أكمل الجيش الوطني الليبي تحرير كامل الجنوب من قبضة المتطرّفين، فيما شدّدت الأمم المتحدة على اعتزامها تسهيل عقد مؤتمر وطني وانتخابات عامة تساعد في إنهاء المرحلة الانتقالية.
وأعلن الجيش الوطني الليبي، أمس، تحرير منطقة أم الأرانب، آخر منطقة كانت خارج سيطرته في الجنوب، ليكتمل تحرير الجنوب الليبي بالكامل وسيطرة الجيش الوطني عليه. وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، أن قوات الجيش سيطرت على الحدود المشتركة مع النيجر والجزائر. وقال المسماري إن الجيش سيطر على منطقة أم الأرانب جنوب غربي البلاد، من دون أي مقاومة.
ووفق تصريحات للمسماري، تناقلتها مواقع إخبارية، فإن حصيلة ضحايا عملية تحرير الجنوب الليبي وصلت إلى 11 قتيلاً و40 جريحاً منذ إطلاق العملية في يناير الماضي لتطهير مدن الجنوب بشكل كامل من قبضة الإرهابيين.
وتعمل قوات الجيش الليبي على حسم المعارك بشكل كامل، وقد حدّ الوجود العسكري جنوب البلاد من انتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وفق المسماري، مشيراً إلى أن أهالي الجنوب الليبي رحَّبوا بدخول الجيش إلى مدن الجنوب لتطهير المنطقة من الإرهابيين.
مؤتمر وطني
سياسياً، قال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في نشرته لشهر مارس، إنه من المقرر أن يتلقى أعضاؤه في الشهر الجاري إفادة من مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، ومن السفير الألماني في ليبيا ورئيس لجنة الجزاءات المعنية بليبيا يورغن شولتز، عن تطورات الأوضاع في ليبيا.
وأشار إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم إلى ليبيا تعتزم في الأسابيع المقبلة العمل تسهيل عقد مؤتمر وطني يهدف إلى بناء سلسلة من المشاورات على نطاق الدولة يعقدها مركز الحوار الإنساني. وأضاف أنه من المتوقع أن يوفر ذلك الحدث لليبيين فرصة لتحديد كيف ينبغي أن تمضي الدولة قدماً لإنهاء المرحلة الانتقالية.
استعصاء تسوية
وأضاف المجلس أنه رغم مرور 8 سنوات على الثورة الليبية في فبراير الماضي، فإن التسوية السياسية لا تزال مستعصية، مشيراً إلى أن إحدى النتائج المنتظرة من المؤتمر الوطني هي الاتفاق على تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية وكذلك استفتاء على الدستور.
وقال مجلس الأمن إن تنظيم مؤتمر وطني وانتخابات ناجحة في الأشهر المقبلة، هو أمر مهم بالنسبة للمجلس ولدعمه للعملية الانتقالية في ليبيا. وذكر أنه مع دراسة أعضاء المجلس زيادة الضغط على اللاعبين السياسيين الرئيسيين، فإنهم قد يصدرون بياناً رئاسياً يحذر أولئك الذين يعرقلون العملية السياسية بفرض عقوبات عليهم، بينما يحاولون الحفاظ على انخراطهم في الحوار.
جمود سياسي
ونقل عن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة قوله، في إحاطة قدمها في 18 يناير الماضي، إن الجمود السياسي يرسّخه شبكة معقدة من المصالح ضيقة الأفق، وإطار معطل ونهب لثروات ليبيا الهائلة. وقال مجلس الأمن، في نشرته، إن الوضع الأمني في الجنوب الليبي يظل حرجاً، فوجود المجموعات الإجرامية والحدود الليبية التي يسهل اختراقها زاد من الشكاوى بشأن نقص الفرص الاقتصادية والإهمال العام.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، قال مجلس الأمن إنه يظل هشاً في ليبيا، مضيفاً أن التمويل المحدود لخطة الاستجابة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إضافة إلى القيود المفروضة يعرقلان عمل العاملين في المجال الإنساني.