بدأت قناة الجزيرة القطرية دعايتها السوداء لشيطنة السودان بزعم أن قيادته الأمنية والسياسية تتودّد إلى إسرائيل ومخابراتها، من خلال بث معلومات مغلوطة عن لقاء مزعوم جمع المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق أول صلاح عبدالله قوش مع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الذي انعقد الشهر الماضي. وسارع جهاز الأمن السوداني إلى تكذيبها في حينه.
ووفقاً لخبراء فإن أي دعاية إعلامية ترتكز لنجاحها علی «دراسة سيكولوجية الجماهير»، بحیث تتفق مع الاستعدادات النفسية والقيم والعقائد والمشاعر والأفكار السائدة لاجتذاب أكبر عدد ممكن من الجمهور، وبالتالي فقد استغلت قناة الفتنة تظاهرات الشارع السوداني لتحاول إشعال فتنة في كابينة القيادة السودانية من خلال مزاعم أن قوش التقى مدير الموساد وبحث معه مرحلة ما بعد تنحي الرئيس عمر البشير.
ويرى مراقبون أن نظام الحمدين يحاول تسميم العلاقة بين رموز كابينة القيادة السودانية في ظل هذه الأزمة الخانقة التي يمر به السودان، وفي ذات الوقت يرسل إيحاءات بأنه ينقذ حكم البشير من الفخاخ السياسية التي تحيط به، في ازدواجية برع النظام القطري في ممارستها وهو يعلم أن خبراً مثل الذي بثته قناة الفتنة عن مدير المخابرات السوداني يمكن أن يفضي إلى ردات فعل سلبية في الشارع السوداني؛ لأنه يؤكد النخبة الحاكمة على حل الأزمة من جذورها.
لقاء مزعوم
ويقول الخبير الاستراتيجي والعسكري السعودي العقيد متقاعد د. عبدالرحمن بن نواف الشمراني أن «الجزيرة» تتحدث عن لقاء مزعوم لمدير المخابرات السوداني مع إسرائيل في هذا الظرف العصيب الذي يمر به السودان، وتغضّ الطرف عن العلاقات المتميزة والسرية بين قطر واسرائيل.
وأضاف أن القناة تحاول زيادة إرباك المشهد السياسي السوداني المرتبك أصلاً، غير أن الكل يعلم أن هذه القناة تمارس سياسة التحريض والتحريض المضاد عبر مبارزات مملّة بين الخصوم والفرقاء، خدمةً لأهداف الأجندة القطرية التي ربما تخطط لشيء أكبر وأسوأ من مجرد خبر ملفق.
غير أن تحليلات سياسة أخرى تتجه إلى أن الدوحة تحاول إيجاد دور لها في التظاهرات السودانية للتدخل في شؤون هذه الدولة التي تمر بأزمة، حيث رجّحت هذه التحليلات أن يكون دخول قطر على الخط الآن، بعد نحو شهرين من الأزمة، محاولة لنجدة التيار المؤيد لها، وفي مقدمته جماعة الإخوان.
وهمٌ وفشل
كتب رئيس تحرير صحيفة «آخر لحظة» السوداني الهندي عز الدين: «تريد دويلة صغيرة الوزن والمساحة اسمها قطر أن تفرض سياساتها وأجندتها ورغبة حكامها على قيادة السودان، بل على سائر بلاد العرب والمسلمين، دون أهلية وتاريخ وتأثير، سوى ما تبثه قناة (الجزيرة) من أخبار مُلّونة، وبرامج موجهة لخدمة خطط وبرامج الخارجية القطرية».
ويتابع: «يتوّهم حكام قطر أن بإمكانهم صناعة الثورات والإطاحة بالرؤساء والملوك عبر نشرات الجزيرة.. رغم أن واقع الحال العربي يؤكد فشل جميع ثورات الربيع العربي».