تهربت ميليشيا الحوثي الإيرانية، من تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الحديدة، ليتم تأجيل التنفيذ مجدداً إلى أجل غير مسمى، بعد سلسلة من عمليات التعطيل المتعمدة من جانب الميليشيا، في وقت ذكرت مصادر أن هناك صراع أجنحة داخل صفوف ميليشيا الحوثي، في وقت أكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن استمرار فريق المراقبين الدوليين في رفض المقترح الحكومي بخصوص الممرات الإنسانية الآمنة يثير الكثير من علامات الاستفهام.
وفي خطوة جديدة تضاف الى رصيد المليشيا في عدم الالتزام بأي اتفاقات تعقدها، تأجل تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الحديدة إلى أجل غير مسمى. ومع أن المنظمة الدولية قبلت بالتسويف والمماطلة الحوثية اكثر من شهرين وحاولت تجزئة تنفيذ اتفاق اعادة الانتشار الى مرحلتين يتم في المرحلة الأولى الانسحاب من ميناءي الصليف وراس عيسى وفي المرحلة الثانية يتم الانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة، أملاً في ان تلتزم الميليشيا بما اتفق عليه في استوكهولم، الا ان كل محاولات الاسترضاء لم تكن كافية لكي تنصاع هذه الميليشيا للإرادة الدولية.
ووفق ما أكدت مصادر في اللجنة المشرفة على تنفيذ انفاق إعادة الانتشار لـ«البيان»، فإن ممثلي ميليشيا الحوثي ابلغوا الجنرال مايكل لوليسغارد، أول من أمس، حاجتهم للتأخير يوماً اضافياً حتى يكتمل نزع الألغام من محيط الميناءين والطرق المؤدية إليهما، وهو ما قبل به ممثلو الشرعية، على أمل ان تبدأ عملية الانسحاب صباح امس قبل ان يفاجأ الجميع في الوقت المحدد بعدم البدء بالتنفيذ.
صراع أجنحة
وحسب المصادر فإن عدم التنفيذ تم من دون ذكر أي أسباب وان الجنرال لوليسغارد لم يبلغ بأي سبب محدد، وأنه على تواصل مع ممثلي الميليشيا في اللجنة لكن ما وصل من معلومات تبين ان صراع الأجنحة داخل الميليشيا هو من أسباب عدم التنفيذ، إذ من الواضح ان ممثليها في اللجنة المشتركة لا يمتلكون السلطة اللازمة لتوجيه القادة الميدانيين، لكن احد المصادر لم يستبعد ان يكون الأمر مدبراً و له علاقة بمحاولة التنصل من التنفيذ لا غير.
وقال مصدر آخر: من الواضح انه كلما حاولنا التقدم خطوة على صعيد تنفيذ الاتفاق تختلق ميليشيا الحوثي العراقيل والذرائع للتهرب من التنفيذ، وظهر انهم قبلوا الإنفاق مكرهين ولهذا كلما اقتربت لحظة تسليمهم الموانئ زاد الخلاف بين الأجنحة لأنها تدرك تماماً ما معنى تسليم الحديدة وموانئها الثلاثة بما تمثله من مصدر لتمويل حربهم ضد اليمنيين ومنافذ لتهريب الأسلحة وهي آخر نقطة أتصال للميليشيات مع الخارج.
الممر الآمن
إلى ذلك، كشف وزير الإعلام معمر الأرياني رفض فريق الرقابة التابع للأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي التعاطي مع مقترح الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار بإخراج مخزون القمح في صوامع البحر الاحمر بمدينة الحديدة.
وأعتبر وزير الإعلام في تغريدة على تويتر، أن استمرار فريق الرقابة الدولية في رفض المقترح الحكومي بخصوص الممرات الإنسانية الآمنة رغم تعنت الميليشيا الحوثية في تنفيذ باقي المقترحات ورفع الألغام في حي 7 يوليو أو كيلو 16 يثير الكثير من علامات الاستفهام.
تضليل
تأكيداً على استمراء ميليشيا الحوثي الإيرانية للكذب والمراوغة فقد وزعت وسائل إعلامها تصريحات منسوبة لقيادة الميليشيا في الحديدة تدعي ان تأجيل تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار سببه طلب كبير المراقبين الدوليين الاجتماع بممثليهم في اللجنة وهو ما نفاه لـ«البيان» مصدر في الجانب الحكومي وأكد أن الاجتماع جاء بعد عدم تنفيذ الاتفاق وأن رئيس المراقبين التقى بممثلي الميليشيات لمعرفة أسباب عدم التزامهم بالاتفاق وليس لسبب آخر.