أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث أدرك أن الحوثي هو المعرقل للحل السياسي في اليمن، مشيراً إلى أن مبعث القلق الرئيسي هو مصير إطار استوكهولم ومستقبل العملية السياسية.

بالتزامن حمل محللون يمنيون الميليشيا الحوثية مسؤولية ما اسموه بالموت السريري لاتفاق الحديدة، الذي مضى على توقيعه 85 يوماً، لافتين إلى أن الحوثيين سعوا إلى إفشال الاتفاق بشتى السبل، وفي مقدمتها العمل على استفزاز قوات الشرعية اليمنية عبر الخروقات المتكررة للهدنة، لإشعال فتيل الحرب في المدينة من جديد، والمماطلة السياسية في إنفاذ البنود المنصوص عليها.

وقال معالي الدكتور أنور قرقاش في تغريدة على حسابه في تويتر: «اكتشف المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبكراً أن الحوثي هو المعرقل للحل السياسي في اليمن، واليوم يدرك المبعوث الحالي مارتن غريفيث هذه الحقيقة. مبعث قلقنا الأساسي هو إطار استوكهولم ومستقبل العملية السياسية واتفاق انسحاب الحوثي من الحديدة والمؤانئ».

من ناحيتها حذّرت الناطقة باسم الحكومة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أليسون كينغ، من أن رفض الحوثيين الانسحاب من ميناء الحديدة، وفقاً لاتفاق ستوكهولم، سيؤدي إلى تجدد العمليات القتالية، واعتبرت كينغ الرفض الحوثي يمثل تطوراً خطيراً على الشعب اليمني. وأشارت في حديث تناقله عدد من وسائل الإعلام إلى أنه «لا توجد خيارات عملية تفيد الشعب اليمني إلا الحوار السياسي… وهو السبيل الوحيد لإنقاذ بلدهم».

إلى ذلك قال المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر لـــــ«البيان» إن اتفاق ستوكهولم «يفترض أن يكون عملياً قد انتهى»، لكن مازالت الشرعية تتمسك بــــ«ضبط النفس لأقصى درجة» في مواجهة انتهاكات وخروقات الميليشيا الحوثية التي قتلت اتفاق السويد بشكل عملي من خلال تلك الخروقات التي تقوم بها.

ولم يستبعد الطاهر أن تقوم الحكومة الشرعية بإعلان نفض يدها عن اتفاق الحديدة في ظل الخروقات والاستفزازات المستمرة من قبل الميليشيا، مشيراً إلى أن الحكومة اليمنية تعمل على إعطاء المجتمع الدولي الفرص كافة لإقناع الميليشيا بإنفاذ الاتفاق.

انتهاكات

وفي الاتجاه ذاته ذهب السياسي اليمني عصام شريم، مشيراً في حديثه لـ«البيان» الى ان ميليشيا الحوثي الإيرانية قد أجهزت تماماً على اتفاق الحديدة، وذلك في ظل الانتهاكات التي تقوم بها منذ اللحظات الأولى من الاتفاق الذي تم في ستوكهولم، وضعت الاتفاق على المحك وأنهته عملياً. وشدد شريم لـ «البيان» على أن «الشرعية عليها اتخاذ ما يلزم من تحركات لمواجهة تلك الانتهاكات والخروقات، متمسكة بقرارات الشرعية الدولية الصادرة من قبل بخصوص اليمن»، مشيراً إلى ضرورة أن تتخذ الشرعية المبادرة والفعل وألا تكون.

تواطؤ

ويأتي ذلك في الوقت الذي يقوم فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث باتصالات مكثفة ومساعٍ عدة لدى الأطراف المختلفة؛ من أجل ضمان تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وإعطاء قبلة الحياة له في ظل الواقع المُعقد الراهن الذي فرض نفسه كنتيجة لانتهاكات الحوثي، بحسب مراقبين.

ويرى مراقبون ان تحركات غريفيث ربما تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ الاتفاق، لكنّ البعض الآخر يُشكك في ذلك وفي الدور الذي تقوم به أطراف دولية، ويقول المحلل السياسي المختص بالشأن اليمني سيد علي لـ «البيان» إن هنالك شكوكاً فعلية تحوم حول أطر تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وأن المبعوث الأممي «هناك شبهة تواطؤ منه مع الحوثيين» وزاد قائلاً: «حتى الأمين العام قد أعطى انطباعاً لغالبية الأطراف بأن هناك شبهة تواطؤ مع الحوثي».

18

أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن استمرار الميليشيا الحوثية الإرهابية لخروقات وقف إطلاق النار بالحديدة. وقال التحالف إن الميليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً ارتكبت 18 خرقاً لوقف إطلاق النار بالحديدة خلال 24 ساعة الماضية شملت الرماية بمختلف الأسلحة الخفيفة والهاونات على الحيس والفازة والجبلية، ونتج عن ذلك مقتل مواطن يمني وجرح آخر.