قال وزير التربية والتعليم اليمني الدكتور عبد الله سالم لملس، إن نسبة تتراوح من 55 إلى 60 في المئة من تلاميذ وطلاب المدارس في اليمن مهددون من قبل ميليشيا الحوثي، الذين يسيطرون على آلاف المدارس في العاصمة صنعاء وفي باقي مناطق تواجدهم.

وأفاد الوزير اليمني في تصريحات خاصة لـ«البيان» عبر الهاتف، بأن «الميليشيا الحوثية المسلحة المدعومة من إيران في صنعاء والتي انقلبت على الدولة والنظام السياسي والشرعية اليمنية، أصبحت الآن في موضع ضعف شديد، وكدليل على ذلك الضعف لجوئها إلى المدارس وتجنيد الأطفال منها لدعمهم على الجبهات المختلفة».

مسألة تجنيد الأطفال من قبل الحوثيين من داخل المدارس ليست جديدة، لكنها تتم الآن بأساليب أكثر حدة؛ إذ أوضح لملمس أن الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران كانت منذ وقت مبكر تقوم باستقطاب الأطفال وتجنيدهم من المدارس من خلال الترغيب، أما الآن فإنها تتبع أسلوب «الترهيب والإجبار» لتدعيم صفوفها بهؤلاء الأطفال والزج بهم في المعارك التي يخوضونها.

الاختطاف

وتابع الوزير اليمني في معرض تصريحاته لـ«البيان» قائلاً: «هناك الكثير من حوادث الاختطاف التي وقعت في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية الانقلابية، لأطفال في المدارس يتم الزج بهم في الجبهات العسكرية، ولا تعرف مدارسهم عنهم شيئاً ولا أهاليهم»، مشيراً إلى أن ذلك يحدث في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية.

وأكد لملس أن «المدارس التي تقع في نطاق سيطرة الميليشيا الحوثية المسلحة المدعومة من إيران الأطفال فيها مهددون بالتجنيد والاستقطاب الإجباري ومن خلال الترهيب من جانب تلك الميليشيا»، وقدّر نسبتهم بحوالي من 55 إلى 60 في المئة من الطلاب في اليمن، على حد قوله.

وكشف الوزير عن ممارسات ذات صلة تقوم بها الميليشيا الحوثية في اليمن، إذ تقوم بتعليق صور الأطفال الذين قتلوا في المعارك التي شاركوا فيها بعد استقطابهم من قبل تلك الميليشيا، على جدران مدارسهم نفسها، مردفاً: «توقعوا الآثار النفسية للأطفال الآخرين عندما يروا زملاءهم في الصفوف المختلفة معلقة على جدران تلك المدارس كضحايا!».

وشدد وزير التربية والتعليم اليمني، على أن الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران انقلبت على الدولة والدستور والنظام والقانون، وغير ملتزمة بأي شيء، وبالتالي انقلبت أيضاً على العملية التعليمية، كما تُظهره تلك الممارسات التي تقوم بها بحق الأطفال.

اتفاقية

ولفت الوزير اليمني إلى توقيع الحكومة اليمنية الشرعية في عدن، اتفاقية عمل مشترك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في ما يتعلق بمنع تجنيد الأطفال في اليمن، قائلاً: «نحن في الحكومة الشرعية وقعنا تلك الاتفاقية مع اليونيسيف تأكيداً على التزام اليمن بالمواثيق الدولية وحقوق الإنسان في ما يتعلق بمنع تجنيد الأطفال، مع العلم بأن مكتب اليونيسيف الإقليمي في اليمن موجود في صنعاء أساساً، ولم تستطع أن توقع مع الميليشيا المسلحة هناك اتفاقية لمنع تجنيد الأطفال»، مؤكداً بذلك إصرار الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على نهجها في إقحام واستقطاب الأطفال في معاركها والزج بهم في الجبهات.

وفي العاشر من شهر فبراير الجاري، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ‏إن ‎الميليشيا الحوثية الإيرانية بدأت استقطاب ‎الأطفال وتجنيد عناصرها من داخل صفوف الدراسة منذ وقت مبكر، مشيراً إلى أن مدارس منطقة ‎مران بمحافظة ‎صعدة من الوضع الآن بعد سيطرة الميليشيا الحوثية على آلاف المدارس في العاصمة صنعاء وباقي مناطق تواجدها.