يشهد العمل الخيري والإنساني في موريتانيا نشاطاً متزايداً، وتكثر الجمعيات والمنظمات، التي تهتم بهذا المجال وسط الحاجة الماسة إلى ضرورة التخفيف من معاناة المحتاجين.
وفي هذا السباق الخيري يبرز الشيخ أمين الصوفي، كإحدى الشخصيات الرائدة حيث كرّس نفسه لمساعدة الفقراء وتقديم العون لهم، وأسس لهذا الغرض جمعيته الخيرية «جمعية طيبة للثقافة» المعروفة على نطاق واسع بين الموريتانيين بأياديها البيضاء.
حس إنساني
في لقاء أجرته معه «البيان» قال الصوفي: لقد نذرنا أنفسنا لهذا العمل انطلاقاً من حسنا الإنساني وما تمليه علينا قيمنا الدينية من حث على عمل الخير ومؤازرة الضعفاء وذوي الحاجة والتخفيف من معاناتهم، وقد شعرت أن من واجبي ألا أبقى مكتوف الأيدي وأنا أشاهد يومياً المعوزين والفقراء في بلدي وهم في حالة من الحرمان والمعاناة الدائمة، ولهذا قررت في العام 1998 أن أنشئ جمعية طيبة للثقافة لتكون بمثابة الإطار الشرعي الذي أتحرك من خلاله.
ويضيف: منذ انطلاقنا قبل عقدين تمكنا ولله الحمد من أن نصنع البسمة على الوجوه وندخل السرور إلى القلوب الحزينة، ونصنع بارقة أمل للكثير من الناس الذين أصابهم اليأس من أوضاعهم المعيشية، لقد نظمنا عشرات القوافل الخيرية في مختلف القرى والأرياف والأحياء الشعبية الموريتانية، ووزعنا عشرات الأطنان من الأغذية والملابس، وحفرنا الآبار في المناطق العطشى، وبنينا العديد من المدارس والمساجد، وقدمنا العون لمئات المرضى.
وقوف الأشقاء
ويضيف: ما كان لهذا الجهد الطيب أن يتحقق لولا وقوف الأشقاء في دولة الإمارات معنا ودعمهم السخي لجمعيتنا، وأود أن أوجه شكراً خاصاً هنا إلى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وجمعية الشارقة الخيرية، على ما يقدمونه لنا من دعم متواصل مكننا حتى الآن من تنفيذ العديد من التدخلات الخيرية بينها كفالة حوالي 4 آلاف يتيم. ويضيف في هذا السياق: إننا نكن كل الاحترام لدولة الإمارات العربية المتحدة شعباً وقيادة، ونوجه لها التحية على المبادرات الإنسانية الرائدة، وقد عودنا هذا البلد العربي الشقيق على مثل هذه الموافق الكريمة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله.
وأكد الصوفي أن جمعيته تخطط الآن لتدخلات عدة في العمق الموريتاني البعيد بهدف الوصول إلى القرى والأرياف التي ظلت محرومة نسبياً من المساعدات الإنسانية بسبب صعوبة الوصول إليها.