غادر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس، العاصمة اليمنية صنعاء، بعد زيارة استمرت أياماً عدة، لم تحقق نتائج إيجابية، بسبب استمرار رفض ميليشيا الحوثي تنفيذ اتفاق ستوكهولم، في وقت عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة بشأن اليمن ووافق على تعيين الضّابط الدنماركي السابق مايكل لوليسغارد ليحلّ مكان رئيس بعثة المراقبين الأمميّين في اليمن الجنرال الهولندي السابق باتريك كاميرت.
وقالت مصادر يمنية، بحسب ما نقلت عنها «العين الإخبارية»، إن المبعوث الأممي غادر مطار صنعاء الدولي، متوجهاً إلى العاصمة الأردنية عمان التي يوجد فيها مكتبه.
وأضافت المصادر أن «مغادرة المبعوث الأممي جاءت عقب لقاءات مع قيادات في ميليشيا الحوثي، رفضت الاستجابة للمطالب الأممية بضرورة تنفيذ اتفاق ستوكهولم».
وتابعت المصادر أن «الميليشيا لا تزال تصر على رفض الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، مع مواصلتها وضع العراقيل أمام ملف تبادل الأسرى والمعتقلين».
ووصل المبعوث الأممي إلى صنعاء، الاثنين الماضي، من أجل الضغط على ميليشيا الحوثي لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، وقام بزيارة إلى مدينة الحديدة الساحلية.
ونص اتفاق ستوكهولم على انسحاب ميليشيا الحوثي من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى خلال 14 يوماً كونها مرحلة أولى، فيما ستكون المرحلة الثانية هي الانسحاب من مدينة الحديدة إلى أطرافها، إلا أن تطبيق الاتفاق واجه خروقات متتالية من جانب الميليشيا لعرقلة جهود السلام.
تعيين لوليسغارد
في الأثناء، وافق مجلس الأمن الدولي على تعيين الضّابط الدنماركي السابق مايكل لوليسغارد ليحلّ مكان رئيس بعثة المراقبين الأمميّين في اليمن الجنرال الهولندي السابق باتريك كاميرت، وفقاً لمصادر دبلوماسيّة.
ولم يعترض أيّ من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر على هذا التعيين الذي كان الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس اقترحه، الاثنين الماضي، بحسب ما قال أحد المصادر.
وعقد المجلس، جلسة مشاورات مُغلقة خاصة لمناقشة الوضع في اليمن، ومستجدات تنفيذ اتفاق السويد.
وقالت مصادر إعلامية، إن مجلس الأمن، عقد جلسة مشاورات مُغلقة حول اليمن، بطلب من بريطانيا لمناقشة الالتزام بتنفيذ اتفاق الحديدة، وآخر التطورات في المجالين الإنساني والسياسي.
واستمع الأعضاء، إلى إحاطة بشأن تنفيذ القرارين 2451 و2452 من غريفيث، وكاميرت ومساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك.
وأطلع غريفيث وكاميرت الأعضاء على ما تم بشأن اتفاقية الحديدة. وهذه الإحاطة الأخيرة لكاميرت، بعد أن وافق أعضاء المجلس على تعيين لوليسغارد مكانه.
الجدير بالذكر، أن هذه المرة الثالثة التي يعقد فيها مجلس الأمن جلساته، لمناقشة الوضع في اليمن، خلال شهر يناير فقط.
وقاد الجنرال لوليسغارد البعثة الأمميّة في مالي (مينوسما) بين عامي 2015 و2016، قبل أن يُصبح الممثّل العسكري للدنمارك في حلف دول شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
ولد لوليسغارد في عام 1960، وكان خصوصاً مستشاراً عسكرياً لبلاده لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وخدم في بعثات لحفظ السلام في العراق والبوسنة.
مطالبة يمنية
إلى ذلك، بحث وزير الخارجية اليمني خالد اليماني مع السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر، أمس، تطورات العملية السياسية على خلفية اتفاق ستوكهولم وخروقات ميليشيا الحوثي الإيرانية، وتهربها من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في السويد. وأكد اليماني أن اتفاق السويد واضح وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته في إلزام الميليشيا الحوثية بما تم الاتفاق عليه.
ودعا الوزير اليمني، المجتمع الدولي إلى دعم وتعزيز قدرات الحكومة اليمنية لتطبيع الأوضاع وتقديم الخدمات والاستجابة للحاجات الإنسانية والتنموية كونه حلاً وحيداً للتعامل مع الأزمة الإنسانية في اليمن، وإيجاد حل مستدام لها.
من جانبه، أكد السفير الأمريكي موقف بلاده الداعم للحكومة اليمنية، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية تتابع عن قرب الوضع في مدينة الحديدة، وأن الرؤية الأمريكية تنطلق من تعزيز وتمكين مؤسسات الدولة من أداء مهامها.