منعت ميليشيا الحوثي الإيرانية، المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، ورئيس لجنة إعادة الانتشار الجنرال باتريك كاميرت، وعدداً من المسؤولين الأمميين، من زيارة مطاحن البحر الأحمر شرق مدينة الحديدة، غربي اليمن، فيما اجتمع المبعوث الأممي مع ممثلي الميليشيا في اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق إعادة الانتشار أملاً في إقناعهم بالعودة إلى الاجتماعات العامة، في وقت اتهمت تقارير إخبارية ميليشيا الحوثي باستخدام الغذاء كسلاح في المعركة.

وقالت مصادر حكومية لـ«البيان» إن ميليشيا الحوثي منعت أمس فريقاً يتبع برنامج الغذاء العالمي من الوصول إلى المطاحن التي تعرضت للهجوم الخميس الماضي وأحرقت اثنين من مخازن القمح، وأطلقت النار على الفرق الهندسية التي كانت ستقوم بتأمين مرور الموكب، وكان مارتن غريفيث قد وصل لمدينة الحديدة قبل ظهر أمس في زيارة هي الثانية له للمدينة الساحلية.

إطلاق نار

وحسب المصادر فإن ضباط الارتباط عن الجانب الحكومي تلقوا بلاغاً من ضباط الارتباط التابعين للأمم المتحدة بأن الحوثيين منعوا الوصول إلى المطاحن وطلبوا منهم العودة حتى إشعار آخر.

وأضافت: تحرك الضباط التابعين للشرعية حسب الموعد المتفق مع الأمم المتحدة إلى خطوط التماس في منطقة كيلو 13 مع ضباط الارتباط التابع للأمم المتحدة والإعلاميين والفريق الهندسي المكلف بمسح ونزع الألغام لتأمين الطريق وتم تصفية شبكات الألغام من منطقة قوس النصر إلى قرب خط التماس.

إلا انهم فوجئوا بقيام الميليشيا بإطلاق النيران بكثافة عليهم قبل أن يتم إبلاغهم من قبل ضباط الأمم المتحدة ان الميليشيا منعت فريق برنامج الغذاء العالمي من عبور خط التماس الى المطاحن وأوضحت المصادر ان تحرك الفريق الهندسي للشرعية جاء بعد تنسيق مع ممثلي الأمم المتحدة والذي أبلغ حامي الشرعية ان الميليشيا وعدت بوقف إطلاق النار.

محاولات فاشلة

إلى ذلك قالت المصادر إن المبعوث الأممي مارتن غريفيث وصل مدينة الحديدة صباح الأمس والتقى بممثلي الميليشيا في اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق الانسحاب من الموانئ وإعادة الانتشار من المدينة وممثلي الميليشيا الذين يديرون المحافظة وناقش معهم الصعوبات التي تواجه تنفيذ الاتفاق وأسباب رفضهم حضور الاجتماعات المشتركة في مناطق سيطرة الشرعية مثلما يحضر ممثلو الشرعية الاجتماعات في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا.

وقال مصدر يمني مسؤول، إن الموكب الأممي لغريفيث دخل مدينة الحديدة من منفذ فرعي شرق المدينة تستخدمه ميليشيا الحوثي في إمداد مجاميعها الإرهابية المتحصنة داخل المباني السكنية. وبحسب المصدر فإن موكب جريفيث سلك طريق «باجل - المراوعة» ثم طريقاً ترابياً غربي مديرية باجل، وذلك بدلاً عن المنفذ الشمالي عبر طريق «باجل-الضحي».

ولم تستمر زيارة جريفيث سوى ساعات قبل أن يعود إلى صنعاء، في زيارة وصفتها مصادر محلية، بالزيارة التي لم تحرز أي تقدم في إقناع ميليشيا الحوثي بفتح ممر إنساني للمساعدات. وأكدت المصادر بحسب موقع «العين الإخبارية»، أن ميليشيا الحوثي أشركت عدداً من التربويين وأعضاء المجالس المحلية ومسؤولين بالسلطة المحلية الخاضعة لسيطرتها في اجتماع المبعوث الأممي وممثليها لدى اللجنة المشتركة، وذلك للمطالبة بتمرير المسرحية الهزلية لإعادة الانتشار.

في ذات السياق، قال مصدر عسكري بالقوات اليمنية المشتركة، إن الميليشيا منعت وصول موكب المبعوث الدولي من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر الذي استهدفه بالقذائف، وأتلفت آلاف الأطنان من القمح التابع لبرنامج الغذاء العالمي. ولفت المصدر إلى أن المبعوث الأممي طاف لأول مرة في عدد من شوارع مدينة الحديدة قبيل مغادرته وعجزه عن إجبار ميليشيا الحوثي بفتح الممر الشرقي للمدينة أمام قوافل المساعدات.

كما لم يتمكن الوفد الأممي من الاطلاع على حجم الأضرار التي لحقت بالمطاحن نتيجة القصف الحوثي، بعد تفاهمات واتفاق من أجل تسهيل توزيع المواد الغذائية الموجودة بذات المطاحن للمتضررين بالحديدة.

وفي تقرير أوردته وكالة الأنباء الفرنسية اتهم قادة عسكريون تابعون للتحالف العربي ميليشيا الحوثي باستخدام الغذاء كسلاح في حربها بالحديدة وشدد القادة بحسب الوكالة الفرنسية على التزام قواتهم الكامل بوقف إطلاق النار غير انهم شددوا أن الميليشيا تخرق الوقف بشكل يومي وتوجه أسلحتها لحرق غذاء اليمنيين مستشهدين بقصفها لمخزونات القمح في مطاحن البحر الأحمر.