وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، باتريك كاميرت، نشاطه في اليمن، بعدما تردد من أنباء عن تقدمه باستقالة نهائية، في وقت أعلن وزير الخارجية اليمني خالد اليماني عبر تغريدات على تويتر تعهد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بالتنفيذ الكامل لاتفاق السويد، وأن الحوثيين سيغادرون الحديدة والموانئ الثلاثة المنصوص عليها في الاتفاق.

ووصل الجنرال كاميرت إلى العاصمة اليمنية صنعاء قادماً من عدن التي التقى فيها مع وفد الحكومة الشرعية في لجنة إعادة الانتشار بمدينة الحديدة مقترحات حول إدارة موانئ المدينة وآلية إعادة الانتشار.وناقش الطرفان إمكانية عقد لقاء مشترك يجمع فريق الحكومة مع الحوثيين.

وكان وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، قد قال إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تعهد بأن اتفاق الحديدة سينفذ، وأن الحوثيين سيغادرون المدينة والموانئ كخطوة أولى باتجاه تحقيق السلام في اليمن.وأضاف اليماني عبر تغريدة على حسابه في تويتر، أن غوتيريش وعد بأن لا يخذل الشعب اليمني الذي تربطه به علاقة، خاصة منذ أن كان مفوضاً سامياً للاجئين.

وقبل الجولات الداخلية التي أجراها كاميرت في اليمن، أجرى المبعوث الأممي مارتن غريفث لقاء في الرياض مع الرئيس عبدربه منصور هادي، في إطار التحركات المكثفة التي يجريها مع كاميرت، للمضي قدماً بتطبيق اتفاق السويد بشأن الحديدة، الذي سعت الميليشيات لعرقلة تنفيذه.

وأكمل الاتفاق الذي جاء تتويجاً لمشاورات السويد في ديسمبر الماضي 40 يوما من عمره، لكنه لم يحقق أي نتائج جوهرية سواء على صعيد تثبيت وقف إطلاق النار، أو الانسحاب من الموانئ الثلاثة، أو فتح الممرات الإنسانية أمام قوافل الإغاثة.

وكما الحال مع كل الاتفاقات والعهود، لم يكتف الحوثيون بضرب اتفاق السويد عرض الحائط؛ بل استمروا في قصف مواقع المقاومة المشتركة؛ حيث واصلت الميليشيا استهداف المنشآت الاقتصادية الكبرى، والتي كان آخرها مطاحن البحر الأحمر، والتي تضم مخزونًا غذائيًا استراتيجيًا لملايين المتضررين من الحرب بجانب مخازن منظمة الغذاء العالمي،وأخرج استهداف المطاحن الخارجية اليمنية عن صمتها، وفي بيان شديد اللهجة اعتبرت أن «التمادي الحوثي أمر لا ينبغي تجاهله من المجتمع الدولي، خصوصًا أن الشرعية وافقت أكثر من مرة عبر فريقها الميداني على فتح الطريق إلى المطاحن، وأكدت في أكثر من رسالة على خلو الطريق من جانبها من أي ألغام أو معوقات خارجية».